حكايات اساطير مصرية مرعبة قديمة

أ / مروة سامي الجندي

لا تخلو حضارة أو ثقافة دولة من الأساطير المرعبة التي قد يكون لها أساس من الصحة. لكن ما يميز الأساطير المصرية أن الشعب المصري دائماً ما يحب أن يضيف اللمسة الخاصة به، فهم لا يكتفون بكونها أسطورة، أي أن بها الكثير من الإضافات بالفعل، لكن هم يقومون بإضافة الكثير من التفاصيل والروايات عليها. حتى أنك قد تجد بعضهم يروون بأنهم أنفسهم أو أحد أقاربهم، خاصة من الأجداد، قد شهدوا على واحدة من تلك الأساطير.

أساطير مصرية مرعبة

ستجد هنا أشهر الأساطير المصرية المرعبة، مع روايات حديثة لبعض من الأشخاص المعاصرين لنا الذين قاموا برواية بعضها على ألسنتهم من واقع مرورهم بها.

اساطير مصرية مرعبة

أسطورة النداهة

هي من الأساطير المصرية المرعبة الأكثر انتشاراً، خاصة في المناطق الريفية. تشبه تلك الأسطورة قليلاً القصة الحقيقة الخاصة بعروس البحار، الاختلاف الوحيد هو موقع الاثنتين. فالنداهة موجودة عند الترع والمصارف، لكن عروس البحر موجودة عند البحار والأنهار.

تدور أسطورة النداهة حول سيدة تظهر بمظهر الجميلة وتحاول إغواء الرجال، عادة ما تظهر ليلاً. وتقوم بمناداة الرجال بأسمائهم بطريقة ناعمة. في الصباح، أو بعد أيام، عادة ما يتم إيجاد هؤلاء الرجال إما ميتون أو قد أصابوا بالهوس والجنون، حسب الأسطورة.

لا يقتصر وجود أسطورة النداهة على مصر فقط، فهي موجودة في غالبية دول العالم العربي، علاوة على الأوروبي لكن بأسماء أخرى. وقد تختلف أحياناً في أن بعضها له صفات ومظاهر حيوانية. وهم كالتالي:

في المغرب العربي: تعرف باسم عيشة قنديشة .

  1. عند دول الخليج العربي: تعرف باسم أم الدويس.
  2. في اليابان: المرأة ذات الفم الممزق.
  3. في اليمن: أم الصبيان.
  4. عند بعض المناطق في الأردن: سعلوة أو سعلاة.

أسطورة النداهة المصرية

كان جدي رحمه الله عليه، في بداية حياته من ساكني الريف، وهو من روى لنا هذه القصة.

اساطير مصرية مرعبة

في أحد الأيام وبعد أن انتهى عملي وعدت للمنزل، شعرت بالأرق الشديد، فلقد غادر النوم عيني. اتصلت على صديقي عماد، فوجدته يعاني من نفس القصة فاتفقنا على أن نتقابل في الخارج لنرفه عن أنفسنا قليلاً.

بالفعل ما هي إلى 15 دقيقة والتقينا في المقهى المفضل لدينا. جلسنا، لعبنا الدومينو، شربنا مشروبنا المفضل، وفي النهاية غادرنا في طريقنا إلى المنزل.

كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل، الشارع كان شديد الظلمة، إلا من ضوء ضعيف يأتي من مصباح الشارع الوحيد الذي مازال يعمل.

كنا أنا وعماد نتبادل أطراف الحديث، لكن ما أن اشتد الظلم حتى صمتنا في محاولة للتركيز في الطريق كي لا نسقط في الترعة التي كانت على جانب الطريق.

فجأة سمعنا صوت شديد العذوبة لفتاة ، في البداية لم نعرف من أين يأتي الصوت، لكن حاولنا أن نتابع باتجاهه. كان الصوت يقترب شيئاً فشيئاً، لكن مع الأسف لم نستطع رؤية الفتاة. عدنا إلى المنزل، لكن كنت أشعر أن هناك شيء مختلف في عماد.

في اليوم التالي استيقظت على صياح أهل القرية لأجد أن أنهم قد وجدوا جثة عماد في نفس الترعة التي مررنا بجوارها في اليوم السابق.

حاولت أن أبحث عن إجابة، كيف وصل عماد إلى تلك المنطقة على الرغم من كونه يسكن بعدي بشارعين؟ ما الذي جعله يعود أدراجه مرة أخرى؟ أهو ذلك الصوت.

سيل من الأسئلة قطعه صوت لأحد الشباب في ذعر: لا بد أنها النداهة! أتذكرون الأسبوع الماضي عندما فارق حمدي الحياة في نفس المنطقة. تذكروا ما قالته زوجته وقتها بأنه ذهب إلى تلك البقعة لأنه سمع صوت فتاة تطلب الإغاثة!

أسطورة صاحب العيون الزجاجية

اساطير مصرية مرعبة

هي غالباً إحدى الأساطير التي اخترعتها واحدة من الأمهات قديماً لتخيف ابنها أو ابنتها الذين كانوا شديدي الحركة ولا يطيعون كلامها. ويبدو أن السيدة الفاضلة لم تجد إلا تلك القصة المرعبة لتخيف بها الطفل.

تدور هذه الأسطورة حول جني شديد القبح ، علاوة على كونه يمتلك عيون من الزجاج تضيء ليلاً. يظهر هذا الجني من تحت الفراش للأطفال الذين لا يستمعون إلى كلام الكبار، خاصة الأم، علاوة على الأطفال الذين يقومون بالكثير من المشاغبات على مدار اليوم والذين لا ينامون في مواعيدهم.

يبدو أن الفكرة لم تكن فقط لدى الأم المصرية لتكون واحدة من أساطير مصرية مرعبة. وإنما هي تمتد لتصل إلى العالم الغربي. من منا لم يشاهد فيلم شركة المرعبين المحدودة الشهير والتي كانت تدور أحداثه حول كائنات مرعبة ، يمكن أن تكون جني، تقوم بإخافة الصغار ليلاً عند خروجهم من الدولاب.

كأم مصرية بسيطة، قررت نوال أن تستخدم حيلة الجني ذو العيون الزجاجية مع ابنها حسام، الذي لم يكن قد تجاوز السادسة من عمره. والطبيعي في ذلك العمر أن يكون الطفل قليل التمرد، علاوة على كونه ذو حركة كثيرة.

لكن نوال مع الأسف لم تأخذ طفولة حسام في عين الاعتبار وبدأت بتخويفه بتلك الأسطورة.

استخدمت نوال تلك الحيلة لمدة تقترب من أسبوع، فكانت تقص تلك القصة على حسام بشكل يومي عند ارتكابه لأقل الأخطاء. والحقيقة أنه يمكن أنها كانت تخطط لاستخدامها أكثر من ذلك لولا ما حدث.

فوجئت نوال بان حسام أصبح يرفض دخول الغرفة، بل إنه مجرد أن يرى الباب تصبح لديه حاله هستيرية من البكاء والصياح لا يمكن السيطرة عليها.

أصبح الصغير يجلس في مكانه لا يتكلم، لا يلعب، ولا حتى يشارك الصغار في اللعب.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، لأنها فوجئت بأن الصغير الذي استطاع أن يتخلص من استخدام الحفاض مبكراً، قد عاد ليتبول على نفسه مرة أخرى. وقتها فقد شعرت نوال أنها قد ارتكبت خطيئة في حق الصغير.

نصحها الكثير بالذهاب إلى أخصائي نفسي، في البداية كانت ترفض الأمر، لكن مع سوء حالة الطفل انصاعت إلى الأمر.

دخلت نوال في البداية إلى الطبيب وقصت عليه تصرفات حسام. سألها الطبيب مباشرة: كيف كان حسام قبل تلك المدة ؟ فأجابته أنه كان العكس تماماً ، فلقد كان طفل مرح يحب الحياة، يحب جميع من حوله، علاوة على كونه يتصف بالشجاعة رغم صغر سنه.

حاول الطبيب أن يضغط على نوال ليعرف أسباب تغير الطفل، لكنها أخبرته بأنه لم يحدث أي شيء غريب في تلك الفترة.

بدئت جلسات الطبيب مع حسام، ولأنه ماهر، استطاع سريعاً أن يصل إلى قلب الصغير.

حكى حسام كل شيء للطبيب، و أخبره أنه يرى الجني ذو العين الزجاجية عندما يذهب إلى النوم ، علاوة على كونه يراه عندما يذهب إلى الحمام .

واجه الطبيب نوال بذلك الأمر، واعترفت في النهاية بأنها السبب الأساسي في ذلك.

أُسطورة الدب المتحول

قد تكون هذه الأسطورة أحد أكثر الأساطير شراً في حق الأطفال، علاوة على الكبار محبي الدمى. فكم من صغير أصيب بالرعب، بل وبدء بكره دميته فقط لأنه سمع من الكبار تلك القصة. وكم من مراهقة وشابه غادر النوم عينيها لأنها بدئت تسمح لخيالها بتطوير تلك الأسطورة السيئة والمؤذية.

اساطير مصرية مرعبة

تدور أحداث قصة الدب، واحدة من الأساطير المصرية المرعبة، حول سيدة كانت تعمل ممرضة في إحدى المستشفيات. وفي يوم وأثناء عودتها من العمل، شاهدت دب كبير ذو لون أبيض في أحد واجهات المحال التجارية.

مرت عدة أيام والسيدة تشعر بأنها تتعلق بالدب أكثر وأكثر، فقررت أن تقوم بشرائه. ترددت في البداية قليلاً خوفاً من أن يكون سعره مرتفع، لكن في النهاية قررت أن تسأل.

فوجئت السيدة بأن السعر لم يكن مرتفع، لكن زاد هذا من سعادتها.

عادت السيدة إلى المنزل وأخبرت زوجها بما حدث، و كعادة غالبية الأزواج المصرية لم يلقي للأمر بالاً .

