قصة عن كرم الضيافة 

أ / مروة سامي الجندي

الكرم وحسن الضيافة من أنبل الأخلاق فلا يوجد أجمل من أن تتقاسم ما وهبه الله لك من رزق مع غيرك وما أقبح أن تمتنع عن إكرام ضيوفك وأن يصفك الناس بالبخيل، ولنا في قصصنا وحكاياتنا أبطال لهم حكايات رائعة عن كرم الضيافة ولو تحدثنا عن كرم الضيافة فإن بطلنا هو (حاتم الطائي).

قصص عن الكرم

نبذة عن حاتم الطائي

عاش حاتم الطائي في شبه الجزيرة العربية وكان ذلك في القرن السادس الميلادي، واشتهر في الكثير من الروايات والأساطير بمغامراته ومثالتيه في الجود والكرم، وسنروي لكم اليوم مجموعة من أجمل قصصه المعروفة بالكرم وحسن الأخلاق.

حاجب الروم والفرس

سمع أحد قياصرة الروم عن كرم حاتم فعزم على اختباره وقد علم أنه يملك فرسا من كرام الخيل واجودها فأرسل إليه بعض رسله يطلبون الفرس، فلما نزل الرسول عنده استقبله أحسن استقبال وأكرمه أحسن كرم وهو لا يعلم أنه الحاجب وكانت المواشي في المرعى فلم يجد سبيلا فنحر الفرس ثم عاد إلى ضيفه فأخبره انه رسول القيصر وقد حضر يطلب منه الفرس، فقال له حاتم هل أعلمتني قبل الآن فإني نحرتها لك إذ لم أجد غيرها، فعجب الرسول من سخائه وقال: والله لقد رأينا منك أكثر مما سمعنا.

قصص عن الكرم

تعرف علي: موضوع تعبير جديد عن إكرام الضيف 2024

قصة الغلام اليتيم

سأل رجل حاتم الطائي هل غلبك أحد في الكرم؟ قال: نعم، غلبني غلام يتيم نزلت بفنائه وكان له عشرة رؤوس من الغنم، فعمد إلى رأس منها فذبحه وقدمه إلى، فتناولت منه وأعجبني طعمة بشدة فقلت: طيب والله فخرج الفتى واخذ يذبح رأسا تلو الأخرى ويقدم إلى وانا لا اعلم، فلما خرجت لأرحل وجدت حول بيته دما عظيما وإذا هو قد ذبح كل ما يملكه من الغنم لكي يكرمني.

فقلت له: لماذا فعلت ذلك؟ فقال: يا سبحان الله تستطيب شيئا أملكه فأبخل عليك به، إن ذلك لسبة (ذمة) في حق العرب قبيحة! قيل يا حاتم: فما الذي عوضته، قال: ثلاثمائة ناقة حمراء وخمسمائة رأس من الغنم.؛ فقيل: إذا أنت أكرم منه …فقال: إنما هو أكرم منى لأنه جاء بكل ما يملك وإنما قدمت له انا قليل مما املكه.

قصص عن الكرم

حكاية الأعرابي المسافر

يحكى أن إعرابيا عرج على دار حاتم الطائي بعد عناء سفر طويل ملتمسا الراحة والطعام والشراب، بعد ما سمعه عنه من كرم ومرؤه، فلما التقاه حاتم سأله بجفاء عن حاجته فأجابه الأعرابي: والله إنني متعب من السفر وشديد الجوع والعطش ، فقصدتك لما سمعت عن كرمك بين العرب.

فقال له حاتم متعمدا الجفاء: وهل دارى مفتوحة لكل من يقصدها كي يرتاح ويأكل ويشرب؟، فأرتبك الأعرابي واحمر وجهه خجلا فأسرع إلى جواده فامتطاه مطلقا له العنان دون أن ينطق بكلمة، فلما أبتعد تلثم حاتم وامتطى جواده ولحق به، فلما التقاه حياه وقال له: من أين قادم يا أخا العرب؟

فأجابه الأعرابي: من عند حاتم الطائي؛ فسأله حاتم: وما كانت حاجتك عنده؟؛ فأجاب: كنت جائعا فأطعمني، وعطشانا فسقاني وعندما كشف حاتم عن وجهه وهو يضحك سأل الأعرابي: لماذا كذبت على؛ فأجابه الأعرابي: والله لو قلت غير ذلك لما صدقني أحد من العرب وليقالوا عنى مجنوناً…. فأبتسم حاتم وعاد إلى داره مصطحبا معه الأعرابي فذبح له وأطعمه وأكرمه.

أ / مروة سامي الجندي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *