قصة المثل العربي كثرة اللقم تمنع النقم

أ / مروة سامي الجندي

تؤخذ الأمثال الشعبية القديمة من الحوادث والمواقف التي يتعرض لها البعض، لتبقى راسخه في أذهان الكثيرين يتم استحضارها عند تعرضهم الى مواقف مُشابهة، واليوم نقدم لكم قصة المثل الشعبي كثرة اللقم تطرد النقم والذي يعني كثرة التصدق تصد سوء الأقدار.

قصة كثرة اللقم تمنع النقم

قصة كثرة اللقم تطرد النقم

يُحكى أنه كان هناك امرأة صالحة رأت ذات يوم رؤيا في منامها حيث شاهدت أحد أقاربها قد لدغته أفعى سامه فمات على الفور، ولأن الرؤيا قد أفزعتها استيقظت في الصباح الباكر وتوجهت مسرعة الى منزل ذلك الرجل، وحكت له ما رأته وأخبرته بقلقها بشأن تلك الرؤية وانه من الواجب أن يحتاط لما يحدث من حوله.

فنذر الرجل أن يذبح كبشين لوجه الله تعالى ليفتدي بهما روحه عسى ان يكتب الله له السلامة والنجاة من تلك الرؤية المُفزعة، وبالفعل في مساء اليوم التالي ذبح الرجل رأسين من الضأن السمين، ودعا جميع أقاربه وجيرانه وأصدقائه وقدم لهم لحم الضأن في العشاء.

ثم قام بتوزيع ما تبقى من اللحم بالكامل حتى انه لم يتبقى له سوى ساقاً واحدة، ولأنه كان في غاية القلق والهم فلم يستطع تذوق الطعام طوال اليوم، ورغم انه كان يتظاهر بالضحك والسعادة امام الناس الحاضرين الا انه كان في دوامة خوف من القادم.

قصة عن الصدقة

وعندما شعر الرجل بالجوع في اخر اليوم اخذ الساق في رغيف خبز وقام بلفها ليأكلها، وقبل أن تصل الى فمه، تذكر ان هناك امرأة عجوزة تبلغ من العمر أرذل غير قادرة على القيام والخروج بسبب ضعفها، فحزن من نفسه وقال: كيف لي ان أنسي تلك العجوز، فلابد ان تكون هذه الساق من نصيبها.

ثم قام بنفسه وذهب اليها ومعه الساق واعطاه لها بعد ان قدم لها الاعتذار عن تلك الساق وإنها اخر ما تبقى لديه فجميع اللحم قد انتهى، فرحت العجوز وأكلت لحم الساق ثم ألقت بالعظمة الى الخارج.

تعرف علي: قصة ”تجري الرياح بما لا تشتهي السفن “

قصة الرجل والافعى

قصة الرجل والافعى

وفي ساعات الليل المتأخرة خرجت أفعى تشتم رائحة اللحم واخذت تتسول على بقايا الدهون واللحم المُلتصق بتلك العظمة، فدخل شنكل عظم الساق في منتصف حلقها، أخذت الأفعى ترفع رأسها وتخبط بنفسها في الأرض محاولة ان تخلص نفسها من تلك العظمة التي تقف في حلقها ولكنها فشلت وظلت هكذا طوال الليل حتى طلع النهار واستيقظ ابناء الرجل الذي ذبح الكبشين.

وعندما سمعوا الحركة والخبط وراء بيتهم ذهبوا ليحضروا والدهم ليستكشفوا الأمر، وعندما ذهبوا للخارج وجد الحية على حالتها وقد التصقت عظمة الساق التي اخرجها للعجوز في حلق الأفعى.

واذ بالأفعى تزحف حت تصل الى بيت الرجل فيقتلها هناك وينجي من شرها، وأخذ الناس تحكي بقصته زمناً طويلاً وانتشرت في كل الأماكن وهم يرددون جملة ”كثرة اللُّقَم تطرد النِّقَم”أي كثرة التصدق تدفع عنك البلايا.

لمزيد من القصص الرائعة تابعوا موقع محتوى بشكل دوري

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *