قصة الخادمة الكفيفة (قصة طويلة مؤثرة)

أ / مروة سامي الجندي

تجري أحداث القصة حول فتاة فقيرة أخذها والدها منذ سن صغير للعمل كخادمة في بيت أحد الرجال الأغنياء، وهناك تلقت الطفلة كافة أشكال العذاب والعقاب حتى فقدت أغلى ما يملكه الإنسان، ولم يبقى لديها سوى ضوء خافت تعيش به باقي حياتها.

قصة الخادمة الكفيفة

صاحبة القصة هي أم لولد وبنت، كانت تعيش حياة زوجية مُترفه وسعيدة مع زوجها وابنائها، وصل بها الترف الى انها كان اعتمادها الكلي في تربية ابنائها على المربيات، ولكن لم تكن تلبث المربية أكثر من شهرين ثم تتركها بلا عودة، وفي الواقع تعد قسوة الزوج العدواني هي السبب الأول في هروب المربيات من هذا المنزل وصاحبته.

ظل الوضع هكذا حتى صارت الأبنة تبلغ من العمر سبعة أعوام بينما بلغ الولد المرحلة الإعدادية، وذات يوم جاء لزيارتهم أحد معارف الزوج يصطحب معه ابنته التي تبلغ سبعة أعوام، ورغم معرفة الزوج به الا انه قابله بكبرياء شديد لأنه يعمل مزارع بسيط.

وبعد استقبال الرجل البسيط أخبرهم بأنه جاء إليهم بابنته الصغيرة لتعمل مربية لديهم مقابل عشرين جنيهاً في الشهر، بالطبع وافق الزوج والزوجة، ولكن بمجرد خروج الرجل من باب البيت انهارت الفتاة في البكاء وحاولت بكل جهدها الإمساك بملابس أبيها الذي انصرف وهو دامع العينين.

قصة طويلة مؤثرة جدا

قصة طويلة مؤثرة جدا

بدأت الطفلة في التأقلم مع الوضع الجديد، تقوم بكافة الأعمال المطلوبة منها دون ملل أو كلل، لا تتأخر عن تلبية نداء الصغير قبل الكبير، تمتاز بالأمانة والنظافة، ورغم كل هذه المميزات الا ان الزوج كان ينتظر منها اية غلطة لينهال عليها بالضرب المبرح، وكانت رغم ذلك تتحمل هذا العنف والقسوة في صمت؛ فقد كان الزوج يصعقها مرات بسلك الكهرباء، ومرات تُحرم من العشاء فتبات الليل جائعة، وكانت كل ليلة تبات وهي تبكي.

مرت السنوات على هذه الفتاة بنفس الوضع حتى وصلت الى مرحلة الشباب، وذات يوم خرجت لشراء بعض الخضروات ولكنها لم تعود، ولم يلبث الزوج يومين حتى عثر على الفتاة من مخبئها، وكان استقبال الأسرة لها مليء بكل أنواع التعذيب ، فالزوج صعقها بالكهرباء والأبن ركلها بقدميه بقوة شديدة، بينما الابنة فقد تعاطفت معها.

قصة حقيقية مؤثرة

قصة حقيقية مؤثرة

وبعد كورس التعذيب هذا عادت المسكينة الى حياتها التعيسة التي زادت تعاسة بعد معرفة الأسرة انها كانت على علاقة بابن أحد رجال الجزارة في نفس الشارع وهو من ساعدها على الهرب.

وكان أصحاب المنزل يتركونها في أوقات كثيره لقضاء الإجازات، وبعد مدة بدأت صحة الفتاة تتراجع وظهر ذلك في أعمال النظافة التي تقوم بها، فتبرعت العائلة وعرضتها على الطبيب الذي أكد بكل أسف أن نظر الفتاة قد ضعف جدا لدرجة أنها أصبحت شبه كفيفه.

ورغم مرضها وتدهور صحتها الا ان الأسرة لم ترفق بحالها واستمرت قسوتهم عليها كما كانت قبل مرضها بل زاد ضربهم لها على وجهها، لدرجة أثارت شفقة زوجة البواب نفسها، وظل الوضع هكذا حتى أصيبت الفتاة بالعمى تماماً، وخرجت ذات يوم من المنزل ولم تعد بعدها، فاعتقدت الأسرة انها اضلت الطريق أو ربما قد صدمتها سيارة فهي لا ترى شيء.

تعرف علي: قصص عن الصداقة الحقيقية قصيرة ومؤثرة

عاقبة الظلم

ومضت السنوات وتقاعد الزوج القاسي العدواني من عمله وظل ملازم للمنام، وكبر الأبناء وتزوج الولد وكانت مراسم حفل زفافه في غاية الترف، وبعد أشهر حملت زوجته ففرحت الأسرة كاملة، ولكن بمجرد أن وضعت مولودها جاءت الكارثة الكبرى حيث جاء المولود كفيف، حاول الأبن وزوجته عرض الطفل على كافة الأطباء بل والسفر به لتلقي العلاج بالخارج ولكن بلا فائدة، حتى استسلم الجميع لأمر هذا الطفل الكفيف، كما قررت زوجة الأبن ألا تحمل ثانية، ولكن تحت تشجيع الأسرة والأطباء لها بأنه لا مجال بأن يكون المولود الثاني كفيف.

حملت وأنجبت فتاة في غاية الجمال، وبمجرد أن وضعت المولودة أجروا عليها الفحوصات الطبية للتأكد من سلامة بصرها، وبالفعل فهي ترى كل شيء، ولكن بعد قرابة 9 أشهر لاحظت الأسرة تركز نظر المولودة في اتجاه واحد ومهما حالوا تغيره فهي لا تحرك بؤرة عينيها، فأسرعوا بها الى طبيب العيون الذي جرى إليهم الصدمة الثانية، فالمولودة لا ترى سوى شعاع نور ضئيل وهناك احتمال قوي بإصابتها بالعمى عندما تكبر.

انعكس حال الأسرة تماماً بعد هذه الصدمات لدرجة أن الأب قد اصيب باكتئاب دخل على أثره لمصحة الأمراض النفسية، وبعدها بدأت الأم في التفكير لما وصل اليه حالهم، وخلال لحظة جاءت في ذاكرتها تلك الفتاة المسكينة الذليلة التي هربت من جحيمهم وهي كفيفة بعد عشر سنوات قضتها معهم في عذاب وإهانة وصعق وحرمان، تأكدت وقتها ان ما يحدث لهم هو عقاب لأسماء الذي انزله الله عليهم جزاءاً بما فعلوه مع الفتاة الضعيفة.

ظلت صورة الفتاة وذكريات التعذيب تطارد السيدة حتى قررت أن تكفر عما حدث وهي ترجو من الله الصفح والعفو، فأخذت تسأل وتبحث عنها حتى علمت انها تعمل خادمة في أحد مساجد المنطقة، فذهبت اليها تلك السيدة وأحضرتها لتعيش بينهم ولكن ليس كخادمه هذه المرة بل كمخدومة، فقد تولت السيدة خدمة الفتاة الكفيفة هي وحفيديها حتى اخر عمرها.

للحصول على مزيد من القصص المسلية والرائعة زوروا موقعنا بشكل يومي، للاستمتاع بما نقدم.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *