قصص فيها تشويق واثارة (عشاق الغدر)

أ / إيمان محمد محمود

في هذا الصباح استيقظ أحمد ليجد نفسه ممدداً علي سرير في غرفة بيضاء لا يستطيع الحركة بالكاد يفتح عيناه الثقيلتان بينما يحاول أن يستكشف هذا المكان الغريب عليه ثم دخلت زوجته أميرة تبادلا الابتسام ثم سألها أين أنا و ما الذي حل بي .

قصص فيها تشويق واثارة

لحظة خوف وعتاب

ظننت أني ميت وجاء من أميرة الرد بكل هدوء ومن قال أنك غير ذلك ,نظر لها نظرة اندهاش ممتزجة بسخرية.

ولكن سرعان ما تحولت هذه النظرة لنظرة خوف مؤكد وخاصة بعد ما أظهرت أميرة في يدها زجاجة صغيرة وبدأت في إفراغ محتوياتها في المحلول الملحي الموصل ليده .

أحمد بدأ يشعر بالذعر الشديد يتمني لو أن لديه القوة ليصيح بأعلى صوته كي يسمعه أحد وينقذه من يد هذه المرأة ولكنه بالكاد يخرج الكلمة من فمه .

إبداء الندم و لا تراجع عن العقاب

وانهمر في البكاء راجياً منها الرحمة مبدياً ندمه علي ما صدر منه في حقها قائلاً انا نادم وأريد تصحيح هذا الخطأ ولكن قاطعته أميرة لم يعد من حقك تصحيح الخطأ فقد استنفذت كل فرصك.

أنا أيضاً نادمة علي كل ما فعلته لك وسوف أصحح خطأي وهذا ما أفعله الأن فاعذرني أنت لا تستحق الحياة وهنا كانت قد أفرغت أخر قطرة في الزجاجة و ألقتها في سلة المهملات.

وهي تنظر له بكل هدوء و عينيه تنطفئ ببطء وقد سمعت تحاورهما إحدى الممرضات في الرواق خارج الحجرة و أبلغت الشرطة .

القبض علي القاتلة

وجاء أحد الضباط وقبض علي أميرة وأمر معاونيه بإحراز كل شيء واستدعي الطبيب لإنقاذ هذا الشاب و الذي لا يعرف لما قتلته هذه المجرمة .

وقفت أميرة في ذهول ولكن بثبات ولا تبدي أي مقاومة لاعتقالها وبدأت معها التحقيقات علي الفور لماذا قتلتي زوجك ضحكت ومن ثم اعتذرت له وقالت لأن أمثاله لا يستحقون الحياة.

زاد غضب المُحقق منها قائلا ومن انت لتقرري من يستحق الحياة جاوبت أنا إنسانة تحدت الكون من أجل شخص لا يستحق .

بداية التحقيق

وهنا قاطعها المُحقق قائلاً تتحدثين وكأنه هو القاتل (نظرت له أميرة بأسي ) وقالت بالحق أصبت قال كيف؟

سردت أميرة قصتها مع أحمد وكيف أنه اقتحم حياتها وقبلت بزواجه وعارضت أهلها وكان زواجهما تحسبه ناجحاً  كان أحمد يعمل غواص محترف في إحدى المنتجعات السياحية وأنا أقيم معه .

حب وانخداع

وعندما مكثت معه هنا علمت بتعدد علاقاته النسائية ولكني لم أهتم وكان يكفيني أنه تغير بحبي حتي توفي والدي وورثت ثروة كبيرة و فضلت إبقاء وضعنا المادي كما هو وزادت هنا المشاكل.

بداية الخيانة

واكتشفت أنه عاد لعلاقة قديمة بإحدى الأجنبيات وعندما واجهته بذلك أنكر تماماً ثم فجأة هدأت المشاكل بيننا و قرر أن يعوضني أيام الحزن وذهبنا في رحلة بحرية ومعنا صديقيه وأحدهما اصطحب زوجته أيضاً.

في البداية استغربت حيث ظننت أنها رحلة خاصة بنا فقط لكن كان أصدقائه يتميزون بالمرح فتقبلت الوضع وأحببت الرحلة وفي اليوم الثاني صمم أحمد أن نستعد للغوص بمفردنا .

بداية خوف أميرة

عندما نزلنا لعمق كبير بدأت أشعر بالخوف من العمق الذي وصلنا إليه وشعرت أنني لست بخير وأعطيته إشارة لنصعد لم يهتم.

حاولت تركه والصعود بمفردي لأني لا أتحمل شدة ضغط المياه في هذا العمق و لكنه جذبني بشدة ظننته لا يفهم انني بدأت أعاني من صعوبة في التنفس.

وحاولت أن أوضح له ذلك بالإشارات ولكن لا حياة لمن تنادي واستمر يجذبني حتي دخلنا بين تجمعات صخرية ودفعني وعلقت بينها ولم أتمكن من الخروج توقعت أن يساعدني ولكن نظر لي وتركني .

Image غوص7

خوف علي الحياة

وهنا سألت نفسي هل هذه نهايتي أم أنه ذاهب وسوف يجلب لي المساعدة ثم عدت للواقع  و تذكرت أن بقائي علي قيد الحياة مرتبط بكمية الهواء الموجود بأسطوانة الهواء خاصتي وأن أحافظ عليها قدر المستطاع و لن أرهق نفسي بالخوف حيث أن الجسم في حالة الخوف يستنفذ كمية أكسجين أكثر.

وحاولت خلع أسطوانة الهواء و أخبرت نفسي كما دخلتي سوف تتمكني من الخروج و لا مجال للاستسلام لأي فكرة أخري .

حاولت التسلل بين الصخور حاولت أكثر من مرة و أصبت بجروح شعرت بها و زادتني ألماً وأسطوانة الهواء أوشكت علي الانتهاء و لكن لا زال هناك أمل تحاملت علي نفسي وحاولت من جديد محاولة ستكون الأخيرة لا محالة أما تنجح و أنعم بالنجاة أو تفشل و يرحمني الله بالموت.

الفوز بالنجاة

كنت أتمني الحياة بقوة كي أعرف لما فعل هذا ,نجحت محاولتي للخروج من بين الصخور ولكن مازالت أسطوانة الهواء عالقة وأنا علي عمق هائل الهلاك قادم لا محالة ولكن أفضل الموت وأنا أصعد نحو السطح وبالفعل قررت الصعود وترك أسطوانة الهواء .

تعاطف المحقق مع أميرة

أفقت في المستشفى وهنا المحقق قاطع أميرة هل هذا سبب قتلك له؟ ضحكت أميرة لا حتي هذا الوقت لم أكن متأكدة أنه حاول قتلي هل رأيت أكثر من هذا غباء ؟ وتحسنت حالتي بعد شهر قضيته في المستشفى وخرجت ذهبت لبيت زوجي لأني لا أعرف لي بيتاً غيره .

لك أن تتوقع كم الذهول و الخوف الذي رأيته في وجه أحمد وظن أني عفريت كما يحدث في الأفلام أضحكني وقتها علي الرغم من ألآمي وسرعان ما تأكد أني زوجته الأدمية ولست عفريتاً.

ان خوفه يؤكد ما فعله بي وفي اليوم التالي بدأت حديثي معه بكذبة أن الطبيب أخبرني أني سوف أعاني من بعض الاضطراب في الذاكرة وتشوش الأفكار وبعض التخيلات الوهمية وأرجو أن تساعدني حبيبي لتخطى هذه المرحلة (شعر بالأمان ).

تعرف علي: أقوال وحكم عن غدر الصحاب

طمع في الثروة

و من ثم اخبرته اني أظنني وجدت ذهباً في طائرة غارقة بالبحر قبل أن أتعرض للغرق بالطبع أثرت حماسته فهو عاشق للمال.

Image غوص1

ولكنه سأل هل أنت متأكدة أجبته بالطبع لا ولكن بينما أنا في المستشفى تلقيت اتصالا يهددني أن أبتعد عن الذهب ولو رجعت لنفس المكان سوف يقتلونني وبعدها تلقيت مكالمة أخري يريد محادثتي بشأن الذهب وحددنا ميعاد المقابلة بعد يومين.

وذهبنا في الموعد المحدد وعقدنا اتفاق مع هذا الرجل أن يوفر لنا كل الإمكانيات التي نحتاجها حتي نصل للذهب مقابل نسبة عشرة ب المئة .

استمرار الغدر

حددنا ميعاد لبدء البحث عن الذهب وفي اليوم الثالث وجدنا سبيكة ذهبية وفي اليوم التالي اتفق هذا الرجل مع أحمد أن يقتلني مقابل أن يزيد نسبته المدهش حقاً موافقة أحمد.

وهنا سأله الرجل ولكن كيف نقتلها؟ قال أحمد اترك لي هذه المهمة قال الرجل هل أُعيرك سلاح لقتلها؟ ضحك أحمد و قال ان القتل في المياه أسهل مما تناولته الأفلام ببساطة إنها لا تتحمل العمق الشديد و سوف أفرغ أسطوانة الهواء خاصتها و ترك نسبة قليلة بها.

ساعة الانتقام

متوجهين نحو الذهب في طائرة غارقة وفي لحظة سهو منه قيدت قدمه بسلسلة حديدية طرفها الأخر معلق بجسم الطائرة وأغلقتها بقفل و كنت قد بدلت أسطوانة الهواء خاصته بأسطوانتي وبعدما ابتعدت استوقفني هل أنا قاتلة؟ لم أحسب حساب وغزة الضمير هذه ولم أحضر مفتاحاً للقفل .

Image غوص4
توترت وصعدت ثانية لطلب العون و أخذت ما يمكنني من قطع سلسلة الحديد و كنت أزوده بأسطوانات الهواء اللازمة لإبقائه علي قيد الحياة خلال محاولتي لقطع السلسلة و ما أن قطعتها حتي حاول قتلي وسحب قناع الغطس من علي وجهي و لكني نجحت في النجاة منه مرة أخري .

انقلاب الغدر علي الغادر

وصلنا للشاطئ أمرتهم أن يحلوا وثاقه ويتركوه يذهب ولكنه انتظرني عند خروجي ليصدمني بسيارته ولكن أنقذني أحد المارة وانقلبت به السيارة و لهذا دخل المستشفى وفقد قدمه اليسرى.

وهنا سأل المحقق و ماذا عن الذهب ؟وكيف ساعدك هؤلاء الرجال و قد أرادوا قتلك أصلاً ؟ ضحكت أميرة وقالت هؤلاء الرجال استأجرتهم لفعل هذا وطلبهم من أحمد قتلي كان لأنني لرغبتي في معرفة كيف خطط لقتلي وأتأكد من ذلك وتألمت حينما وجدته مستعداً لقتلي مرة ثانية.

رد المحقق قائلاً قد يستحق زوجك القتل و لكنك لا زلتي مدانة في نظر القانون قالت أميرة مدانة بأية تهمة؟ قال المحقق تهمة القتل العمد لزوجك .

اعتراف أميرة بالحقيقة

سيدي المحقق أنا أتمني لو أني أمتلك القدرة علي القتل لقتل هذا الرجل و لكني بالحق وجدت القتل صعب جداً ليس بالسهولة التي يتعامل بها أحمد معه .

سيدي المحقق إن الزجاجة التي كانت في يدي ما هي الا مسكن قوي يُدخله في النوم لساعات كي لا يشعر بألم بسبب البتر ولكني أردت أن أسمعه حين يعرف أنه يفصله عن الموت لحظات وإنه سوف يموت علي يد زوجته التي حاول مراراً و تكراراً قتلها.

ليتني أستطيع الانتقام ولكني للأسف أضعف من أن أنتقم ،تهمتي الوحيدة اليوم تهمة لا يعاقب عليها القانون وهي ثقتي في من عشقت.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *