قصص اجرامية (قصة جماعة الخناقون)

أ / مروة سامي الجندي

قصة واقعية عن مجموعة احداث اجرامية قامت بها جماعة بدولة الهند خلال العصور الوسطى، بالتحديد الدقيق بالقرب من مدينة دلهي، قصتنا اليوم عن جماعة الخناقون.

قصص هندية

هم جماعة كانوا ينزلون الى القرى والمدن كضيوف على ابنائها بقصد الراحة وشرب المياه بعد سفرهم أميال طويلة، وكعادة أهل الهند في ودهم، فقد كانوا يستقبلوهم بالترحاب والسعادة التي تستمر حتى تحين اللحظة المرعبة، والتي يهجم فيها عليهم مجموعة من الملثمين الذين يمسكون في ايديهم أوشحة صفراء، يستخدموها في خنق كل من في القافلة.

ويقول البعض في تفسيرهم لتلك الأفعال الوحشية لجماعة الخناقون، انهم ربما ينتمون لبعض الشعوب التي عبدت الآلهة والتي عُرفت بحبها لسفك الدماء بل وأكل لحوم ضحاياهم مثل شعب الدوال باي على سبيل المثال، ونقدم لكم اليوم قصص من بين الروايات التي تناقلها الناس عن حوادث تلك الجماعة وجذورها.

العفريت راكتابيجا

العفريت راكتابيجا

وهي رواية هندوسية تُنسب تلك العادة الى أحد آلهة الهندوس المُسمى كالي، وهو إلهة الموت، حيث يقال انه ذات مرة كان الآلهة كالي تخوض معركة ضد العفريت الاسطوري راكتابيجا، ونتيجة للقدرات الخارقة التي تمتع بها هذا العفريت

حيث انه كلما نزف قطرة دم على الارض ولد له راكتابيجا جديد، لذلك لم يستطع الآلهة كالي هزيمته، فما كان من الآلهة الا ان قامت بتمزيق ثوبها الأصفر الذي كانت ترتديه، وقامت بقتل العفريت خنقاً بواسطة ثيابها الأصفر، ومن هنا جاءت طقوس القتل خنقاَ بالقماش الأصفر.

قصص حقيقية تخوف

في عهد السلطان فيروز شاه تم القاء القبض على الكثير من اعضاء جماعة الخناقين وامر بنفيهم ، الا انه لم يستقر الوضع بذلك، فقد ظهرت مرة اخرى مجموعة من الاشخاص تنتمى اليهم، ولكن تحولت اهدافهم من مجرد الخنق الى القتل والنهب واخفاء اثار قتلاهم فلا يستدل عليهم.

فقد كانوا يتفننون في دفن ضحاياهم بدقة، كما ان هجومهم على الضحايا في حد ذاته يتم بطريق مخيفه، فكانوا يهجمون بالمئات، ويقومون ببعض طقوس الغناء بالصوت العالي واحداث الجلبة والضجيج للتشويش على أصوات الضحايا.

وظلت جماعة الخناقون تثير الرعب في انحاء الهند قرابة ستمائة عام، رغم بذل الحكام والحكومات جهود مضاعفة للقبض عليهم، فقد كانت قوتهم الرئيسية في تخفيهم وترابطهم، حتى انه لم يكن بمقدور أحد من السلطات معرفة أعدادهم بدقة، وما تم التعرف عليه انهم تلوا في الهند قرابة المليون ونصف ضحية كلهم بطريقة الخنق.

تعرف علي: قصص رعب حقيقية (القصص المرعبة التي حدثت بالفعل)

نهاية جماعة الخناقون

نهاية جماعة الخناقون

ومع بداية القرن التاسع عشر ودخول الاحتلال البريطاني الى الهند، تم تدشين حملات امنية موسع من قبل الحاكم البريطاني الذي تولى الهند، وقد كان هدف تلك الحملات الايقاع بجماعة الخناقون وجماعة داكويتي؛ التي كانت تقوم بأفعال مشابهة في بورما والهند.

وفي خلال خمسة سنوات نجحت الحملات الامنية في الايقاع بقائد جماعة الخناقين والذي كان يسمى بهرام، وقد اعترف انه وحده قد قتل أكثر من مائتي وثمانون شخصاً، وتمت محاكمته بالإعدام شنقاً، ولم تقتصر السلطات البريطانية على القبض على القائد فقط، بل قاموا بإلقاء القبض على أكثر من 1400 عضو من الجماعة.

ورغم مرور ما يزيد عن مائة وخمسون عاماً على تلك الحوادث، الا ان تلك الجماعات لم تختفي نهائياً، فحتى يومنا هذا تظهر وتختفي من حين لآخر دون ان يكتشف أحد اماكنهم.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *