قصة حادثة الإفك والسيدة عائشة رضي الله عنها

أ / مروة سامي الجندي

ورد ذكر حادثة الإفك بتفاصيلها في القرآن الكريم حيث ذكرها الله تعالى في سورة النور بكافة تفاصيلها والظلم البين الذي لحق بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، واليوم سنقدمها لكم كاملة، مرفقة بايات حادثة الإفك .

قصة حادثة الإفك

في السنة السادسة من الهجرة خرج الرسول صلى الله عليه وسلم لغزوة بني المصطلق، وقد رافقته زوجته السيدة عائشة بنت ابي بكر الصديق، وكانت السيدة عائشة تعتلي ظهر أحد البعير داخل هودج.

وعندما انتهت الغزوة وقبل ان يسفر الصبح أمر الرسول صلى الله عليه وسلم  بالتحرك الى المدينة، وفي تلك اللحظة كانت السيدة عائشة قد ابتعدت قليلا لقضاء أمر ما، وعندما عادت الى رحلها تفاجأت بأن عقدها الذي أهدته لها اختها قد سقط منها فرجعت للبحث عنه، غير انها عندما عادت وجدت القوم قد تركوها دون ان يدروا انها تخلفت عنهم.

بقيت السيدة عائشة في مكانها ظناً منها انهم سيدركون غيابها وسيعودون للبحث عنها، وظلت جالسه حتى غلبها النعاس ونامت، وما استيقظت الا على صوت صفوان ابن المعطل، الذي كلفه الرسول صلى الله عليه وسلم بحراسة مؤخرة جيش المسلمين، وعندما رأها صفوان قال: انا لله وانا اليه راجعون، انها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما خلفك يرحمك الله؟، ولكن السيدة عائشة لم تكلمه.

وقد عرفها لأنه كان قد رآها من قبل، قبل نزول الحجاب، فوقف واناخ بعيره لتركبه ، وتحرك وهو يقوده دون ان يتفوه بكلمة أخرى، ثم سار بها حتى وصل الى مقدمة الجيش.

حديث المنافقين عنها

حديث المنافقين عنها

ولما رأى الناس ذلك، تكلم المنافقين منهم كل على شاكلته فقد آتتهم الفرصة للنيل وتشويه شرف بيت النبي، وارتج المعسكر بالإشاعات والافتراء على السيدة عائشة.

حتى وصل الحديث الى الرسول صل الله عليه وسلم الذي التزم الصمت، ولكن ظهرت في معاملته للسيدة عائشة الجفاء، وهو ما جعلها تذهب الى أمها لتمكث عندها خاصة وإنها قد مرضت بشدة ولم تجد من رسول الله صلى الله عليه وسلم الاهتمام والرعاية التي اعتادت عليهما.

كل هذا ولم تعلم السيدة عائشة شيء عما قيل عنها، وذات يوم بعدما تشافت من مرضها خرجت من بيت أبيها لقضاء بعض الحاجات وكانت بصحبتها أم مسطح بنت أبي رهم، التي اخبرتها فيما بعد بما قيل عنها من إفك.

تعرف علي: نبذة مختصرة عن السيدة عائشة

قصص النساء في القران

عادت عائشة مذهولة من الحديث ودخلت على امها لتستبين الأمر منها، والتي أكدت لها ذلك.

أما الرسول فقد خرج الى المسجد والقى في الناس خطبة استنكر فيها ما وقع منهم من الحديث عن زوجة نبي الله وشرفها، ثم توجه الى بيت أبي بكر الصديق للقاء السيدة عائشة، وعندما رأها قال لها:  (يا عائشة، فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنتُ بريئة فسيبرئك الله، وإن كنتُ ألممت بشيء فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه ) .

فردت السيدة عائشة بأنها كيف لها ان تتوب عن ذنب لم تتركبه، ثم تلت الآية الكريمة: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) .

براءة السيدة عائشة

براءة السيدة عائشة

وبعد أيام نزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم ليظهر الحق ويكشف براءة السيدة عائشة رضي الله عنها وهو ما ورد في سورة النور: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ*لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَـٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ*لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَـٰئِكَ عِندَ اللَّـهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ*وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ*إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ*وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ*يَعِظُكُمُ اللَّـهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*وَيُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۚ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ*إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ*وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ).