تاريخ وفاة الرسول محمد بالهجري

تاريخ وفاة الرسول محمد بالهجري اختلفت فيه الأقاويل، بناءً على اختلاف العلماء في تحديد عمر رسول الله عندما توفي، على أن هناك من الأحاديث التي يُمكن الاسترشاد بها في معرفة التاريخ الأرجح الذي شهد وفاة أشرف الخلق.

تاريخ وفاة الرسول محمد بالهجري

توفي أشرف الخلق في يوم الاثنين وهو الموافق 12 من ربيع الأول هجريًا في العام الحادي عشر، الموافق 633 ميلاديًا من شهر يونيو، وكانت وفاته في المدينة المنورة عند السيدة عائشة رضي الله عنها.

كما أن الرسول قد ولد في مكة في ربيع الأول من عام الفيل، قبل ما يقرب من 53 عام من الهجرة إلى المدينة.

لا يفوتك أيضًا:  الذي كفل الرسول بعد وفاة والدته هو وأهم المعلومات عنه

كم كان عمر الرسول عند وفاته؟

يُمكن الاستناد في هذا الصدد إلى ما ورد في تاريخ وفاة الرسول محمد بالهجري بأكثر من حديث على لسان الصحابة الكرام.

• في حديث عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: “ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توفي وهو ابن ثلاث وستين ”(رواية البخاري).
• حديث آخر في رواية ابن العباس –رضي الله عنه-: “ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين ”(رواية مسلم).
• رواية عن أنس بن مالك –رضي الله عنه-: “ أنها ستون سنة ”(رواية البخاري).
• قول الإمام النووي –رحمه الله-: “ توفي -صلى الله عليه وسلم وله ثلاث وستون سنة، وقيل: خمس وستون سنة، وقيل: ستون سنة، والأول أصح وأشهر، وقد جاءت الأقوال الثلاثة في الصحيح “.

ليتفق جمع من العلماء بناءً على الأقوال المتباينة في تحديد عمر النبي عندما توفي أنه كان في عمر 63 عام، لأن من روى أنه كان في الستين لم يقوم بعد الكسور، ومن روى أنه كان في 65 فقد عدّ سنتي المولد والوفاة.

اقتراب أجل النبي

قبل وفاة النبي كان هناك بعض العلامات الدالة على اقتراب أجله صلى الله عليه وسلم، والتي جاءت في كثير من الأحاديث، فقد روت السيدة عائشة أنه قبل أن يتوفى أجلس السيدة فاطمة ابنته عن يمينه وأخبرها بشيئين.

هذا وقد روي العباس –رضي الله عنه- رؤيا تفسيرها يؤول إلى أن النبيّ –صلى الله عليه وسلم- أخبره بقرب وفاته: “ رأَيْتُ في المنامِ كأنَّ الأرضَ تنزِعُ إلى السَّماءِ بأَشْطانٍ شِدادٍ، فقصَصْتُ ذلك على رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، فقال: ذاك وفاةُ ابنِ أخيك “.

حديث الرسول إلى معاذ بن جبل كان دالًا على اقتراب أجله: “ يا معاذُ إنَّك عسى ألَّا تَلقاني بعدَ عامي هذا لعلَّك أنْ تمُرَّ بمسجدي وقبري “.

آخر حديث للنبي الذي رواه عنه العرباض بن سارية حينما قال: “ صلّى بنا رسولُ اللهِ ذاتَ يومٍ، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظةً بليغةً، ذرفت منها العيون، ووجِلت منها القلوبُ، فقال قائلٌ: يا رسولَ اللهِ كأنّ هذه موعظةُ مُودِّعٍ، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: أوصيكم بتقوى اللهِ والسمعِ والطاعةِ “.

لا يفوتك أيضًا:  كم كان عمر الرسول عندما توفيت أمه

حجة الوداع

في السنة العاشرة من ذي القعدة، قبل تاريخ وفاة الرسول محمد بالهجري بعام واحد كانت حجة الوداع، والتي قال فيها الرسول: “ من كنتُ مولاه فعليّ مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه “.

حينئذٍ عمل الرسول على أداء مناسك الحج بعد أن مكث في المدينة المنورة لمدة 9 سنوات لم يحج فيها، على أنه أذن في الناس وكانت تلك تُسمى بحجة الإسلام وسُميت بالوداع لأنه ودّع فيها الناس ولم يحجّ بعدها.

تحديدًا في يوم السبت في 25 من ذي القعدة، خرج محمد –صلى الله عليه وسلم- على ناقته القصواء إلى مكة المكرمة للحج، ومعه مائة ألف من المسلمين رجالًا ونساءً.

في ضُحى يوم الأحد دخل رسول الله من الثنية العليا ودخل المسجد الحرام المعروف الان باسم “باب السلام”ولما رأى الكعبة قال: “ اللهم زِد هذا البيتَ تشريفًا وتعظيمًا ومهابةً وبرًا، وزِد مَن شَرَّفه وكرَّمه ممن حجّه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرًا “.

بكى الرسول عند الحجر الأسود، ثم طاف بالبيت سبع مرات، وصلى ركعتين عند مقام أبي الأنبياء إبراهيم، ثم دخل زمزم وشرب منه.. وفي يوم 9 من ذي الحجة توجه إلى عرفة وصلى هناك الظهر والعصر وهناك كانت خُطبة الوداع.

في ذلك الموقف أنزل الله تعالى آيته الكريمة في سورة المائدة الآية 3:

“ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا “.

مرض النبي واحتضاره

كان النبي قد أصيب بمرض قبل وفاته، في بادئه أصابه صداع شديد في رأسه أثناء عودته من جنازة في البقيع، فيُذكر أنه قد وضع عصابة على رأسه نظير الألم الشديد.

لأن الألم كان شديدًا قد استأذن أزواجه أن يقيم في فترة مرضه عند السيدة عائشة، كما أن الألم أخذ يشتد به إلى 5 أيام قبل تاريخ وفاة الرسول محمد.

• أحسّ بخفة في جسمه.
• ارتفعت حرارة جسمه.
• دخل المسجد وعلى رأسه عصابة.
• خطب بالناس وهو جالس على المنبر.
• صلى رسول الله بالناس صلاة الظهر وقد ظهرت عليه علامات المرض الشديد.
• لم يقدر على أن يصلي بالناس قبل وفاته بأربعة أيام، فأمر أبو بكر بالصلاة بهم عوضًا عنه.
• بدأ الاحتضار في ضحى يوم الاثنين.
• كان موته في حجر السيدة عائشة.
• أقر أن للموت سكرات حينما اشتدت عليه سكرات الموت.
• رفع الرسول إصبعه وشخّص بصره إلى أعلى.
• كانت آخر كلمات ينطقها ثلاثًا قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى: “ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْنِي وأَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ “.

صفة غسل ودفن النبيّ

بعد أن انقضى تاريخ وفاة الرسول محمد، تم تغسيله دون انتزاع ثيابه، وهذا ما ذُكر في رواية عائشة، وقد غسله أهل بيته وعصبته من بني هاشم.

فكان عليّ بن أبي طالب هو من يُباشر على غسل النبي، وكان يقول: “ ما أطيبك يا رسول الله حيًّا وميتًا “، وتم تكفين النبيّ بثلاثة أثواب من القطن.. ثم كان دفي النبي بعد تكفينه.

• وضعوه في بيته على سريره.
• كانت جماعة من الناس تدخل لتصلي عليه وتخرج.
• أولًا صلى عليه الرجال ثم النساء ثم الصبيان.
• دُفن النبيّ في مكان ما قبضت روحه الطاهرة.
• أدخل النبي القبر من جهة القبلة.
• كان قبر النبي مسطحًا غير بارز.
• رشّ بلال بن رباح –رضي الله عنه- الماء على قبر النبيّ، وبدأ بالشق الأيمن لرأسه.
• تم الانتهاء من رش الماء عند قدميه الشريفتين.
• دُفن النبيّ في يوم الأربعاء.

يُذكر المسلمون صلّوا على النبيّ فرادى دون إمام.. وذكر في سبب ذلك الإمام الشافعي: “ صلى الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرادا لا يؤمهم أحد، وذلك لعظم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنافسهم في أن لا يتولى الإمامة في الصلاة عليه واحد “.

ما بعد وفاة النبيّ

منذ تاريخ وفاة الرسول محمد اختلف الناس في أمر الخلافة، فقد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة وقام عمر بن الخطاب بترشيح أبو بكر الصديق باعتبار أن المهاجرين هم من لهم الأحقية في الخلافة.

الأمر الذي نال تأييدًا من المسلمين، وبايعوا أبا بكر وهو من طبق المشورة بينهم، وكانت تلك الفترة مهد الخلاف التاريخي بين السنة والشيعة، الذين كانوا يرون أن عليًّا هو من له أحقية الخلافة.

كان أبو بكر الصديق نموذجًا خيّرًا للخلافة الإسلامية، فعمل على حماية المدينة وحارب المرتدين عن الإسلام الممتنعين عن دفع الزكاة، كما حارب مُدعي النبوة في عدة معارك، وكوّن جيوشًا من أكثر المسلمين قوة وبسالة.

لا يفوتك أيضًا:  من هو الشخص الوحيد الذي قتله الرسول

حول سيرة النبي مُحمد

إنه نبيّ الرحمة والمرحمة، هدى للعالمين، وحبيب الرحمن، لنا أن نتطرق إلى أهم المعلومات حوله.

يوم كان هو الأشد ظلمة في تاريخ الإسلام.. هو اليوم الذي شهد وفاة الرسول أشرف الخلق صلوات الله وسلامه عليه.