قصة مجنون ليلى

أ / مروة سامي الجندي

يزخر تراثنا العربي بالكثير من قصص الحب والغرام التي اختلفت نهايتها، فمنها من انتهى بزواج الحبيبين ومنها ما انتهى بموت احداهما بشكل مأساوي ومنها ما انتهى بالفراق، واليوم نقدم لكم إحدى قصص الحب القديمة التي كثيراً ما سمعنا عنها من أجدادنا وهي قصة قيس وليلى والتي أطلق عليها البعض قصة مجنون ليلى.

قصة مجنون ليلى

عندما وصل لقيس خبر زواج عشيقته، جن جنونه وفر من المخيم واخذ يتجول في الصحاري حيث فقد أهله الأمل في عودته، فقد استقر في البرية يعيش حياة بائسة بين الحيوانات البرية ، وهو لايزال يؤلف القصائد في حبيبته ومنها :

ومن اشعار مجنون ليلى بعد زواجها :

قصة مجنون ليلى

وأخذ قيس يفعل الأفاعيل، يمزق الثياب ويعتدي على الناس ويكلم نفسه ويطارد الغير، عاش وسط وحوش وحيوانات البرية حتى أصبح أشبه بهم لا يأكل سوى العشب القليل ولا ينام سوى بين الظباء.

وقال البعض ان جنونه بليلى وصل الى تعلقه بستائر الكعبة وهو يدعو الله أن يطفيء نار حبه لليلى، وقد ضربه أبوه على فعلته هذه أمام الجميع.

قصة قيس وليلى

بطل قصة اليوم هو قيس بن الملوح والملقب بمجنون ليلى بعد أن عشق ابنة عمه تلك الفتاة ابنة مهدي بن ربيعة بن عامر ( ليلى)، وقد عاصرا العهد الأموي وعاشا حياة البدو بمنطقة نجد.

بدأت قصة حبهما منذ كانوا أطفال فقد جمعتهما طفولة مشتركة نظراً لصلة القرابة بينهما ومنذ صغره وهو يؤلف لها القصائد بإسمها التي فيها كل أنواع الغزل والمديح، وفي محاولة لتخليد هذا الحب تقدم قيس لخطبة ليلى ولكن والدها رفضه حيث اعتبره مجنون عقلياً، وزوجها لرجل من قبيلة ثقيف غني وذو أصل وجمال أخذها معه الى بلاد الطائف، ومن هنا بدأت الحكايات التي جعلت الجميع يُطلق عليه لقب ”مجنون ليلى”.

قصص حب من التراث العربي

قصص حب من التراث العربي

وقد اختلفت روايات موته فالبعض يقول انه مات من الحزن على موت عشيقته ليلى، حيث سافر الى قبرها الذي دُفنت به وهناك ظل راقداً يبكي ويبكي حتى استسلم للحزن ومات فوق قبرها وهو يقول :

أيا قبر ليلى لو شهدناك أعولت
عليك نساءُ من فصيح ومن عجم
ويا قبر ليلى أكرمن محلها
يكن لك ما عشنا بها نعم
ويا قبر ليلى ما تضمنت قبلها
شبيها لليلى ذا عفاف وذا كرم
ولم يطل الزمان بقيس حيث لحقب معشوقته

“أمرر من هذه الجدران ، والجدران ليلى
وقبلة هذا الجدار وهذا الجدار .
انها ليست محبة المنازل التي اتخذت قلبي
ولكن من ذاك الذي يسكن في تلك المنازل .

تعرف علي: قصة ليلي والذئب بالصور

اشهر قصص الحب

اشهر قصص الحب

وفي انباء اخرى انه عُثر عليه ميتاً بين الأحجار في الصحراء، والتي وجدته وأرسلت جثته الى اهله هي السيدة التي تولت إطعامه في الفترة التي سبقت موته في عام 688 م .

أما عن ليلى فيقال انها ماتت من الحسرة عندما علمت ما قد أصاب حبيبها وعدم قدرتها على رؤيته، وفي رواية اخرى انها ماتت بسبب المرض.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *