من قصص كليلة ودمنة لابن المقفع

أ / مروة سامي الجندي

بنجاتنترا أو الفصول الخمسة هو كتاب يتضمن مجموعة كبيرة من الحكم والمواعظ، وقد ألّفه الحكيم بيدبا في القرن الرابع الميلادي  للملك دبشليم وقد استخدم الحكيم بيدبا الحيوانات كرموز تشير في الاساس الى شخصيات بشرية، وعندما تمت ترجمته الى العربية تمت تسميته كليلة ودمنه، وسوق لكم اليوم عبر موقع محتوى مجموعة من القصص القصيرة المفيدة من تراث كليلة ودمنة.

قصص كليلة ودمنة

القرد والنجار

قيل أنه ذات يوم رأى القرد نجار يشق الخشب وهو يركب فوقه، وكلما شق منه مسافة ذراع أدخل فيه وتداً، فوقف القرد ينظر الى النجار مُعجباً بما يفعله، وبعد قليل غادر النجار لقضاء بعض الحاجات، فركب القرد فوق الخشبة وحاول فعل ما كان يقوم به النجار فقبض الوتد عليه حتى كاد يغشى عليه من الألم حتى عاد النجار فأقبل عليه يضربه بشده حتى كان ما لاقاه من النجار أشد مما أصابه من الخشبة، وأصبح يضرب المثل بهذا الموقف فيمن يتكلف من القول والفعل ما ليس من شكله.

حكايات ابن المقفع

يُحكى أن قملة لزمت فراش أحد الأغنياء، فكانت تنتظره حتى يغط في نومه فتمص من دمه ما يُشبعها وهو لا يشعر فكانت تدب برفق حتى لا يستيقظ الرجل، وبقيت هكذا حتى جاء لزياراتها ذات ليلة برغوث، فقالت له: سأستضيفك الليله على دم لذيذ وفراش رقيق.

جلس البرغوث معها حتى جاء الرجل الى الفراش فهجم البرغوث عليه ولدغه لدغة غائرة ايقظت الرجل وأطار النوم من عينيه؛ فقام الرجل منزعجاً وأمر بتفتيش فراشه، فلم يجدوا سوى القمله بينما هرب البرغوث بكل خفة من السرير، فأمسك الرجل بالقمله وقام بقتلها بين ظفريه.

ومن هذه القصه يُضرب المثل نعلم أن صاحب الشر لا يسلم من شره أحد، ويقال أيضاً اذا جاءك ضيف ساعة من نهار فلا تأمنه على نفسك ساعة من ليل، ولا تأمن أن يصلك منه ما أصاب القملة من البرغوث.

القرود والطائر والرجُل

القرود والطائر والرجُل

كان هناك مجموعة من القردة يسكنون في جبل وخلال ليلة شديده البروده عاصفة الرياح وغزيرة الأمطار، التمسوا ناراً فلم يجدوا، وبينما هم يبحثون يميناً ويساراً وجدوا يراعة تطير وتبدوا وكأنها شرارة نار، فسارعوا في جمع الحطب الكثير وألقوه عليها و أخذوا ينفخون بأفواههم  ويتروحون بأيديهم أملاً في أن يشعلوا ناراً يتدفئون بها من البرد.

وكان على مقربة منهم طائر على شجرة يتابع ما يفعلون، فأخذ ينادي ويقول: لا تتعبوا أنفسكم فإن ما رأيتموه ليس بنار، وعندما لم ينتبه أحد الى صوته قرر ان يقترب منهم لينهاهم عما يفعلون.

وأثناء ذلك مر عليه رجل وعرف ما سبب ما يقوم به هذا الطائر، فقال له: لا تلتمس تقويم ما لايستقيم، قإن الحجر الصلب الذي لا يمكن قطعه لا تجرب السيف عليه، والعود الذي لا ينحني لا تصنع منه قوس، فلا تتعب نفسك يا صديقي معهم.

أبى الطائر الاستماع الى نصيحة الرجل واقترب من القرده ليخبرهم بأن اليراعة لا يمكن ان تصبح ناراً، فأمسك به احد القرده وهو في شدة عصبيته ثم ألقاه في الأرض فمات .

تعرف علي: قصص كليلة ودمنة (قصة الأسد والثور)

قصة الثعلب والطبل

قصص وأمثال

زعموا أن ثعلياً وجد أجمه فيها طبل ضخم معلق على شجرة، وكلما عصفت الريح هزت أغصان الشجرة فتتحرك الأجمه فتضرب الطبل ليُسمع صوت عظيم، فاقترب الثعلب نحو الطبل لمعرفة مصدر ذلك الصوت الهائل، فلما اقترب أكثر وجده شيئاً ضخماً.

أخذ يفكر في نفسه عن كمية اللحم والشحم التي قد يجدها في هذا الشيء، فأخذ يشقه حتى فتحه فرآه أجوف من الداخل، فقال: لا تدري لعل أفشل الأشياء أجهرها صوتاً وأعظمها جسماً.

لمزيد من القصص والنوادر تابعوا موقعنا بشكل يومي

أ / مروة سامي الجندي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *