قصة الحاكم بأمر الله مانع الملوخية وارتداء الحذاء

أ / مروة سامي الجندي

اسمه الحاكم بأمر الله أوب علي المنصور، ولقب بالعديد من الألقاب منها الزنديق، مدعي الربوبية، الضال المُضل، وهو سادس من تولى الحكم في الدولة الفاطمية، وعندما تولى الحكم كان في الحادية عشر من عمره، له من الافعال والتصرفات المشينة ما لا يمكن تفاديها من قتل وأسر وجبروت، لذا نقدم لكم اليوم قصة الحاكم بأمر الله الذي ارتبط اسمه بأكلة الملوخية .

قصة الحاكم بأمر الله

كان الحاكم بأمر الله ذو شخصية متناقضة متلونه في افعاله وقراراته وأقواله، حيث انه أصدر قانون حرم فيه أكل الملوخية، كما أمر أهالي القاهرة بعدم السير في الشوارع بالحذاء، وأصدر فرماناً للناس بالعمل ليلاً والنوم نهاراً، لذا كان عهده عهد الغرابة في كل أيامه.

ولم تكن قراراته بمعزل عن أهل الكتاب، فقد أمر بتخريب كنيسة القيامة ببيت المقدس عام 398هـ، كما أجبر اليهود والنصارى على الدخول في الاسلام والا النفي والطرد خارج البلاد، فهاجر الكثير منهم الى أوروبا هرباً منه.

أفعال الحاكم بأمر الله

أفعال الحاكم بأمر الله

ومن أفعاله المشينة ما قام به عندما أمر ببناء الكثير من المدارس، وعين فيها أمهر الفقهاء والمشايخ، ثم بعد ذلك قتلهم جميعاً وقام بتخريب تلك الأبنية.

وذات يوم أصدر أمراً بإغلاق الأسواق نهاراً وفتحها طوال الليل، فأصبح الناس ينامون بالنهار ويستيقظون بالليل، وبعد مدة من هذا الأمر مر الحاكم بأمر الله في أحد شوارع القاهرة فوجد شيخاً نجاراً يفتح ورشته ويعمل أثناء النهار، فوقف عنده الحاكم بأمر الله وقال له: ألم أنهكم عن العمل نهاراً؟

فقال له الرجل: يا سيدي هذا من جملة سهري أثناء الليل، فتركه الحاكم بأمر الله وبعدها أعاد الناس الى وضعهم الطبيعي والعمل بالنهار، وكان هذا الحاكم يدور بنفس في الاسواق بين الناس وهو متخفياً على حمار له، حتى إذا وجد من غش في الميزان او البيع، أمر عبداً أسوداً أطلق عليه مسعود بفعل الفاحشة العظمى بهذا التاجر!

تعرف علي: صور ومعلومات عن جامع الحاكم بأمر الله

غرائب الحاكم بأمر الله

غرائب الحاكم بأمر الله

ورغم كل افعاله هذه الا انه يذكر له أمران جيدان وهما، تحريم الخمر ، ومنع اختلاط النساء بالرجال، وذات مره ازدادت بغض الناس لأفعاله تلك فقاموا بكتابة اوراق بالشتم والقذف له ولأسلافه، وعملوا بها صورة امرأة في كامل هيئتها، ثم امسكوها في يديها كتاب به الكثير من الالفاظ البذيئة له، وبينما هو يسير رآها فاقترب منها وهو يظنها امرأة حقيقيه واخذ من يديها الكتاب وقراءة ، فلما اثار غضبه ما رآه أمر عبيده بقتلها.

وعندما عرف انها من ورق ازداد غضبه وامر عبيده السود بحرق مصر وحريمها ونهب اموالها، وبالفعل نفذ العبيد ذلك وقاتلوا لمدة ثلاثة ايام أهل مصر قتال عظيم، وأشعلوا النيران في الدور والحريم حتى احترقت قرابة ثلث مساحة مصر، ونُهب نحو نصفها، وتم أسر الكثير من النساء وفعل الفواحش فيهن.

وقد قدر بعض المؤرخين عدد قتلى الحاكم بأمر الله بثمانية عشر ألف شخص من علماء وكتاب وأهالي ووزراء وغيرهم.