متى يموت الانسان وهو على قيد الحياه ؟

منال حجازي

إن في الجسد مضغة، إذا صلحت تلك المضغة صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، فالحياة لا تعني النفس الذي يدخل ويخرج من الرئة فقط، فالقلب وهو هذه المضغة، وهو معنى الحياة الحقيقة، فإذا كان القلب عامر بحب الله فإن الانسان يحي به، أما إذا فرغ من الخوف من الله، فهو ميت وهو على قيد الحياة

متى يموت الانسان وهو على قيد الحياه

قد يكون هذا السؤال غريب بعض الشيء، كيف إنسان على قيد الحياة، وهو ميت، والإجابة بكل سهولة، عندما يفقد المعنى الحقيقي للحياة، يعيش مغيب الإحساس والعقل، لا يدرك قيمة الوقت الذي يعيشه، فهو روح ميتة في جسد حي.

الموت بالمعنى المتعارف عليه، أن يخرج الروح من الجسد، ويتوقف القلب عن النبض، ثم يتحول لهيكل بلا حراك، ولكن الموت المعنوي لروح الإنسان، له علامات أخرى، وهي:

  • لا يشعر بالفرحة والسعادة الحقيقية، يكون متبلد المشاعر لا يشعر بالحزن لأي أحزان تحيط به، ولا تدخل الفرحة قلبه بسبب مناسبات سعيدة له من تحقيق نجاح أو غيره.
  • الشعور باللامبالاة، فهو لا يكترث لأمر أي أحد، لا يشعر بحدوث أي تغير، لم تعد هناك أي اهتمامات تثير الانتباه بالنسبة له.
  • مرر الأيام والشهور والسنوات بلا حراك، لا يشعر بها، فهي تمر سريعا، يفيق بين كل مرحلة ومرحلة، لينظر في المرآة لا يعرف نفسه، فقد تغير شكله، وتغيرت معالم الحياة حوله.
  • عدم الإحساس بالرضا، فهو شخص ساخط، فقد يكون معافى من الأمراض، ولكن لا يدرك قيمة ذلك، فهو تعيس طوال الوقت، لا يستطيع صناعة السعادة له.
  • ليس له أصدقاء ولا أي شخص يمثل قيمة له، أو عزيز لقلبه، لا يهمه ما يحدث لمن حوله، وقد يكون غير مكترث لنفسه كذلك.
  • لا يتقدم في حياته، واقف في مكانه، لا يواكب الجديد، ولم يعد يتذكر القديم.
  • نسي الضحكة والدمعة معًا، متجمد الإحساس، لا يستطيع تمييز الحالة النفسية أو المزاجية له.
  • ليس لديه آمال أو أهداف، لا يفكر في عمل جديد، وليس لديه عمل قديم يسعى لتطويره.
  • مهمل في صحته ومظهره، وجميع تفاصيل حياته.
  • الشعور بوهن القلوب، وهذا الأمر حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم، من إصابة الامة بوهن القلوب في نهاية الزمان حين يصبحون مثل غثاء السيل.
  • غياب خشية الله، وقلة التماس عظمته في الحياة حوله، فإذا نظر الإنسان في نفسه، سوف يشعر بفضل الله عليه ويسعد لبقائه آمن سالم من كل شر.

متى يموت الانسان وهو على قيد الحياه

اطلع على:  مفهوم الاحتراق الذاتي وأسباب حدوثه لدى الانسان

ما هي الحياة الحقيقة

الحياة الحقيقة هي حياة الروح والجسد، لا شك أن الصحة نعمة من الله عز وجل، وحيث يستيقظ الإنسان بعد نوم عميق، معافي يستقبل يوم جديد، فهو بالفعل ينعم بحياة الجسد، وإذا حمد الله عز وجل وشكره على هذا، فهو ينعم بحياة حقيقية كاملة.

ليس كل من يمشي، ويتحدث ويأكل حيًا فعليا، وينعم بحياة حقيقية، فقد يكون هناك إنسان معافى وغني وجميل الشكل، وكل ما يحتاجه يجده، ولكن لا يشعر أنه يعيش، من يعيش حقا وهو من ينعم بالآتي:

الشعور بالموت

  • يعيش حياته يؤدي حق الله والعباد، لا يظلم أحد ولا يترك فرض الله، يساعد من يحتاج للمساعدة، ويقول كلمة حق لإنصاف مظلوم، فهو ينعم برضا الله، ويحي روحا وجسدًا.
  • غنى النفس، وهو أهم من غنى المال، فكم من فقير يستعفف ليعفه الله، ويغنيه عن العباد ، وكم من غني، فقير الروح والنفس، يذل الله نفسه ويدخل الخزي لقبله.
  • حب الناس، لابد أن تحب من حولك، تتمنى لهم الخير، تسعد لسعادتهم، تكره الشر لهم.
  • الصيام والقيام، وذكر الله، تلك العبادات هي التي تشعر القلب بالمعنى الحقيقي للحياة، حين يقف الإنسان بين يدي خالقه، فهو يزيل عنه جبال من الهموم، ويقبل على الحياة بصدر رحب.
  • التوبة والاستغفار ، كل بني آدم خطاء، والله عز وجل أهل للمغفرة، فالبعد عن جلد الذات ، وطلب عفو الله وغفرانه يجعل القلب مقبل على الحياة، يتعشم في قادم أفضل.

اطلع على:  ما هو اسم اقصر عظمة في جسم الانسان

المؤثرات التي تجعل الحياة بلا معني

الأطفال يعيشون بالفطرة، يضحكون ويلعبون في سن الطفولة، لا يكترثون بما يدور حولهم، وبما سوف يحدث غدًا، لكن يكبر كل طفل، ومنهم من يعيش الحياة بمعنى الكلمة، في حين أن الآخر يعيش أجوف بدون، وهذا يرجع في الغالب إلي:

  • الظروف القاسية، مثل فقدان الوالدين منذ الصغر، وتجرع مرارة اليتم، أو الفقر المدقع، أو التعرض المتكرر للنكبات والأزمات.
  • قلة الإيمان بالله عز وجل، وترك التوكل عليه، مما يجعل الإنسان يفقد الشعور بلذات الحياة، ولا يدرك ما يحظى به من نعم.
  • إسناد مهام مجتمعية أو وظيفية تفوق قدرات الشخص، فيكون مضغوط دائمًا، لا يشعر بالراحة وهناء البال.
  • قلة القدرات والمواهب، فهناك العديد من الفروقات الفردية بين البشر، الناس تولد تقريبا بنسبة ذكاء متساوية، ولكن تشاء الأقدار أن يكون منهم العالم، ومنهم الفاسد الذي يدمن المخدرات، وتكون حياته فارغة تضر الآخرين.
  • الغربة، حين يعيش الإنسان بعيد عن أهله وأرضه، فيحس بأنه بلا جذور لا ينتمى لمن حوله.
  • وجود إعاقة أو مرض مزمن، يعيق ممارسة الحياة بشكل طبيعي.
  • الفراغ، حيث لا يكون للإنسان هدف أو عمل يشغل به وقته، فلا يوجد ما يفكر فيه، ويخطط له، فيعيش مثل البهائم، يأكل وينام، فهو ميت على قيد الحياة.
  • كثرة الذنوب والمعاصي المحيطة به، فمن ينشأ في بيئة كلها فحش وفساد، يتعود على المعاصي ويحرم من نعمة طاعة الله ورضاه.
  • الجلد الذي ينبت من الحرام فالنار أولى به، فمن يعيش على أكل مال اليتامى، والسرقة والنصب، يحرم من لذة العيش الحلال.
  • رفض المجتمع، لاختلاف الطباع أو العرق، الشعور بنبذ المحيطين بأي شخص، يدفع إلى الحزن وكره الحياة، التي يحيها فيها فقط لأن ما زال هناك له في الدنيا أيام.

اطلع على:  كم عدد الغدد في جسم الانسان

كيف يمكن التغلب على الشعور بفقدان معنى الحياة

في سياق الحديث حول متى يموت الانسان وهو على قيد الحياه لكي لا تعيش بجيد بدون روح، لابد من سلك الطريق السليم للوصل إلى حياة سوية هادئة، وهذا يكون فقط من نصيب من سلم قلبه ونجا بفطرة سليمة بعيدة عن الانحراف، ولكي تكون من هؤلاء سعداء، عليك باتباع التالي:

علامات يرسلها الله قبل الموت

  • حفظ الله في السر والعلن، والابتعاد عن المحرمات، فقد يزين الشيطان للإنسان طريق المعصية، وحين ينغمس فيه، يتركه يتعذب بنار المعصية، التي تمحى طعم الراحة من حياته.
  • البعد عن اليأس، وأخذ جميع الأمور من زاوية إيجابية، فهذا يرفع المعنويات، ويشحذ الهمم للتقدم والمضي في طريق النجاح، الذي يكون مليء بالسعادة.
  • الرضا بالقضاء والقدر، الذي يهون الوقوع في المصائب ، ويجعلها تمر دون حفر الحزن والألم في النفس، لتعيد النشاط وتجدد العزيمة بعد كل كبوة.
  • إحاطة النفس بأصدقاء حقيقيون، يتمنون الخير للرفيق، ويمنعونه من الزلل، يدعمونه في الشدة، ويفرحون له في النجاح.
  • مرضاة الأهل، وخاصة الوالدين، وقد جعل الله لصلة الرحم منزلة عالية، وشبه من وصل رحمه كأنه وصل ذاته العليا.
  • وضع هدف دائمًا للوصول إليه، وعند بلوغه، نضع هدف أكبر، وهكذا حتى تكون الحياة مليئة بالنجاحات التي لا تترك مكان للحزن الذي تشيخ منه القلوب.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *