12 من أجمل قصص عربية مكتوبة قصيرة معبرة

الأدب واللغة العربية وجهان لعملة واحدة وعرفت القصة العربية على مدار الزمان بما تحمله من حكم وفوائد للقارئ ومنها ما يناسب الكبار والصغار، علمًا أن القصة القصير تختلف اختلاف ملحوظ عن الرواية لأنها تعتمد على عدد قليل من الأحداث ومغزى واضح بطريقة سرد مكثفة.

1- قصة غاندي والحذاء

غاندي هو ذاك الرجل الهندي الذي لطالما تعجب العالم من طريقة تفكيره وسعيه إلى السلام على الدوام، كما أنه واحد من أشهر السياسيين الذي يتمتع بقدر عالٍ من الحكمة وله كلمات كثيرة عميقة ومؤثرة يصعب نسيانها، وله العديد من القصص الملهمة.

يحكى أنه كان في طريقه لركوب القطار وكان متعجلًا وخلال قفزه إلى القطار وهو يتحرك سقطت فردة حذاء من قدمه، وكان القطار قد بدأ في زيادة سرعته فلم يستطع أن يسترد فردة الحذاء التي سقطت.

إذا كان أي رجل مكان غاندي كان سيفوت الأمر ولكن غاندي كان يستحيل أن يجعل الأمر يمر دون أن يضع لمسته الخاصة، فقام بخلع فردة الحذاء الأخرى وقذفها حتى تستقر بجوار الفردة الأولى.

تعجب كافة ركاب القطار من فعله وسألوه لماذا قمت بقذف حذائك؟ أجاب: لأن الفردة التي بقيت معه لن يستفيد منها لأنها وحيدة، كما أن الفقير الذي سيأخذ الفردة الساقطة منه لن يستفيد بها لأنها وحيدة، هذا ما دفعه إلى رمي الفردتين حتى يستفيد الفقير عندما يأخذ كليهما.

تعرف على:  قصص قبل النوم للكبار

2- قصة الملكة واختراع الأحذية

يحكى أنه في يوم من الأيام كان هناك مدينة يحكمها ملكًا عرف عنه العدل والرحمة، وفي إحدى الأيام قرر الملك أن يتفقد أحوال الرعية في المدينة وأن يسير في طرقات البلدة حتى يعلم ما يعاني منه شعبه عن قرب.

سار الملك لفترة طويلة وكانت درجة الحرارة عالية وأحجار الطريق ساخنة جدًا، وهذا ما جعل الملك يصاب بالإرهاق، وتصاب قدمه بالجروح والتشققات، وفي هذه اللحظة شعر بمعاناة الشعب كل يوم، وأمر بتغطية كل شوارع وطرقات المدينة بالجلد، حتى يرحم الشعب من حرارة الطريق.

لكن قام واحد من الحكماء العاملين لدى الملك بطرح اقتراح وضع قطعة من الجلد أسفل قدم كل مواطن وبالتالي ترحمه من حرارة الطريق وتقلل من تكلفة تغطية الطرقات بالجلد.. وكان ذلك بداية اختراع الأحذية.

قصة المريض والطبيب الساخر

في إحدى العصور القديمة كان هناك رجلًا يشكو من ألم بسيط في بطنه، وكان الألم مع مرور كل ليلة يزداد ولذلك قرر الرجل زيارة الطبيب حتى يحصل على العلاج المناسب.

ذهب الرجل إلى طبيب القرية وشرح له نوع الألم الذي يشعر به وقام بتحديد مكانه، وأخبره أن تناول الطعام بات في الآونة الأخيرة يشعره بالألم، وكان الرجل يظن أن نوعية الطعام التي يتناولها هي السبب في شعوره بهذا الألم المستعصي.

حين فرغ الرجل من شرح المشكلة استطرد الطبيب حدثه قائلً: لا تقلق سوف أعطيك دواءً مناسبًا وسريع المفعول، فرِح الرجل كثيرًا بحديث الطبيب وقام الطبيب بالنداء على المساعدين وأمرهم بإحضار المكحلة، وقام بتكحيل عين الرجل، وذلك جعل الرجل يتعجب جدًا، وقال للطبيب أن الألم الذي يشعر به موقعه البطن فما دخل عينيه بالموضوع.

هنا وقف الطبيب وقام بوضع يديه على كتف الرجل وضحك قائلًا: أمرت المساعدين أن يضعوا الكحل في عينك حتى ترى الطعام الفاسد جميلًا وبهذا لن تشعر بالمرض حتى إن تناولت الطعام الملوث.

تعرف على:  قصص مسلية لجميع الاعمار

3- قصة جحا وعابر السبيل

تروي القصة أنه في إحدى الأيام وفي ساعة متأخرة من الليل كان هناك عابر سبيل فقير وأشعث مر في إحدى شوارع المدينة، وقرر الرجل أن يقف عند بيت جحا حتى يسأله على أي مساعدة.

نظر له جحا من شرفة المنزل وصرخ قائلًا: ماذا تريد؟ رد الرجل أنه يريده أن ينزل حتى يتحدث معه في أمر مهم، على الفور استجاب جحا ونزل إلى الأسفل وفتح له الباب وهم بسؤاله عن حاجته التي استدعت إلى طرق باب المنزل في هذه الساعة المتأخرة.

قال الرجل الفقير: أرغب في أن أحصل على حسنة مما أعطاك الله ورزقك به من الخير، فنظر له جحا دقائق بتمعن ثم قال له حسنًا، انتظرني هنا لدقائق، صعد إلى الغرفة وأخرج رأسه من الشرفة ونادى الرجل وأمره بالصعود إليه.

حالما وصل الرجل إلى أعلى منتظرًا الصدقة من جحا، مال جحا على أذن الرجل وقال: (الله يعطيك)، تعجب الرجل من فعل جحا وسأله: طالما أنك لن تعطيني شيئًا لما أمرتني بالصعود، فرد عليه جحا وبما أن الأمر الهام الذي كنت تناديني من أجله هو صدقة لما أمرتني بالنزول!

4- قصة الرجل البخيل والرجل الحسود

كان هناك ملكًا يرغب في تعليم اثنين من المساعدين درسًا عظيمًا، لأنه كان يعرف أن أحدهما يتصف بصفة البخل، بينما الآخر بالحسد فهو لا يحب الخير لغيره مطلقًا.

قال الملك لكل واحدٍ منهما أن يطلب لنفسه من الخير ما يرغب وسوف يتكفل هو بتوفيره لهم، كما أن عليهم أن يمنحوا ضعف هذا الخير لبعضهما، ولأن كل واحد منهما لا يرغب في أن يكون الآخر متميزًا عنه ولا يرغبون في حصول بعضهما على أي مقدار من الخير.

اختلفوا مرارًا ولم يصلوا إلى أي شيء يطلبوه، فقال لهم الملك إما تطلبون شيئًا أو سوف أقطع رأسيكما، فقال أحدهم إذًا يا مولاي افقع عيني.

5- قصة الطبيب ذو الحقيبة المغلقة

في إحدى الأيام مرضت زوجة رجل في القرية فذهب وأحضر الطبيب، وعندما دخل إلى الغرفة طلب من الزوج الانتظار في الخارج، وبعد قليل خرج الطبيب وطلب من الرجل أن يحضر له سكينًا.

تعجب الرجل من طلب الطبيب وأخبره أنه لا يوجد في المنزل سكين، خيمت ملامح الحزن على وجه الطبيب وعاد إلى الغرفة مرة أخرى، وما لبث بضعة دقائق حتى عاود الخروج مرة أخرى وطلب من الرجل أن يحضر له مطرقة ومفك، وعلى الرغم من اندهاش الرجل من طلبات الطبيب إلا أنه ذهب وأحضرها له.

أخذ الطبيب ما طلبه وعاد إلى الغرفة ثم بعد قليل خرج مجددًا وطلب منشار، توقف الرجل وشعر بالخوف من طلباته، وأخبره أنه يعلم أن زوجته ليست بخير ومن الأفضل نقلها إلى المشفى حتى تتلقى الرعاية اللازمة.

لكن الطبيب فاجئه بالرد حيث أخبره أن الأمر لا علاقة له بزوجة الرجل، إنما كل ما في الأمر أنه يحاول فتح حقيبته، لم يمتلك الرجل الرد الكافي على الطبيب واكتفى بالوقوف متعجبًا.

تعرف على:  قصص عربية مكتوبة

6- قصة الرجل والدرهم والغيمة

يروى أنه كان هناك رجلًا تبدو عليه ملامح الغباء، وفي أحد الأيام ذهب الرجل إلى الصحراء وظل يحفر فيها بحثُا عن شيء ما، وفي الوقت نفسه مر رجل آخر وسأله ماذا تفعل؟ فأجابه: أنه قام بدفن بعض الدراهم في الصحراء ولكنه لم يستطع إيجادها.

أجابه الآخر: لماذا لم تقم بوضع علامة حتى تتمكن من تحديد موقعها، فرد الغبي أنه كان يستخدم علامة من أجل تحديد موقعها ولكنها اختفت، فبادره الرجل الأول بالسؤال عن العلامة فأجابه كان فوق المنطقة التي خبئت فيها الدرهم غيمة في السماء.

7- قصة الخيرة فيما اختاره الله

تروى القصة على لسان الإمام ابن الجوزي رحمه الله، وكان يسرد فيها قصة الملك، والوزير الصالح الذي كان دائم الرضى بما كتبه الله له سواء كان الأمر خيرًا أم شرًا.

لتبدأ القصة في يوم كان يأكل الملك فواكه أمام الوزير باستخدام السكين، لتجرح يده منها، فردد الوزير على الفور جملته المعهود الخير فيما اختاره الله، ليغضب الملك بشدة وينهره مرددًا أين الخير في جرح السكين يدي؟ وأمر على الفور بسجنه، وتجريده من منصبه.

قرر الملك بعد أيام التجول ليذهب إلى الصيد كعادته، ولكنه تحرك بعيدًا عن مدينته كثيرًا ليصل إلى مدينة يعبد أهلها النار، وعندما أمسكوا بالملك قرروا تقديمه إلى الآلهة قربانًا.. كونها عادةً متبعة عندهم منذ القدم.

جردوا الملك من جميع ثيابه، وكانوا على وشك قتله إلا أنهم وجدوا أن أصبعه غير سليم فهو مجروح من آثر السكين، ليكون هذا في نظرهم عيبًا يمنع من تقديمه إلى الآلهة فتركوه يذهب، ليتذكر الملك جملة الوزير وهي الخير فيما اختاره الله.

توجه الملك سريعًا إلى مدينته وأمر بالإفراج عن الوزير، وبدأ في سرد ما حدث معه ليردد مجددًا الجملة، لأنه علم أن الله اختار هذا الوقت تحديدًا لسجنه، لأنه إذا لم يسجن كان سوف يذهب مع الملك، وكان هو من سيكون قربانًا بدلًا  عنه.

8- قصة استمتع بحياتك

تحكي القصة أن رجلًا عجوزًا كان تعيسًا للغاية منذ الصغر، فمن شدة إحباطه وحزنه قرر سكان المدينة بتلقيبه بأنه أتعس شخص على وجه الأرض، فكان كثير التذمر والغضب.

قرر الجميع الابتعاد عنه.. كونه يشكو سوء حظه يومًا بعد يوم، وكلما تقدم به العمر أصبح الأمر أسوأ، وكان يستحيل أن يظل أي شخص سعيدًا بالقرب منه، فكان ينشر التعاسة والحزن لكل من حوله من الشكوى.

عندما بلغ العجوز الثمانين عام من عمره.. انتشرت شائعة غريبة، وهي أن العجوز سعيدًا على غير العادة، وأنه أصبح لا يتذمر من شيء، وأصبحت الابتسامة لا تفارق وجه.

اجتمع أهل القرية سريعًا عند منزل العجوز، وبادر أحدهم بالسؤال عن سبب التغيير المفاجئ له، ليخبرهم أنه قضى عمره بأكمله يبحث عن السعادة بلا طائل.. فقرر تجاهلها، والاستمتاع بحياته كما يريد، وهكذا أصبح سعيدًا عندما توقف عن البحث عما يجعله كذلك.

9- قصة الصديق الحقيقي

إحدى القصص العربية المكتوبة تدور القصة حول صديقين كانا في رحلة في منتصف الصحراء، وفي مرحلةٍ ما تشاجر الصديقين شجارًا عنيفًا ليصفع أحدهما الآخر على وجه، فشعر الآخر بالحزن الشديد، ليقرر كتابة اليوم صديقي المقرب صفعني على وجهي على الرمال دون التفوه بكلمة واحدة.

أكمل الصديقين رحلتهما معًا إلى أن وصلا إلى واحة جميلة، فقرر الشخصان الاستحمام في البحيرة إلا أن الشخص الذي تعرض للصفع علق في مستنقع للوحل وبدأ في الغرق، فسارع صديقه لإنقاذه على الفور.

كتب الشاب الذي كاد أن يغرق على صخرة اليوم صديقي المقرب أنقذ حياتي، ليتعجب الآخر من فعلته، ويسأله عن سبب كتابة الأمر الأول على الرمال، والآخر على الصخر.

فأجاب: عندما يسئ إلينا شخص يجب أن نكتب على الرمال، لتأتي الرياح فتزيل ما كُتب ويمحى أثره، بينما المعروف لا بد أن يحفر على الصخرة، كي لا يُنسى ولا يمحى أبدًا، لتكون العبرة الحرص على أن تكون متسامحًا ولا تنس أبدًا من قدم معروفًا لك.

10- قصة سبع خطوات لتكون تعيسًا

تحكي إحدى الفتيات قصتها لتبدأ بجملة أن حياتها تعيسة ولا تعلم السبب!.. فعلى حد قولها إنها تحاول جاهدة من أجل تغيير حياتها، ولكن دائمًا ما تفشل، لتقرر الذهاب إلى من يساعدها.

بدأت في سرد مشكلتها إلى المختص، ليخبرها أن محاولتها فاشلة لأنها حبيسة أفكارها لا أكثر، وأنها تفعل سبع خطوات تجعلها تعيسة دون أن تشعر بمرارة الأمر.

أكمل حديثه وهو يخبرها إذا كانت تريد التغيير بجدية والتمتع بحياة جيدة فعليها أن تملك هادفًا واضحًا لتكون لحياتها معنى، وأن تهتم بمواعيد نومها، والكف عن التحديق لوقت طويلة في شاشة الأجهزة الإلكترونية، وأن تقيم علاقات اجتماعية جيدة مع من حولها، وتكف عن الانعزال.

أن تهتم بممارسة الرياضة واتباع نظام صحي، وألا تبدأ أبدًا في البحث عن أعذار لكسلها وعليها أن تسعى لتتغير إلى الأفضل، والأهم من ذلك أن تبدأ في جميع هذه الأمور الآن إذا أرادت التغيير والتخلص من حياتها التعيسة.

11- قصة ملك الغابة والفأر الصغير

كان الأسد نائمًا في أحد الأيام عندما بدأ الفأر الصغير الركض حوله، وإصدار الأصوات المزعجة إلى أن استيقظ غاضبًا، وقبض على الفأر على الفور، وقرر ابتلاعه بلقمة واحدة.

صاح الفأر بصوت مرتعش يطالب العفو عنه مرددًا أنه لن يكرر هذا الأمر، ولن ينسى هذا المعروف له، وربما يكون قادرًا على رده في يومٍ ما، ليضحك الأسد بتكبر وهو يخبره باستحالة ذلك فهو ملك الغابة! لكنه قرر تركه فقط لأنه أضحكه.

مرت الأيام على هذه الحادثة وفي يومٍ ما تمكن بعض الصيادين في الغابة من الإمساك بالأسد وربطه في شجرة، وانطلقوا من أجل إحضار عربة لنقله إلى حديقة الحيوانات، وخلال هذا الوقت رأى الفأر ما حدث، وقرر الانتظار إلى أن يذهب الصيادين.

انتهز الفرصة وقام بقضم الأحبال التي تثبت الأسد حتى تمكن من تحريره، وتحرك مسرعًا وهو يقول يمكن حتى للفأر الصغير مساعدة أسد كبير، فالمرء لا يقاس بحجمه بل بفعله فختمت واحدة من قصص عربية مكتوبة بحكمة عظيمة.

12- لا تتوقف عن المحاولة أبدًا

قام عالم الأحياء البحرية بتجربة هامة من خلال وضع سمكة قرش ذات حجم كبير في حوض مائي، ووضع مجموعة من الأسماك الصغيرة معها، فسارع القرش بالتهامها.

قرر العالم تجربة الأمر مجددًا ولكنه أضاف حاجز زجاجي ليفصل بين السمك والقرش، ظل القرش في محاولته مرارًا وتكرارًا من أجل الوصول إلى السمك إلا أن الفاصل الزجاجي كان عائقًا له.

ظلّ قرابة الأسابيع يحاول إلا أنه استسلم في النهاية، وعندما قرر العالم إزالة الحاجز الزجاجي، لم يكن له أي رد فعل، فهو على يقين بأن هناك عائقًا أمامه.

لتختم إحدى قصص عربية مكتوبة وهي تشير إلى أهمية المحاولة دومًا وعدم الاستسلام حتى بعد تلقي الصدمات وألا نبقى متأثرين بهزائم الماضي مجزمين بعدم النجاح مجددًا، فربما في يومٍ ما تختفي تِلك العراقيل.

هناك عدد كبير من الكُتاب العربيين الذين اشتهروا برواية قصص عربية قصيرة إلى جانب الروايات التي لاقت نجاحًا مبهرًا بين القراء، ومنهم الأديب نجيب محفوظ، يوسف إدريس وغيرهم.