3 من أشهر قصص الحب في التاريخ والأدب مكتوبة

أ / مروة سامي الجندي

يزخر التاريخ العربي بالعديد من القصص الملهمة التي تحمل في ثناياها الكثير من المعاني الإنسانية التي تمت ترجمتها فيما بعد إلى جميع اللغات، كما أن جميع حضارات التاريخ الإنساني لا تخلو من القصص الملهمة التي تكون فيها مشاعر الحب هي المحرك الرئيسي للأحداث، حتى أصبحت هذه القصص الشاعرية من أبرز ما يعبر عن الهوية الإنسانية.

قصص حب تاريخية ملهمة

أشهر قصص الحب في التاريخ والأدب

عندما نتحدث عن أشهر قصص الحب في التاريخ لا يجب أن نتناول التاريخ العربي فقط بالبحث وإنما يجب أن نطلع على ثقافات وحضارات مختلفة لكي نستلهم هذا المعنى الراقي بأكثر من طريقة.

1- قصة قيس بن الملوح وليلى العامرية

قيس بن الملوح

تبدأ قصة حب قيس لليلى بميلاده في ديرة قبيلة نجد في منتصف القرن السابع ميلاديًا، كانت المشاعر مشتعلة بينه وبينها منذ الصغر حيث كانت تساعده في رعي الأغنام ولم يعرف قلبه غيرها فكانا لا يفترقان.

استمرت مشاعر الحب البريئة في الازدياد حتى اشتهر في ريعان شبابه بلقب مجنون ليلى لشدة عشقه لابنة عمه، حتى أن ما قيل تعبيرًا عن مشاعره نحوها قد وُصف بأنه يفوق أي مشاعر حب في التاريخ، وكانت ليلى أيضًا تبادله نفس المشاعر.

عندما كبرت ليلى لم يسمح والدها بالخروج من خيمتها والاختلاط بالشباب وعمد حجبها عن الأنظار كما هي العادة بين القبائل العربية، مما تسبب في الحزن الشديد للعاشقان.

ولكن الفراق لم يهدئ من مشاعر الحب المشتعلة في قلبها، مما دفع قيس إلى تجهيز مهر يتمثل في خمسين ناقة حمراء للتقدم إلى خطبتها.

في ذلك الوقت كان الحديث حول علاقة الحب بين قيس وابنة عمه منتشرًا، مما تسبب في غضب والدها حيث كان الحب في هذا العصر غير معترف به ويعد من مظاهر العار للقبيلة.

عندما تقدم والد قيس إلى شقيقه طالبًا يد ليلى رفضه والدها وعندما سأله عن السبب قال إن قيس يطوف بين القبائل متغنيًا بحبه لليلى وهذه ليست من شيم الرجال، أصيب قيس بحالة من اليأس وأصبح سقيمًا لا يفارق الفراش ولم يبق لديه دافع للحياة، مما دفع والده لإعادة الكرَّة.

لم تقابل توسلات والد قيس طلبًا ليد ليلى من شقيقه إلا العناد والإصرار على الرفض كما أخبره بنية تزويج ابنته في أقرب فرصة لكي ينهي هذه القصة التي لطالما أرّقته، وجلبت له العار على حد زعمه.

لم تمضِ فترة طويلة حتى تقدم شاب مرموق يدعى ورد بن محمد العقيلي طالبًا يد ليلى العامرية مما أسعد والدها ورحب به كثيرًا ووافق من فوره على الزيجة، وعلى الرغم من رفض ليلى المستميت إلا أن والدها قد أجبرها على هذه الزيجة.

وصل القهر الذي عانت منه الفتاة إلى أنه قد خيرها بين الزواج أو الموت حتى أنها لم تستطيع المقاومة أكثر من ذلك فاضطرت إلى الزواج بجسدها فقط، حيث لم يستطع أحد إجبار قلبها على الزواج من رجل غير قيس.

فور سماع قيس هذه الأخبار المفجعة ذهب عقله وسار هائمًا بين القبائل بلا وجهة، الأمر الذي زاد ليلى حزنًا على حبيبها حتى تمكن منها المرض الذي اشتد فيما بعد حتى فارقت الحياة.

ظل قيس بقية حياته ينظم الأبيات رثاءً لحبيبته وحبًا فيها حتى فقد عقله وأصبح لقب مجنون ليلى ليس مجرد وصف للمبالغة، مات قيس فيما بعد ولكن قصة حبه ما زالت باقية حتى يومنا هذا.

تعرف على:  قصص حب رومانسية

2- قصة إينيس دى كاسترو والملك بيدرو

إينيس دى كاسترو

تعد هذه القصة الحقيقية من أشهر قصص الحب في التاريخ على الرغم من أنها تتضمن الكثير من المشاعر الحزينة، كما تحمل في ثناياها أسمى مشاعر التفاني والتضحية، على الرغم من ذلك سطرها التاريخ وتمت ترجمتها إلى جميع لغات العالم كما ألهمت الكثير من الأدباء.

تبدأ قصتنا في منتصف القرن الرابع عشر عندما قابل الأمير بيدرو ولي العهد في مملكة البرتغال آن ذاك الأميرة الجميلة إيناس دي كاسترو

حيث وقع الأمير في غرامها من النظرة الأولى، وبعد موت والدها بفترة قصيرة حاول بيدرو إضفاء الشرعية على علاقته بمحبوبته التي أصبح لا يستطيع الاستغناء عنها.

عندما علم الملك بهذا الأمر استشاط غضبًا وحاول التفريق بينهما خوفًا على ولده حيث كان مقتنعًا بأنها تطمع في ما لديه من مال وجاه.

بعد استشارة وزرائه لم يكن التخلص منها حلًا مطروحًا لأن ذلك سوف ينشئ عداوة بين الأب والابن وهذا ما لا يحمد عقباه فأشار عليه أحد الوزراء أن ينفي الأميرة إيناس خارج المملكة.

على الرغم من بعد المسافة إلا أن مشاعر الحب لم تنطفئ ولم يستطع بيدرو نسيانها، فاضطر الملك قتلها لاقتلاع هذه العلاقة من جذورها معتقدًا بأن الأمير العاشق سوف يتخلص من ذكراها بمرور الوقت، لكنه لم يكن يعلم أن مشاعر الحب الحقيقية لا تصدأ ونيرانها لا تنطفئ.

فقد الأمير بيدرو صوابه وقرر الانتقام من قاتل عشيقته، مما أشعل حربًا أهلية بينه وبين أبيه حتى استتب له النصر، استخرج بيدرو جثمان محبوبته وأنشأ لها قبرًا ملكيًا واعترف شعب البرتغال بالولاء للملكة إيناس بعد وفاتها.

تعرف على:  قصة الحب القاتل من القصص الرومانسية الحزينة

3- قصة إلويز وبيير أبيلارد

إلويز وبيير أبيلارد

لم تكن موهبة أبيلارد وإبداعاته سببًا في شهرته بقدر قصة حبه الخالدة التي أصبحت من أشهر قصص الحب في التاريخ على الرغم من أنها كانت سببًا في معاناته.

وقع أبيلارد في حبها فور رؤيتها على الرغم من أنه يكبرها بسبعة عشر عامًا وكانت فتاة بسيطة تعيش مع خالها بعد وفاة والديها، عندما طلب الخال من أبيلارد التدريس لها بدأت واحدة من أكثر قصص الحب إلهامًا بينهما دون الخوف من أية عواقب.

لم يكن هناك شيء يعوق لقاء العاشقان حيث كانت إلويز تسكن في دير نوتردام وكانت تلتقي به في أي مكان دون الالتفات إلى الاعتبارات الدينية أو الأخلاقية، حتى حملت إلويز من أستاذها أبيلارد.

وضعت إلويز طفلها في بيت أسرة أبيلارد حيث أجبرها على ترك المولود وتزوجا رسميًا هناك، اتقاءً لردة فعل الخال ولكن هذا لم يفلح وعندما واجه إلويز أنكرت حقيقة زواجها، حتى قام أبيلارد بإرسالها إلى منطقة آمنة خوفًا عليها من الخال الذي يرغب في الانتقام لشرفه.

كان أبيلارد هو ضحية هذا الانتقام حيث اقتحم الخال فولبرت مكان نومه وانهال عليه ضربًا بمساعدة بعض رفاقه ولم يكتفِ الخال الغاضب بذلك فقط، فقد قرر أن يجعله عقيمًا حتى لا يتمكن من العودة إلى ابنة أخته مرة أخرى.

بعد تمام شفاء أبيلارد عاش في دير سانت دينيس راهبًا، ولاقت إلويز نفس مصير عشيقها حيث أصبحت راهبة في دير أرجنتويل، ولم يجمعهما لقاء آخر حتى الممات لكن رسائل الحب لم تتوقف بينهما.

أشهر قصص الحب في التاريخ يمكن من خلالها تعلم الكثير من الدروس إلى جانب التعرف على المدى الذي يمكن أن تصل إليه المشاعر الإنسانية الراقية مثل الحب والتفاني والتضحية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *