لماذا السماء زرقاء وكيف تبدو على الكواكب الأخرى

قد أبدع الله عز وجل في خلقه لجميع المخلوقات، منها بالطبع خلق السماء والأرض، اللذان يفوقان عظمة خلق الإنسان نفسه الذي منحه الله الكثير من النعم وميزه بالعقل وسخر له جميع المخلوقات، ورفعه إلى أعلى درجات العلم، ولكنه قد يعجز أمام تفسير أبسط الظواهر مثل لون السماء وهبوب الرياح.

لماذا السماء زرقاء ؟

عندما ننظر إلى السماء نراها دائما باللون الأزرق، فهل هي فعلًا ملونة بهذا اللون، أما هناك أسباب تجعلها تبدو للناظر باللون الأزرق، لمعرفة الإجابة لابد من فهم الطريقة التي يمر بها ضوء الشمس، كما يتضح فيما يلي:

• الضوء ينتشر في جميع الاتجاهات يصطدم مع جزيئات الهواء الجوي.
• يستقر اللون الأزرق في الطيَف الأقوى، وهذا يما يميزه عن الألوان الأخرى.
• ولكن إذا ابتعدنا عن الغلاف الجوي فإن السماء تبدو باللون الأسود.
• ويرجع هذا السواد إلى انعدام الضوء، فإذا لم يكن موجود فلا يكون أمام عينيك سواء الظلام الحالك.
• اكتشف اللورد رايلي أن الألوان التي لها طول موجي أطول التي تقابل الطيف الأحمر قوتها أقل من موجات اللون الأزرق والبنفسجي.
• وحيث أن الشمس تصدر أمواج بنفسجية، يتخللها اللون الأزرق، الذي تكون أعيننا أكثر حساسية له، فالسماء تظهر للناظرين باللون الأزرق.
• أما في حالة انخفاض الشمس في الشروق والغروب تبدو السماء حمراء.

ما هو لون السماء الحقيقي

وجود الغلاف الجوي هو الذي يبعثر طيف الشمس، ويقسمه لألوان الطيف التي يمكننا رؤيتها، ولكن اللون الحقيقي للسماء هو اللون الأسود، وهذا في حالة انعدام الضوء.

ومن المحتمل أن تكون عديمة اللون، كما أن اللون الأزرق الذي نراه، يدخل فيه ظهوره مكونات الغلاف الجوي للأرض، لذا فإن سكان الأرض يرون الشمس بلون مخالف للونها الطبيعي.

ما هو لون السماء في القرآن

السماء تشمل النجوم والشمس والقمر والكواكب، ولكن في اللغة لها عدة معاني فهي سماء العلم، وقد تطلق على السحب، وفي القرآن الكريم يتم دائما ذكرها مع ذكر النجوم الشمس والقمر.

لكن بالنسبة للونها، فهل تطرق علماء الدين للبحث عنه:

• ذكرت السماء في القرآن الكريم:

بسم الله الرحمن الرحيم “﴿فَٱرۡجِعِ ‌ٱلۡبَصَرَ ‌هَلۡ ‌تَرَىٰ مِن فُطُورٖ -٣ –ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ-٤-﴾ صدق الله العظيم ^[1]

• تدل الآية على أن عند النظر للمرة الأولى للسماء تبدو زرقاء تظهر بها النجوم والقمر.
• بعد تجاوز الغلاف الجوي تكون سوداء حالكة، حيث يكون حجم الأقمار والكواكب والشمس أيضًا صغيرة، ولولا الشمس الساطعة لكانت ظلال سوداء، كما في قوله تعالى (وَٱلنَّهَارِ ‌إِذَا ‌جَلَّىٰهَا﴾.
• يقول الله تعالى في سورة النازعات ﴿وَأَغۡطَشَ ‌لَيۡلَهَا﴾، ويقصد السماء التي تكون حالكة الظلام.

كيف تبدو السماء على الكواكب الأخرى

الأرض كوكب واحد داخل المجموعة الشمس، فهل لون الشمس في تلك الكواكب نفس لونها بالنسبة للأرض، أما أن الكواكب الأخرى بها سماء خضراء وحمراء، مع العلم ان لونها يتوقف على عاملين، أطياف ضوء النجم والتركيب الكيميائي للغلاف الجوي:

• كوكب نبتون وأورانوس، يحتوي الغلاف الجوي لهما على كمية هائلة من غاز الميثان، التي تشع أطياف زرقاء اللون.
• يحتوي الغلاف الجوي كوكب زحل على بلورات جليدية تحتوي على عنصر الأمونيا، لذا فالسماء التي تغطيه تبدو باللون الأصفر.
• ولكن كوكب المشترى المميز بين كواكب المجموعة الشمسية يحيط به شرائط باللون البرتقالي والبني التي تحيط بغلافه الجوي، بسبب وجود غازات تحتوي على الكبريت والفسفور، وبعض المواد الهيدروكربونية.

اطلع على:  لماذا لا يسقط القمر على الأرض؟

لماذا تكون السماء سوداء في الليل

كان يرى العلماء قديما أن الكون لا نهاية له، وأن هناك الآلاف من النجوم، وهذا الرأي يخالف الواقع، لأنه إذا كان هذا صحيح، لن يكون هناك نقطة واحدة سوداء في السماء.

وكانوا يبررون اللون الأسود للسماء ليلا بسبب تراكم الغبار الكثيف الذي يحجب ضوء النجوم، وهذا الاعتقاد خاطئ أيضا، لأن الغبار المتراكم مع مرور الزمن يكسب النجوم طاقة تزيد من بريقها، ولكن السواد في الحقيقة يعود إلى:

• الكون ليس نهائي، ويرجع إلى نقطة واحدة تمدد منها آلاف المجرات والكواكب.
• بالتالي عدد النجوم محدد، وبما أن جميع أجزاء الكون تتباعد فإن النجوم تفعل نفس الأمر.
• مما يجعل ضوئها يحتاج وقت يزيد مع مرور الزمن، يتفاوت الوقت عبر السنين، فلا يمكن مقارنة سرعة وصول الضوء اليوم وسرعته منذ مليون عام.
• مع الاستمرار في زيادة الفاصل الزمني هذا يضعف الضوء الواصل للأرض حتى يميل للظلام.
• عدد الأجسام الغير مضيئة أكثر بكثير من النجوم المضيئة، فهي تعترض ما تصدره من ضوء وتحجب وصوله للأرض .
• بالتدريج لا يمكن تعويض ضوء الشمس.
• كما أن القمر جسم بارد يصدر لمعان باهت لا يمكنه إضاءة السماء ليلا، لذلك تكون سوداء.

اطلع على:  معلومات عن نيوتن مختصرة في اكتشاف الجاذبية

لماذا السماء زرقاء في مواسم معينة

في وقت النهار يتبعثر الضوء الأزرق، أكثر من الأحمر، أما في الغروب فهو يكون بعيد عن مستوى البصر وبالتالي تبدو السماء حمراء، وعلى الرغم من قصر الطول الموجي للون البنفسجي إلا أن العين تكون أكثر حساسية للأزرق.

ولكن ما سر زيادة تلك الزرقة في بعض مواسم السنة، كما هو الحال في فصل الشتاء، يرجع هذا لعدة أسباب:

• بسبب انخفاض مسار ضوء الشمس في فصل الشتاء، لكون الأرض أكثر انحراف نحو الشمس.
• وبالتالي يكون تبعثر الضوء الأزرق أكثر في هذا الوقت من السنة.
• ارتفاع الرطوبة وزيادة نسبة البخار في الغلاف الجوي يجعل ذرات الأكسجين والنيتروجين تتبعثر خلال قطرات الماء، وهذا ما يطلق عليه تبعثر مى او معامل مى.
• يعمل تبعثر مي على تشتيت أطياف اللون الأزرق بعيد عن الرؤية إلى طبقات الغلاف الجوي الخارجي.
• وبما أن الرطوبة تكون أقل في فصل الشتاء، فإن تبعثر مى يقل، ويزداد تبعثر رايلي.
• لهذا يتميز فصل الشتاء بسماء شديدة الزرقة عن بقية فصول السنة.
• تزداد قوة اللون الأزرق في المناطق الاستوائية، والمناطق المعتدلة المناخ التي تتراوح درجات الحرارة بها من 30 إلى 40 درجة مئوية.

اطلع على:  معلومات عن الشهب والنيازك والمذنبات

هل يعكس المحيط لون السماء

في الغالب عندما ننظر إلى مياه البحار والمحيطات نجد لونها أزرق، في حين أن المياه عديمة اللون، ويتضح هذا إذا اغترفتَ غرفة ماء بيدك، كما أن قاع البحار والمحيطات ليس بأزرق حتى يرجى هذا اللون له.

لا تعكس المياه لون السماء كما يعتقد البعض، والتفسير العلمي لتلك الظاهرة هو:

• تمتص مياه البحار والمحيطات الطول الطيفي للون الأحمر، على الرغم من أنه من الألوان التي لها طول موجي طويل.
• عند سقوط ضوء الشمس عليه، يمتص بعض الفوتونات بطول موجي يختلف عن اللون الأحمر، ينتج عنه اللون الأزرق الذي يتميز بالطول الموجي القصير.
• أما بالنسبة لون البحيرات فأنها لا تأخذ اللون الأزرق بسبب عدم وجود العمق الكافي.

إبداع الله في جعل السماء زرقاء

اللون الأزرق من الألوان المريحة للعين، وهذا السبب في الشعور بالراحة النفسية عند النظر إلى البحر أو السماء الصافية، حيث يطرد اللون الطاقة السلبية، ويبعث التفاؤل للنفس، وهذا من عظمة البديع الخالق.