قصة بائعة الحليب مع عمر بن الخطاب

أ / مروة سامي الجندي

نقدم لكم اليوم عبر موقع محتوى قصة تربوية تعليمية قصيرة حدثت بالفعل لتعليم الأطفال الأمانة في القول والفعل ومراعاة الله في السر والعلن، وقصة اليوم للفتاة بائعة الحليب مع أمها والخليفة المسلم عمر بن الخطاب.

بائعة الحليب هي فتاة تعمل في بيع الحليب، وقد عاشت في وقت كان أغلب البائعي يقومون بخلط الحليب مع الماء ليزن لهم كمية أكبر ويحصلون بالتالي على ربح أكثر، وصل الأمر الى الحد الذي جعل الناس فيه يشتكون من هذا الغش الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، الذي أرسل منادياً في الأسواق لتحذير البائعين من فعلتهم وتهديدهم بالعقاب الشديد، وبين كل هذا الغش وُجدت تلك الفتاة التقيه التي خافت الله في السر والعلن وكانت مكافأته هي زواجها من ابن امير المؤمنين.

قصة بائعة الحليب

قصة بائعة الحليب

كان سيدنا عمر بن الخطاب يتابع بنفسه أمور الرعية ويحرص باستمرار على سيادة العدل بين المسلمين، حتى انه قد روي عنه قوله ((لو تعثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها لما لم تمهد الطريق لها)).

وذات ليلة عندما كان عمر بن الخطاب يجوب في الليل مع أحد خادميه ليتفقد أمور الرعية جلس ليستريح على احد الجدران، فسمع صوت عالي لامرأة تأمر ابنتها بخلط الحليب بقليل من الماء، فكان رد ابنتها عليها: ألم تسمعي المنادي اليوم يا أمي؟ فقالت الأم: وما الذي قاله منادي عمر اليوم؟ ردت الفتاة: ان عمر بن الخطاب قد أمر بألا يتم خلط الحليب بالماء ابداً.

قصة عمر بن الخطاب للأطفال

قصة عمر بن الخطاب مع بائعة الحليب للأطفال

فقالت الأم لابنتها: قومي يا فتاة اخلطي الحليب بالماء فعمر ومناديه لن يرونا الآن، اقتربت الفتاة من أمها وقالت لها: إن كان عمر لا يرانا فإن الله تعالى يرانا، فوالله يا أماه ما كنت أطيعه في العلن وأعصيه في السر.

سمعها عمر رضي الله عنها وأمر خادمه بوضع علامة على الباب حتى يعود اليها في الصباح، وبالفعل عاد الخادم في اليوم التالي لاستطلاع احوال تلك الفتاة ان كانت متزوجه أم لا، كما امره أمير المؤمنين فعرف الخادم ان تلك الفتاة تسمى أم عمارة بنت سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي.

تعرف علي: أفضل حكم وأقوال عمر بن الخطاب الشهيرة

قصة خلط اللبن بالماء

عاد الخادم الى عمر وأخبره بما حصل عليه من معلومات، فأحضر عمر بن الخطاب ابنائه الثلاثة وهم عبد الله وعاصم وعبد الرحمن، وقال لهم: لو كان بأبيكم حركة الى النساء ما سبقه أحد الى هذه الجارية.

فأجابا عبد الله وعبد الرحمن بأنهما متزوجين، بينما قال عاصم أنا ليس لي زوجة يا أبي فزوجني، وبالفعل أرسل عمر الى الفتاة وزوجها عاصم ابنه الذي كان من أفضل الرجال خلقاً، وأنجبت منه بنتين هما حفصة وليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، وتزوجت ليلى من عبد العزيز بن مروان ابن عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي، وانجبت منه عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين.

أ / مروة سامي الجندي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *