قصة جديدة عن بر الوالدين

يعتبر بر الوالدين من اكثر الاعمال التي يستحق الانسان عليها الثواب العظيم من الله عزوجل، قال تعالى: (( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )) ولهذا الفضل العظيم اختارنا لكم اليوم قصة قصيرة جميلة عن بر الوالدين .

قصة جديدة عن بر الوالدين

كان العرب قديماً يعيشون في الصحراء بحثاً عن العشب والمرعى لواشيهم، ولأن من عادات العرب التنقل من مكان لأخر اينما يوجد العشب والماء، وكان من بين تلك القبائل رجل يعيش مع والدته كبيرة السن وسط افراد القبيلة.

وكانت امه تعاني من مرض فقدان الذاكرة بسبب تقدمها في السن، حيث كانت تهذي بولدها وتخاف ان يتركها وحيده بل وصل الأمر انه بدأ يتضايق من تخريفها ، فقد شعر ان هذيان والدته المبالغ بدأ يقلل من شأنه ومكانته أمام قومه.

وذات يوم قررت عشيرته الرحيل الى مكان اخر للبحث عن مرعى جديده، فقال لزوجته: في الغد عند الرحيل اتركي امي بالخيمة مكانها واتركي لها ما يكفيها عدة ايام من الزاد والماء، لعل وعسى أن يمر عليها أحد فيأخذها أو ينتهي الطعام والماء فتموت ونخلص من مشاكلها، فقالت الزوجة: سوف انفذ أوامرك كما طلبت لا تقلق.

تعرف علي: موضوع تعبير عن بر الوالدين كامل يغرس القيم الحسنة

قصص مكتوبة عن بر الوالدين

وفي الصباح شد العرب رحيلهم ومن ضمنهم هذا الرجل وزوجته بعد ان تركت الزوجة ام زوجها بمكانها كما أمرها زوجها، ولكنها فعلت فوق ذلك أمراً، فقد تركت ولدهما مع جدته بجوار الزاد والماء.

وكان هذا الطفل هو أول ابنائهم ولم يتجاوز عمره السنة وكان بالنسبة لوالده هو كنزه في هذه الحياة حيث انه إذا اراد ان يستريح يطلب من زوجته الطفل ليلاعبه ويداعبه ويضحك معه، فقد كان يحبه حباً لا يوصف.

تحركت القوافل وفي منتصف النهار قررت القوافل اخذ قسط من الراحة بعد المسافة الطويلة التي قطعوها، وأثناء فترة الراحة جلس الرجل مع زوجته ومواشيه وكعادته طلب منها إحضار الطفل ليتسلى معه قليلاً، فقالت له زوجته بكل برود: لقد تركته مع أمك، فنحن لسنا بحاجه اليه.

قال الرجل مذعوراً: ماذا تقولين! قالت الزوجة: رميته في الصحراء قبل ان يكبر ويرميك انت كما رميت أمك، نزلت هذه الكلمات على قلب الرجل كالصاعقة ولم يستطع الرد على زوجته، فقد شعر ببشاعة ما فعل مع امه.

قصة بر الوالدين تبكي القلب

فركب فرسه وعاد مسرعاً الى حيث تركوا امه على أمل أن يجدها قبل ان تكون قد ماتت او افترستها حيوانات الصحراء المفترسة، وعندما وصل الرجل الى المكان وجد امه تجلس وسط دائرة من الذئاب التي تحوم حولها لأكل الطفل، بينما الام تحتضنه الى صدرها وتحاول بكل ما أوتيت من قوة رمي الذئاب بالحجارة وهي تصرخ في وجهها قائلة: تركينا هذا ولد ابني لن اسمح لك بأكله.

هجم الرجل على الذئاب وقتل منها ما قدر عليه بينما فر الباقيين هاربين، وحمل أمه وولده معه وهو يبكي من شدة الندم، وصار من بعد هذا اليوم رجلاً باراً بأمه، كما زاد حبه لزوجته التي علمته درساً راقياً في بر الوالدين