قصة العابد والمجنون

أ / مروة سامي الجندي

قصة العابد والمجنون عبر موقع محتوى, يقدم لكم موقع محتوى اليوم قصة معبرة قصيره عن حب الله اللامنتهي وكيف كانت حكمة المجنون كفيلة بان تُبكي العابد العاقل.

قصة العابد والمجنون

قصة المجنون الذي أبكي العقلاء

ذات يوم مر رجلاً مجنوناً على آخر يجلس متعببداً يناجي ربه وهو يبكي بشدة ويقول: يا رب لا تدخلني النار وارحمني وارفق بي يا رحمن يا رحيم/ لا تعذبني يا الله فانا ضعيف ولا قوة لي على تحمل حر النار، وجلدي رقيق لن يتحمل هذا العذاب فارحمني، ارحمني يا الله لان عظمي دقيق لا يقوى على شدة النار.

ضحك المجنون بصت عالٍ على ما سمع من هذا الرجل العاقل العابد، فالتفت اليه العابد وقال له: ما الذي يضحكك أيها المجنون؟

قال المجنون: كلامك هو الذي أضحكني.

فرد العابد بغيظ: وما الذي يُضحك فيه؟

قال المجنون: لأنك تبكي خوفاً من النار فقط.

فرد العابد: وانت ايها الاحمق لا تخاف من النار؟

قال المجنون: لا، لا أخاف من النار.

ضحك العابد بصوت مرتفع وقال: نسيت إنك مجنون.

قصة المجنون والعاقل

قصة المجنون الذي اعطى درساً للعقلاء

فقال المجنون بثقة: كيف تخاف يا ايها العبد وانت ربك رحيم وقد وسعت رحمته كل شيء؟

قال العابد: انا ابكي على ذنوبي التي إذا اخذني الله بعدله سيدخلني بها النار، أنا ابكي ليرحمني ويعفو عني ولا يحاسبني بعدله بل برحمته وعطفه وفضله فلا ادخل النار.

ضحك المجنون مره اخرى وبصوت عالٍ لدرجة ان العابد قد ازداد غيظه وقال له: وما يضحكك هذه المرة؟

قال المجنون: كيف تخاف من ربك العادل الذي لا يظلم؟ كيف تخاف وانت عندك رب غفور تواب رحيم؟

قال العابد: ألا تخاف من الله يا مجنون؟

قال المجنون: بلا أخاف الله ولكني لا اخاف من ناره.

فتعجب العابد وسأله: إذا لم يكن خوفك من النار فمما يكون خوفك؟

تعرف علي: قصة الصبي وخادم المقهى لسن 15 سنة

قصة عن حب الله

قال المجنون: إني اخاف من لحظة مواجهة ربي عندما يسألني لماذا عصيتني؟ فان كنت من اهل النار اتمنى ان يدخلني الله الى النار دون ان يسألني، فالنسبة الي عذاب النار اهون مئة مره من سؤال الله، فأنا لن اتمكن من النظر بعين خائنة والاجابة بلسان كاذب، سكت العابد وهو يفكر في ذهول من كلام هذا المجنون.

قال المجنون: دعني اخبرك يا ايها العابد بسر ولا تخبر به أحد، ايها العابد انا اثق بأن الله لن يدخلني النار، أتدرى لماذا؟ لإني عبدته بحب وتضرع بينما انت عبدته بخوف وطمع، لأن ظني به أفضل من ظنك به، فكن ايها العابد لما لا ترجو أفضل مما ترجو، فموسى عليه السلام ذهب لاحضار جذوة من النار عاد بالنبوة، وانا ذهبت لأرى جمال الله عدت مجنوناً ثم رحل المجنون وهو يضحك وترك العابد وهو يبكي ويقول: انا المجنون وليس هو.