مر شهر والسيدة الممرضة تجد أنها عندما تعود إلى العمل تجد أن المنزل مرتب، علاوة على كون الطعام جاهز. في البداية تخيلت أن زوجها هو من يقوم بذلك، فهو قد فقد عمله مؤخراً ولابد أنه يقوم بذلك من أجل ملء وقت الفراغ.

في يوم العطلة، قررت السيدة أن تفاجئ زوجها كشكر لما يقوم به . استيقظت مبكراً، وبدأت في إعداد الفطور، الحلوى، علاوة على المعجنات التي يفضلها الزوج.

تناول الزوجين الفطور سوياً، وعندما سألها الزوج عن أسباب هذا التغيير المفاجئ، أجابته أنه كنوع من أنواع الشكر على ما قدمه خلال شهر كامل.

جاءت إجابة الزوج كالصاعقة على الزوجة، فهو لم يقم بأي من ذلك . وعندها شعرت السيدة بالذهول الشديد، فمن يمكنه أن يدخل إلى المنزل، بل ويقوم بالمساعدة.

قررت الزوجة في اليوم التالي التظاهر بالذهاب إلى العمل، وما هي إلى عدة دقائق لتعود مرة أخرى، تفتح باب الشقة وهي تشعر بالخوف الشديد، لتفاجئ بصوت يأتي من المطبخ.

ذهبت السيدة باتجاه الصوت، لتفاجأ بالدب الأبيض الكبير يقف أمام البوتاجاز وفي يده معلقه يحرك بها قدر من الزيت المغلي.

وقفت السيدة في ذهول شديد، فهي لا تستطيع أن تصدق ما تراه عيناها، لتسقط حقيبتها دون أن تشعر. عندها استدار الدب وألقى بالزيت المغلي على وجه السيدة.

مر ما يقرب من عشرون يوماً لتستيقظ السيدة وهي على سرير المشفى، و وجها ملفوف بالكثير من الشاش . دخل زوجها عليها وأخبرها بنيته في الطلاق ، فهو لا يستطيع أن يعيش معها بهذا الشكل.

لتفاجأ بعدها بالأطباء يخبروها بأنها ستنتقل إلى مشفى الأمراض العقلية . فهي قد روت لهم كثيراً عن الدب.

مر أسبوع في مشفى الأمراض العقلية، عندها كانت السيدة قد استسلمت للأمر الواقع. لتفاجئ بزيارة أحد الأشخاص لها. لقد كان الشخص الذي باع لها الدب الكبير المتحول .

أخبرها الرجل بأنها يصدقها ، فهذا الدب يحتوي على حشوات قطنية تأتي من مشرحة الموتى في المستشفيات .

أسطورة أمنا الغولة

اساطير مصرية مرعبة

من أشهر الأساطير المصرية المرعبة هي أسطورة أمنا الغولة، حتى أنها مؤخراً بدء الأطفال يستخدموها في ألعاب التخويفية لديهم.

كونها أسطورة، نجد أن الروايات حولها تختلف كثيراً، بعكس الأساطير السابقة. تتلخص الأساطير في التالي:

هناك رواية بأنها سيدة تزوجت من رجل ولم تنجب أطفال، فقررت أن تأكل الأطفال الآخرين، علاوة على كونها بدأت بنبش القبور التي تضم أطفالاً.

رواية أخرى تقول أنها سيدة كان لديها أطفال بالفعل، إلا أنها كانت وحشاً.

فكانت تخرج عند حلول الظلام لتخويف الأطفال. وعندما علم زوجها هذا وبدء بالاعتراض عليها، قررت أن تقتله لولا صيحات صغارها.

الرواية الثالثة، وهي مختلفة كثيراً، فهي تعيد هذه السيدة إلى العصر الفرعوني. وأيضاً لها عدة أقول.

فواحدة تقول أنها كانت إلهة للحرب والأوبئة، كانت تدعى سخمت، وان الأمهات الفرعونيات كانوا يخيفون بها الصغار.

أخرى تقول أن الاسم ظهر في العصر الحديث، في محافظة الأقصر.

ففي يوم اكتشاف تمثال لتلك الفرعونية، سقط جدار على سبعة أطفال في منطقة قريبة وتوفوا. عندها أعتقد أهالي تلك المنطقة بأنها أمنا الغول التي تقضي على الصغار.

رواية تقول أنه في العصر الفرعوني قام رع، وكان يعرف بالإله في ذلك الوقت، بالانتقام من شعبه عن طريق إرسالها إليهم.

في النهاية، تنوعت الاحاديث عن اساطير مصرية مرعبة ما بين التي تقوم بتخويف الكبار والتي تقوم بتخويف الصغار. لكن لو دققنا فإننا سنجد أن غالبيتها كانت تدور حول أنثى.

هل تعتقد أن هناك رابط بين ذلك وبين ثقافة الشعب المصري تجاه الأنثى؟ وما هي أكثر الأساطير التي سمعتها على لسان أحد معارفك ولا يزال لها أثر في حياتك؟ في انتظار مشاركتكم لنا.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *