قصص من التراث (قصة السفهاء الأربعة)

أ / مروة سامي الجندي

نقدم لكم اليوم قصة جديدة احداثها طريفة ومشوقه اختارنها لكم من بين آلاف من حكايات التراث العربي القديم، القصة بعنوان السفهاء الأربعة في سفر.

قصة السفهاء الأربعة

ذات يوم اجتمع اربعة من السفهاء خلال رحلة سفر، وكان بحوزة كل منهم فرسه وسلة طعامه، وأثناء سيرهم اقترح احدهم ان ينشأو علاقة صداقه بينهم حتى نهاية الرحلة، ليساعد كل منهم الآخر خاصة وانهم الأربعة يقصدون نفس الوجهة، وبالطبع وافق الثلاثة الآخرين على هذا الإقتراح، ولكن سأل أحدهم: وكيف لنا ان نبرهن على تلك الصداقه؟، فقال الآخر: بأن نأكل ونركب سوياً.

وافق الجميع على ذلك إلا أن الأول عاود السؤال مره أخرى قائلاً: وكيف سنفعل ذلك؟، قال أحدهم: سنجمع كل ما لدينا من طعام ونأكل منه، وعندما فعلوا ذلك وجمعوا كل مالديهم من طعام في قدر واحد، تسابقوا في أكله حتى أنهوا كل مافي القدر ولم يبقى سوى القليل.

وفي اليوم التالي أحس السفهاء الأربعة بالجوع، فقال واحداً منهم: لماذا لا نصوم هذه الأيام، وعندما يأتي رمضان نفطرهم؟؛ فوافقه الجميع خاصة وأنه لا يوجد حل آخر، وعند حلول وقت الظهيرة كانوا قد وصلوا الى احدى القرى، فاستضافهم العمدة على الغداء، ولكنهم اعتذروا بحجة أنهم صائمون، و واصلوا سفرهم.

قصص مضحكة من التراث

قصص مضحكة من التراث

وقبل غروب الشمس بقليل وصلوا الى بستان يقع في قلبه منزل صغير، دخلوا الى البستان وهناك طرقوا الباب ففتحت لهم سيدة سألتهم عما يريدون، فقالوا لها: لماذا تأخر آذان المغرب عندكم، هل انتهى رمضان؟ نظرت اليهم المرأة في ريبة وقالت في نفسها انها مجانين، ثم ردت عليهم: أين نحن من رمضان فلايزال خمسة أشهر متبقية على حلوله، ثم اغلقت الباب ودخلت.

وعندما جاء زوجها حكت له السيدة الموقف، فأسقط الزوج اللوم عليها لأنها لم تطعمهم خاصة وانهم على سفر، ثم خرج مسرعاً لعله يلحق بهم، وبالفعل عثر عليهم وعاد بهم الى المنزل وأطعمهم، ثم ذهب لقضاء بعض الحاجات وتركهم ليصلوا.

فقال احدهم لقد خسرنا باجتماعنا حيث اننا قضينا على كل ما لدينا من الطعام حتى جوعنا، ومن رأيي أن نعود كما كنا ولا علاقة لأي منا بالأخر، فوافقوه على ذلك وقام كل منهم يصلي منفرداً، وعندما عاد صاحب البيت وجدهم يصلون منفردين، فاستعجب منهم.

تعرف علي: قصص أطفال قبل النوم مكتوبة أجمل 10 قصص للاطفال قصيرة

حلول العيد

وما ان دخل صاحب المنزل، تحدث أحدهم وهو يصلي سائلاً صاحب المنزل: هل اتجاه القبلة هكذا صحيح؟، فأجاب عليه الثاني: لقد بطلت صلاتك كيف تتحدث في الصلاة؟ فقال الثالث: أيها المُغفل انت أيضا بطلت صلاتك لقد تكلمت وأنت تصلي، فتنحنح الرابع وقال بسرور: الحمد لله أنا لم اتكلم ولم تبطل صلاتي، وقتها تيقن صاحب المنزل من حماقتهم، وتركهم حتى انتهوا من صلاتهم ثم سألهم: كم يوم مضى عليكم في الترحال؟ فقال احدهم قرابة الأسبوع.

قال صاحب المنزل ولماذا تصومون؟، قالوا له: نقدم بعض ايام رمضان، حتى اذا جاء رمضان افطرنا هذا العدد من الايام التي صمناها، ازداد تعجب الرجل من حماقتهم وغبائهم، ثم سألهم: والآن ماذا تحتاجون؟، قالوا: لا نطلب سوى ان تزودنا بأي طعام للسحور.؛ فقال لهم صاحب البيت مداعباً وساخراً من حماقتهم: ولكن غداً هو أول ايام العيد، فكيف تصومون؟.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *