قصص الأنبياء (مدين وشعيب)  

أ / مروة سامي الجندي

بالقرب من الحدود المصرية في جنوبي فلسطين، كانت قبيلة مدين تعيش وبجانبها أرض واسعة  غرسوا فيها بساتين وحدائق ذات بهجة وكان هؤلاء القوم جميعاً يغشون في البيع والشراء.

قصة مدين وشعيب

وكانوا اذا باعوا شيئاً نقصوا المكيال والميزان  وأعطوا الناس أقل من حقهم أما إذا اشتروا فإنهم يزيدون الكيل والوزن  وأخذوا أكثر من حقهم وكانوا يخرجون للإغارة على المسافرين  يسلبونهم وينهبون ما معهم و لا يخافون الله في أعمالهم لأنهم كانوا يعبدون آلهة كاذبة  .

قصة سيدنا شعيب

ارسال شعيب

أرسل الله إليهم شعبيا، ليأمرهم بعبادة الله وعمل الخير مع الناس ذهب شعيب إلى أهل مدين فقال لهم: يا قوم اعبدوا الله ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أخاف عليكم عذاب يوم محيط. و يا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشيائهم، ولا تعثوا في الأرض مفسدين.

قالوا: يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا، قال: يا قوم إنني أريد إصلاحكم وليس غرضي أن أخالفكم وأنازعكم لأن الله لا يقبل أن تبيعوا للناس أقل من حقوقهم وتأخذوا منهم أكثر من حقوقكم، قالوا: أنت رجل ضعيف ولولا أقاربك لقتلناك قال: يا قوم الله الذي أرسلني إليكم وهو يقدر على إهلاككم جميعاً؟

الاستهزاء بشعيب

قالوا أذهب  قل لربك يأتينا بالهلاك الذي تقول عنه وذهب شعيب إلى أصحاب البساتين والحدائق فقال لهم إني رسول أمين؛ فاتقوا الله وأوفوا الكيل وزنوا بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم فقالوا إنما أنت من الذين أصابهم السحر وما أنت إلا بشر مثلنا وقالوا ان كنت نبي فأسقط علينا قطعا من السماء فنعرف أنك رسول من عند الله وأما الناس الطيبون فآمنوا معه، وانضموا إليه وعبدوا الله معه.

عودة شعيب والمؤمنين

عاد شعيب إلى قريته مدين ومعه الجماعة المؤمنون وكلهم من الفقراء الطيبي، ولم يسكت عن دعوة أهل مدين، وكان الناس الطيبين ينضمون إليه، أما الأغنياء كانوا كفار متكبرون ووقفوا في الطرق يمنعون هؤلاء الناس من المرور والذهاب إلى شعيب وكل من عرفوا أنه ذاهب إليه أذوه وضربوه وأخذوا أمواله.

شعيب يعيد محاولة اقناع القوم

ذهب إليهم شعيب يقول: يا قوم لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم وخافوا أن يعذبكم الله كما عذب قوم نوح وقوم هود وقوم صالح في الزمن القديم أو كما عذب قوم لوط، وهم قريبون منكم في زمانكم، وقريبون من الأرض التي تعيشون فيها.

وقال الذين استكبروا: لنخرجنكم يا شعيب من قريتنا انت ومن معك أو لتعودن في ملتنا قال شعيب إننا لن نعوم في ملتكم بعد أن نجانا الله منها، واستمر القوم يؤذون أتباع شعيب وكذلك استمروا ينهبون المسافرين ولا يخافون الله فدعا شعيب الله أن يحكم بينهم ويعطي المؤمنين والكفار جزاءهم.

قصة سيدنا شعيب

تعرف علي: آيات من القرآن عن قصص الأنبياء والرسل

جزاء الكافرين

عند ذلك اشتدت حرارة الجو وظلت ترتفع وترتفع حتى أحس الناس أن الحرارة تشوي وجوههم وجلودهم وتخنق أنفاسهم، فلا يستطيعون التنفس ويبحثون عن النسمة فلا يجدونها، والعرق يسيل من أجسادهم والماء لا يرويهم أبدا .وظلوا على هذه الحالة سبعة أيام بلياليها.

وفي اليوم الثامن شاهدوا دخنة فوق رءوسهم تحجب عنهم الشمس ففرحوا وقالوا لقد استجابت الآلهة لدعائنا وأرسلوا إلينا هذه الظلة وستخف الحرارة وننجو من هذا العذاب الأليم وبينما هم كذلك، أحس أهل مدين بزلزال شديد، ترتج منه الأرض تحتهم، وتتحطم المباني عليهم فيموتون في بيوتهم ولا يستطيعون الهرب منها.

أما أصحاب المزارع فرأوا الصواعق الملتهبة تنزل عليهم من هذه الدخنة التي حسبوها ظلة فتحرقهم وتهلكهم جميعا أما شعيب والذين آمنوا فقد نجوا من الزلزال في الأرض ومن الصواعق في السماء وعاش شعيب بعد ذلك طويلا ورزقه الله رزقا عظيما، فصار عنده آلاف من الغنم يرعاها بنفسه ولم يكن لشعيب أولاد ذكور، بل رزقه الله بنتان.

شعيب

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *