أسماء سورة فصلت عند أهل العلم وفضل تلاوتها

Dina Magdy

سورة فصلت هي إحدى السور القرآنية الواقعة في الجزء الرابع والعشرون من المصحف الشريف، وهي السورة الحادية والأربعون، وقد نزلت هذه السورة المباركة في مكة المكرمة بعد نزول سورة غافر وهي بذلك السورة الحادية والستون وفقا لترتيب نزولها على سيدنا النبى محمد صل الله عليه وآله وسلم.

أسماء سورة فصلت

سورة فصلت إحدى سور الحواميم وهي السور القرآنية التي بدأت بالحروف المقطعة حم وهذه السور تدل على عظمة وإعجاز القرآن وفي ذلك تحدى للمشركين المكذبين بعظمة القرآن الكريم، تحتوى هذه السورة على سجدة للمولى عز وجل وهي تقع في الآية الثامنة والثلاثون من السورة، تابع معنا المقال لمعرفة فضل تلاوة سورة فصلت.

فضل تلاوة سورة فصلت

سبب تسمية سورة فصلت

وقعت كلمة فصلت في الآية الثالثة من السورة وذلك لقوله تعالى كتاب فصلت آياته والمقصود بالكتاب هو القرآن الكريم، ولهذا أطلق على هذه السورة العظيمة اسم سورة فصلت كما أطلق على هذه السورة اسم حم السجدة نظرا لأنها إحدى سور الحواميم واقترنت عبارة السجدة بكلمة حم فهي تحتوي على سجدة لله عز وجل كما ذكرنا من قبل، وجاءت تسميتها باسم حم السجدة حتى تتميز عن غيرها من سور الحواميم، كما أطلق عليها أهل العلم سورة المصابيح وذلك لقوله تعالى (1)

سبب نزول سورة فصلت

روى عن ابن مسعود أن السبب في نزول هذه السورة هو رجلان من قريش قال إحداهما للآخر أن الله عز وجل سمع جزء من حديثنا ولم يسمع البعض الآخر، ولهذا نزلت هذه السورة سبحانك يارب لا يخفى عليك شئ في الأرض ولا في السماء ويمكنكم أخواتي في الله أن تقرأوا الآية التي أنزلها الله عز وجل(2).

فضل تلاوة سورة فصلت

فضل تلاوة سورة فصلت

نزلت سورة فصلت على سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم في مكة المكرمة، وقد وصف ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه سورة فصلت بأنها ثاني سور الحواميم نزولا على سيدنا رسول الله صل الله عليه وآله وسلم، وقد تناقل البعض أن تلاوتها لها فضل عظيم ولكن جميع الأحاديث الواردة في فضل تلاوة سورة فصلت قبل النوم أحاديث ضعيفة ليس لها سند ومن أشهرها أن أبواب جهنم تغلق بتلاوة سور الحواميم حيث تقف كل سورة على أحد الأبواب تمنع قارئها من الدخول إليها(3).

وقد روي في فضل سورة فصلت أن سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم قرأها على رسول قريش إليه وهو عتبة بن ربيعة، فقد أرسلهم قوم قريش إلى سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم حتى ينصرف عن دعوة الناس إلى الله عز وجل، دخل عتبة بن ربيعة على سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وعرض عليه المال الوفير حتى يكون أكثر قوم قريش غنى وعرض عليه السلطة والملك وحينما أنهى حديثه قام سيدنا رسول الله صل الله عليه وآله وسلم بتلاوة سورة فصلت عليه (4).

فضل تلاوة سورة فصلت

ما ورد في المقال من آيات واحاديث

(1) قال الله تعالي :“فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ”

(2) قال الله تعالى : ( وَمَا كُنْتُم تَسْتَتِرُونَ أنْ يَشْهَدَ عَلِيْكُم سَمْعُكُمْ ولاَ أَبْصَارُكُمْ ).

(3) حديث ضعيف لا سند له “أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان لا ينامُ حتَّى يقرأَ “تبارك” و “حم السجدةَ” ، وقال: الحواميمُ سبعٌ، وأبوابُ جهنَّمَ سبعٌ، يجيءُ كلُّ “حم” منها تقِفُ على بابٍ من هذه الأبوابِ، فتقولُ: اللَّهمَّ لا تُدخِلْ من هذا البابِ من كان يؤمِنُ بي ويقرؤُني”.

(4) “أَرْسَلَتْ قريشٌ، عُتْبَةَ بنَ ربيعةَ -وهو رجلٌ رَزِينٌ هادىءٌ- فذهب إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقولُ: يا ابنَ أَخِي، إنك منا حيثُ قد علمتَ من المكانِ في النسبِ، وقد أَتَيْتَ قومَك بأمرٍ عظيمٍ فَرَّقْتَ به جماعتَهم، فاسمَعْ مِنِّي أَعْرِضْ عليك أمورًا لعلك تقبلُ بعضَها. إن كنتَ إنما تريدُ بهذا الأمرِ مالًا جَمَعْنا لك من أموالِنا حتى تكونَ أكثرَنا مالًا، وإن كنتَ تريدُ شَرَفًا سَوَّدْناكَ علينا فلا نَقْطَعُ أمرًا دونَك، وإن كنتَ تريدُ مُلْكًا مَلَّكْناكَ علينا، وإن كان هذا الذي يأتِيكَ رِئْيًا تَرَاه لا تستطيعُ رَدَّه عن نفسِك، طَلَبْنا لك الطِّبَّ، وبَذَلْنا فيه أموالَنا حتى تَبْرَأَ؛ فلما فرَغَ قولُه تلا رسولُ اللهِ -عليه الصلاةُ والسلامُ- صَدْرَ سُورَةِ فُصِّلَتْ:”حم* تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم* كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ* بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ* وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ* قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ* الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ”.