متى تنتهى الحياه الزوجية والانسحاب منها ؟

تشكل العلاقات جزءً كبيرًا من حياة الإنسان وكينونته الاجتماعية بشكل عام، لا سيّما علاقة الزوجين، فهي التي إن صحت وتقوّمت كان لها أثرها البالغ في استقرار حياة الفرد وبالتالي انعكاس هذا على مختلف أمور الحياة، وعلى الصعيد الآخر وُجدت بعض المعايير والإطارات التي إن خرجت عنها حدود العلاقة، وجب انتهائها أو الانسحاب منها، حتى لا يتفاقم الأمر لعواقب نفسية، اجتماعية وأسرية وخيمة.

متى تنتهى الحياه الزوجية

إنه لأمر طبيعي في أي علاقة أن تمر بفترات هبوط وصعود، خاصةً علاقة الزوجين، فلن تكون دائمًا على خير ما يرام، كما لن تكون أيضًا في حالة من التوتر باستمرار

فالأمر منوط حول مدى تفاهم الزوجين معًا وطريقة التواصل بينهما ومحاولات كلاهما في عيش حياة أكثر هدوءً وسكنًا ومفعمة بصنوف الود.

لذا أن استشعر طرف أن الأمر كله منوط حوله فقط، وما يقدمه دون محاولة الطرف الآخر لبذل أي جهد لتجنب توتر العلاقة أو حل مشاكلها، فإن تلك تكون البداية الفعلية في انتهاء العلاقة الزوجين، فما العلاقة الزوجية إلا بناءً مؤسسًا على المشاركة

لا يمكن استمرارها على جهود طرف واحد، حيث إن هذا الطرف تمكن داخله طاقة محدودة’ ما إن تنتهي في سبيل ترميم العلاقة، فيُفقد محركها الفعلي، وبالتالي انتهائها.

فهو أمر مستنزف، ليس من الطبيعي أن يرضى به أحدًا، فبإرضائه هذا فإنه يعلن تنازله عن حقوقه، وبالتالي يصبح مطالبًا بواجبات ليست من حده، هذا بجانب عوامل عدة توضح بالتفصيل، متى تنتهي العلاقة الزوجية ومتى يجب أن أتوقف وأقول لا يمكن الاستمرار في تلك العلاقة.

مؤشرات انتهاء العلاقة الزوجية

إن لكل علاقة منهاج ومنوال تسير وفقه، ما إن يتم قطعه وسير كل طرف في طريق مغاير عن الطرف الآخر فما هي إلا بداية النهاية، إلا في حالة تمسك الطرفين في مرحلة ما ببارقة من الأمل لاستعادة وترميم ما تم تكسيره وسدّ الفجوة لدى كل منهما، وإن من أبرز المؤشرات التي تنوّه حول أن العلاقة بدأت تتسلل لسراب الانفصال:

ضعف الاتصال العاطفي

إن أساس أي علاقة صحية منوطًا حول الاتصال العاطفي بين الطرفين وانفتاحهما على بعضهما البعض وعدم التردد أو الخوف من مشاركة الأفكار والآراء، لذا إن كنت تفكر كثيرًا قبل مشاركة ما يدور في ذهنك، فإن هذا دليل أنك لم تعد ترغب في اتصال أكثر عمقًا مع شريكك.

هذا بمصاحبة عديد من الإشارات الأخرى، كتوقف المزاح المعتاد بينكما، عدم الحماس للدخول معه في أي نقاش أو محادثة غير الحديث الروتيني المعتاد، فهنا يعتبر “ريّ العلاقة”قد توقف مما يشير أن أوراقها الخضرا ستذبل وتبدأ في التساقط رويدًا رويدًا، ويمر الشريكان بالأمور التالية:

• تجاهل المشكلات بينهما، وعدم الرغبة في الحديث عنها، وتفضيل عدم رؤيتها، كمسح التراب تحت السجاد.
• مجرد محاولة الحفاظ على السلام فقط بينكما، قد يكون علامة أن العلاقة تجاوزت الحافة.

المواجهة والجانب العدواني بين الطرفين

إذا أردت أن تعرف متى تنتهي العلاقة الزوجية، فإن ظهر يظهر جليًا حينما يكون الجانب العدواني هو المسيطر بين الطرفين وطريقة التواصل الشائعة بينهم، حيث يتعاملان مع خلافات مستمرة ولا يرغبان في إصلاح الأمر بينها، أو أن يحاول طرف منهما إثارة شكوك الآخر أو التقليل من مشاعره أو السخرية منها ورفضها، مما يؤدي للشعور بالإحباط جراء العلاقة، وانعدام الثقة والاحترام بين الطرفين.

نضوب العلاقة الجسدية

إن ممارسة العلاقة بين الزوجين هو لمن أول الأمر الداعم ة للعلاقة بينهما، وتنقل كافة أشكال المحبة والود كما تدعم التواصل بينهم، فإذا ما زلت تجد شريك حياتك جذابًا لكن مستوى العلاقة ينحدر، فقط تحتاجون إلى دافع، أما إن وصلت لمرحلة عدم الاهتمام بشريكك على الإطلاق

أو لا ترغب في ممارسة العلاقة معه، فإن ذلك يشير أنه يجب مراجعة العلاقة جيدًا وما يحدث بينكما ومواجهته، إما هذا أو إن الانفصال سيكون الخطوة المنتظرة.

تزعزع الثقة

إن الثقة هي أساس بناء أي علاقة، فإن انعدمت تلاشى معها معنى العلاقة، فإن فتح مجال الشك وعدم اليقين بمدى مصداقية الطرف الآخر فإن هذا الشك سيظل ينمو مصاحبًا لمشاعر أخرى ضارة بالعلاقة كالقلق والخوف وعدم الارتياح العام بشأن العلاقة مما يمنعك أن تكون منفتحًا فيها بشكل طبيعي، وكل هذا ينهش في العلاقة من الداخل، والحل هنا لا يمكن في التركيز على الثقة فقط، بل ما أدى إلى انهيارها من بادئ الأمر.

عدم دعم الطرفين واختلاف الأهداف

إن اختلاف الأهداف ومرامي العلاقة واحدًا من أهم الأسباب التي يجب أخذها في الاعتبار، فمتى نشبت في العلاقة بدأ العد التنازلي لانتهاء العلاقة

ولا يرجع هذا إلى مقدار الحب الذي يكنه كل طرف للآخر على قدر مدى الاهتمام ببعضهما البعض ودعم كلٍ منهما للآخر في الوصول لأهدافهما في الحياة

والتي تكون مرتبة من خلالهما معًا، فإذا أراد كل طرف منهما مسار مختلف للعلاقة، لن يتلاقا ولن تتشابك سعادتهما معًا كزوجين.

اطلع على:  اضرار عدم ممارسة العلاقة الزوجية فترة طويلة

عدم تخيل المستقبل

إن ما يعزز من وصال الحياة الزوجية واستمرارها بشكل صحي وفعال هو الرؤية المشتركة للمستقبل، وكيف يخططان له معًا كزوجين، وكيف يحبان أن تسير علاقتهما ووضع الخطط التي يسيرون وفقها سواء في النطاق الاجتماعي، المادي، العملي والمعيشي وما إلى ذلك.

لذا إن غابت تلك الرؤية وتزعزع شكل مستقبلهما معًا جراء تخيل كل منهما مستقبلة بشكل مختلف تمامًا عن الآخر بل وقد لا يتضمن الآخر من الأساس، وهنا انتهاء الحياة الزوجية بين أول الاختيارات المتاحة في أول مشكلة تتصاعد.

اطلع على:  علاج أهم المشاكل الزوجية للرجال

إرشادات هامة قبل إنهاء الحياة الزوجية

ليس بمجرد معرفة متى تنتهي الحياة الزوجية ومؤشرات حدوث هذا أن الأمر يكون انتهى بالفعل، بل قد يكون مجرد تحذير أو إشارة لمراجعة فحوى العلاقة وما يدور بها ورؤية الأمور بنظرة مختلفة، وإن كان يوجد فرصة لتغيير بعض الأمور وعود مجرى العلاقة إلى مسارها، ومما يساعد على هذا اتباع الإرشادات الآتية:

قضاء الوقت بشكل منفصل

فقد يكون كل طرف يحتاج إلى وقت للتفكير دون أي ضغط أو مشاحنات، على الأقل لأسبوع أو أسبوعين، مع توضيح الأمر أن العلاقة لا زالت مستمرة، لكن بفرق ألا تتحدثا تمامًا ولا على الهاتف أو المراسلة، فتظهر نتيجة الانفصال التجريبي أهمية تواجدكم معًا ومدى تقديركما للعلاقة.

قد يكون الأمر صعبًا بالبداية جراء العادة، لكن إن شعرت فيما بعد بالسلام النفسي دون الشخص الآخر فإن هذا دليل أن الانفصال هو الخطوة الأصح لعلاقتكما

أما إن ظهر العكس وشعرت بالاشتياق وظللت تراجع نفسك أنك قد تكون أخطأت أيضًا وليس الطرف الآخر فقط، فهنا تكمن بداية خيط لإرجاع العلاقة لمسارها.

اطلع على:  متى تغتسل المرأة بعد العلاقة الزوجية

هل العلاقة تستحق؟

أثناء قضاء الوقت بشكل منفصل فلا بد من التساؤل أول شيء إن كانت العلاقة تحتاج إلى الإبقاء عليها، وتقييم الذات وما نبع منها من تصرفات، وبعض العلامات الأخرى التي تستجدي التفكير فيها، منها:

• هل يوجد قيم واعتقادات متماثلة تتشاركان فيها كزوجين، لا سيّما الأخلاقية والروحية.
• هل الثقة مشتركة.
• هل تفضل الهروب من المسؤولية مع مواجهة مشكلة.
• هل المشاكل الصحية أو المادية أو النفسية أتت مباغتة وأثرت على العلاقة بشكل سلبي؟ هل تركتما فرصة للضباب أن ينجلي؟
• هل أصبح لكل منكما حياة خاصة، وبدأتم الشعور بالغربة عن بعضكما البعض.

اطلع على:  متى تكون الحياة الزوجية في خطر

رؤية منظور مختلف

من المهم طلب رأي أحد الأشخاص المقربين الذين يتسمون بالهدوء والحكمة، ومعرفة كيف يرى علاقتكما معًا من وجهة نظره

ومن ثم يجب رؤية الأمور بشكل موضوعي من خلال كتابة إيجابيات وسلبيات الحياة الزوجية لك، وأي الكفتين تطغى، وبناءً على هذا يكن القرار.

اطلع على:  أسباب الخيانة الزوجية في علم النفس

الوقت الصحيح

عدم إنهاء العلاقة في وقت الغضب، حتى وإن كانت غير جديرة بالحفاظ عليها فلا بد من انتظار اللحظة المناسبة، حتى يكون كل طرف هادئ

للوصول لنقطة فيما بعد تشعر كلٍ منهما بالسلام النفسي وتقبل الأمر، حيث يتم أخذ القرار بعد التفكير اللازم في الأمر، والتحدث والاتفاق بين الطرفين بشكل عقلاني وهادئ.