أجمل قصائد واشعار أحمد شوقي

منال حجازي

ولد أحمد شوقي في مدينة القاهرة بحي الحنفي عام 1870 كان أبوه شركسياً وأمه من أصول يونانية وكانت جدته وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل وهي التي تكفلت بتربيته نظراً لغناها وثراءها فنشأ وتربى معها في القصر، التحق أحمد شوقي بكتاب الشيخ صالح عندما بلغ الرابعة من عمره ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية وكان متفوقاً فيها.

أهتم أحمد شوقي بالشعر وهو في الخامسة عشرة من عمره أثناء دراسته بكلية الحقوق بدأ يكتب أشعاره التي لفتت أنظار أستاذه الشيخ محمد البسيوني ورأى فيه مشروع شاعر كبير.

اشعار أحمد شوقي عن الحياة

حياة ٌ ما نريدُ لها زِيالاً ودنيا لا نَوَدّ لها انتقالاً وعيشٌ في أُصول الموتِ سمٌّ عُصارتُه، وإن بَسَط الظلالاً وأَيامٌ تطيرُ بنا سحاباً وإن خِيلَتْ تَدِبّ بنا نِمالاً

كانَ اِبنُ داوُدٍ يُقَر رِبُ في مَجالِسِهِ حَمامَه خَدَمَتهُ عُمراً مِثلَما قَد ساءَ صِدقاً واستقامة فَمَضَت إِلى عُمّالِهِ يَوماً تُبَلِّغُهُم سَلامَه وَالكُتبُ تَحتَ جَناحِها كُتِبَت لَها فيها الكرامة

مضنى وليس به حراك لكن يخف إذا رآك ويميل من طربٍ إذا ما مِلت يا غصن الأراك إن الجمال كساك من ورق المحاسن ماكساك فنبتّ بين جوانحي والقلب من دمه سقاك

اشعار أحمد شوقي في الفراق

أَبَواها فيا لك من حاكٍ أمين مُصدَّقٍ وإن هاج للنفس البُكا وشجاها ولا أُمَّ يَبغي ظِلَّها وذَراها وقُوِّضَ رُكْناها وذَلَّ صِباها زكم قد جاهد الحيوانُ فيه وخلَّف في الهزيمة حافريه وليت الذي قاست

نشأة أحمد شوقي

أحمد شوقي

أحمد شوقي هو شاعر مصري أسمه أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك، ولد في أكتوبر 1868، ولد بحي الحنفي بالقاهرة، وهو من أب كردي وأمه كانت تركية وشركسية الأصل

ونشأ في مستوى مادي جيد وعلى جانب من الثراء وذلك لأنه تربى في قصر الخديوي، فهي كانت تعمل كوصيفة وكانت في حالة ميسورة وجيدة جداً، لذلك تولت تربية حفيدها وجعلته يتربى معها تربية رغدة وجيدة.

التحق بعد ذلك بما يسمى الكتاب وهو في عمر الرابعة مع شيخاً يدعى الشيخ صالح، فاستطاع تعلم اللغة وكيفية القراءة والكتابة، وحفظ قدراً لا بأس به من القرآن

ثم أنه التحق بمدرسة المبتديان في المرحلة الابتدائية، ولكنه أعفى من المصاريف نظراً لتفوقه وذكائه الملحوظ، كما أنه أهتم بالشعراء وقراءة الدواوين وأندمج معها وأصبح مولعاً بها وسهل عليه حفظها.

ثم في عام ال خامسة عشر من عمره ألتحق بكلية الحقوق ودرس فيها وتخصص في مجال الترجمة ولكن أيضا موهبته الشعرية طغت عليه وجعلته ملحوظاً بين الأساتذة خاصة الأستاذ محمد البسيوني وهو كان أستاذه في ذلك الوقت.

ثم بعد ذلك سافر إلى فرنسا لتلقي العلم، وذلك بدعم من الخديوي توفيق نظراً لذكائه وقدراته الفكرية والإبداعية، فأسس جمعية لنهضة مصر مع زملائه في البعثة وسموها جمعية التقدم المصري، وهذه كانت بداية علاقة قوية بينه وبين الزعيم مصطفى كامل حيث شكلت هذه الجمعية عملاً ملموساً ضد الاحتلال الإنجليزي.

بالرغم من طول المدة التي قضاها أحمد شوقي في أوربا ألا أنه ظل متأثراً بشعراء العرب خاصة المتنبي، وأيضا تأثر بشعراء الغرب وخاصة الفرنسيين مثل موليينا وراسينا.

كما أنه توالت قصائد المديح للخديوي عباس وذلك قيل أنه لعدة أسباب أهمها أنه تربى في قصر الخديوي وهم أصحاب فضل ونعمة عليه وعلى نشأته، والسبب الثاني هو ميوله الدينية وما قيل وقتها أن الخلافة العثمانية هي خلافة إسلامية لابد من تحفيزها وتشجيعها وتنفيذ قوانينها ولابد من الدفاع عنها.

خواطر أحمد شوقي

خواطر وأشعار أحمد شوقي

كان أحمد شوقي أحد تلامذة البارودي وتأثر كثيراً بمدرسته الشعرية التي تميزت بجزالة الأسلوب والخلو من الغرابة والحشو، امتاز شعره بالموسيقى الرائعة وسلامة اللغة وصحة الألفاظ وهذا يرجع إلى حفظه للقرآن الكريم.

فخواطره وأشعاره يمكننا أن نعتبرها كالقصر المشيد الذي برع فيه شاعرنا بجمال الخيال والتصوير وتنوعت الأغراض الشعرية لديه بين المدح والثناء والغزل والوصف والرثاء وكانت أشعاره لا تخلو من الحكم الخالدة والأمثال النادرة، وفيما يلي مجموعة من الخواطر والأبيات الشعرية لأحمد شوقي (أمير الشعراء).

بالورد كتبا، وبالريا عناوينا رأيت على لوح الخيال يتيمة قضى يوم لوسيتانيا أبواها فيا لك من حاك أمين مصدق وإن هاج للنفس البكا وشجاها ولا أم يبغي ظلها وذراها وقوض ركناها، وذل صباها زكم قد جاهد الحيوان فيه وخلف في الهزيمة حافريه وليت الذي قاست من الموت ساعة كما راح يطوي الوالدين طواها كفرخ رمى الرامي أباه فغاله فقامت إليه أمه فرماها فلا أب يستذري بظل جناحه ودبابة تحت العباب بمكمن أمين، ترى الساري وليس يراها هي الحوت، أو في الحوت منها مشابه فيها إذا نسي الوافي، وباكينا أبث لأصحاب السفين غوائلا وأربع أنست فيها أمانينا.

قف باللواحظ عند حدك يكفيك فتنة نار خدك واجعل لغمدك هدنة إن الحوادث ملء غمدك وصن المحاسن عن قلو ب لا يدين لها بجندك نظرت إليك عن الفتو ر وما اتقت سطوات حدك.

بدأ الطيف بالجميل وزارا يا رسول الرضى وقيت العثارا خذ من الجفن والفؤاد سبيلا وتيمم من السويداء دارا أنت إن بت في الجفون فأهل عادة النور ينزل الأبصار زار، والحرب بين جفني ونومي قد أعد الدجى لها أوزارا حسن يا خيال صنعك عندي أجمل الصنع ما يصيب افتقارا ما لرب الجمال جار على القلـ ـب، كأن لم يكن له القلب جارا.

مضنى وليس به حراك لكن يخف إذا رآك ويميل من طرب إذا ما ملت يا غصن الأراك إن الجمال كساك من ورق المحاسن ما كساك ونبت بين جوانحي والقلب من دمه سقاك.

أهل القدود التي صالت عواليها الله في مهج طاحت غواليها خذن الأمان لها لو كان ينفعها وارددنها كرما لو كان يجديها وانظرن ما فعلت أحداقكن بها ما كان من عبث الأحدق بكيفها تعرضت أعين منا، فعارضنا على الجزيرة سرب من غوانيها ما ثرن من كنس إلا إلى كنس من الجوانح ضمتها حوانيها عنت لنا أصلا، تغري بنا أسلا مهزوزة شكلا، مشروعة تيها.

رزق الله أهل باريس خيرا وأرى العقل خير ما رزقوه عندهم للثنار والزهر مما تنجب الأرض معرض نسقوه جنة تخلب العقول، وروض تجمع العين منه ما فرقوه من رآه يقول قد حرموا الفر دوسلكن بسحرهم سرقوه.

اشعار أحمد شوقي

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّه التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
قال عن جدته

لي جَدّةٌ ترأفُ بي أحنُ عليّ من أبي
وكل شيءٍ سرّني تذهبُ فيه مذهبي
إن غضِبَ الأهلُ عليَّ كلُّهم لم تَغضَبِ
عن المدرسة

أنا المدرسةُ اجعلني كأمٍّ، لا تمِلْ عنّي
ولا تفزعْ كمأخوذٍ من البيتِ إلى السجنِ
كأنى وجهُ صيّادٍ وأنت الطيرُ في الغصنِ
ولا بدَّ لك اليومَ وإلا فغداً.. مِنّى
يقول في الكتب

أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا لَم أَجِد لي وافِيًا إِلا الكِتابا
صاحِبٌ إِنْ عِبتَهُ أَو لَم تَعِبْ لَيسَ بِالواجِدِ لِلصاحِبِ عابا
كُلَّما أَخلَقتُهُ جَدَّدَني وَكَساني مِن حِلى الفَضلِ ثِيابا

رزق الله أهلَ باريسَ خيراً

أحمد شوقي

رزق الله أهلَ باريسَ خير
اً وأَرى العقلَ خيرَ ما رُزِقوه
عندهم للثنار والزّهر ممّا
تُنجِب الأَرضُ مَعْرِضٌ نَسقوه
جنَّة ٌ تَخلِب العقولَ، وروضٌ
تجمع العينُ منه ما فرقوه
من رآه يقول قد حُرموا الفر
دوسَلكنْ بسحرهم سرقوه
ما ترى الكَرْم قد تشاكلَ، حتى
لو رآه السُّقاة ُ ما حقَّقوه
يُسْكِرُ الناظرين كَرْماً، ولمَّا
تَعْتَصِرْهُ يَدٌ، ولا عتَّقوه
صوروه كما تشاءُون، حتى
عَجبَ الناسُ كيفَ لم يُنطِقُوه؟
يجدُ المتَّقي يد الله فيه
ويقول الجَحودُ قد خَلَقوه

بالوَرْدِ كُتْباً، وبالرَيَّا عناوينا

بالوَرْدِ كُتْباً، وبالرَيَّا عناوينا
رأيت على لوحِ الخيال يتيمة
ً قضى يومَ لوسيتانيا أَبَواها
فيا لك من حاكٍ أمين مُصدَّقٍ
وإن هاج للنفس البُكا وشجاها
ولا أُمَّ يَبغي ظِلَّها وذَراها
وقُوِّضَ ركناها وذل صِباها
زكم قد جاهد الحيوانُ فيه
وخلَّف في الهزيمة حافريه
وليت الذي قاست من الموت ساعة
كما راح يطوي الوالدين طواها
كفَرْخٍ رمى الرامي أَباهُ فغالهُ
فقامت إليه أمُّهُ فرماها
فلا أبَ يستذري بظلّ جناحِه
ودبَّابة ٍ تحتَ العُباب بمَكمَنٍ
أمينٍ، ترى الساري وليس يَراها
هي الحوتُ، أَو في الحوت منها مَشابِهٌ
فيها إذا نَسِيَ الوافي، وباكِينا
أبثُُّ لأصحابِ السُّفين غوائلا
وأَربُعٌ أَنِسَتْ فيها أَمانينا
خؤونٌ إذا غاصتْ، غدورٌ، إذا طَفت
ملعَّنة ٌ في سحبها وسُراها
فآبَ مِنْ كُرَة ِ الأَيامِ لاعِبُنا
وتَجني على من لا يخوض رَحاها
فلو أَدركت تابوت موسى لسَلَّطتْ
عليه زُباناها ، وحرَّ حُماها
وغاية ُأمرهِ أنّا سمعنا
لسان الحال يُنشدنا لديه
ولو لم تُغَيَّبْ فُلْكُ نُوحٍ وتحْتَجِبْ
لما كان بحرٌ ضمَّها وحواها
أليس من العجاب أن مثلي
يَرَى ما قلَّ مُمتِنعاً عليه؟
وأفٍّ على العالم الذي تدَّعونه
إذا كان في علم النفوس رَدَاها.

التعليقات

  1. من اشهر الابيات لامير الشعراء احمد شوقي هذا البيت وهو موجود علي جميع حوائط المدرسة
    قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّه التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *