كيف وصل الهنود الحمر الى أمريكا

جسدت الدراما الأوروبية والأمريكية الهنود الحمر على أنهم قوم متوحشون، يتسمون بالبداية ويتعاملون بكل وحشية مع أي قادم لهم، وبالتأكيد كان هذا القادم الوافد إليهم الذي كان يدعي أنه نقل الخير لبلادهم، هو المستعمر الأوربي الذي استوطن الأراضي الأمريكية، التي هي في الأصل ملك الهنود الحمر.

كيف وصل الهنود الحمر الى أمريكا

السكان الأصليين للأراضي الأمريكية هم الهنود الحمر، فهو كانوا يعيشون بها قبل وصول رحلة الرحالة الإسباني الشهير كريستوفر كولومبوس ، الذي وجدها بيئة خصبة للاستيلاء عليها، والقضاء على الهنود الحمر السالمين المنقطعين عن العالم.

لم يكن يعرف هؤلاء الناس أي شيء عن وسائل المدنية التي وصل لها العالم من حولهم، وتعود أصولهم إلى دول شرق آسيا مثل كوريا والصين، وكذلك سيبيريا من شمال آسيا وكما يلي كانت قصة وجودهم بأمريكا الشمالية والجنوبية:

• كانوا قوم رحالة يرحلون وراء الحيوانات المهاجرة.
• قد وصلوا على أثر حيوان الماموث الضخم الذي انقرض منذ أكثر من 11 ألف سنة.
• وصلوا من خلال عبور مضيق بيرينج الذي كان عبارة عن طريق بري في أبان العصر الجليدي.
• كان يطلق عليهم شعب الفايكنج .
• ثم بدأوا الانتشار لكندا وباقي الأراضي الأمريكية.
• أطلق عليهم الهنود الحمر للتميز عن هنود قارة آسيا، حيث تم اكتشافهم في نفس توقيت اكتشاف الجزر الهندية الشرقية.
• بلغ عدد قبل الغزو الأوروبي حوالي 90 مليون شخص.
• كانوا يعبدون الأوثان، ومنهم من يدين بالمسيحية.
• ولكن بعد دخول الأوروبيين انتقلت لهم العديد من الأوبئة التي قضت على غالبية الهنود الحمر.

الأكاذيب السينمائية العالمية حول الهنود

العالم كله يعرف كولومبوس أنه الرحالة المغوار الذي اكتشف الأرض الجديدة، ونقل لها الحضارة والمدنية، ولكن على الصعيد الآخر صورت السينما وكتب التاريخ السكان الأصليين للأمريكتين وهم الهنود الحمر على النحو التالي:

• يصور لبس الهنود على أنه مصنوع من الريش والجلد، دلالة على البدائية.
• كما أنهم يضعون صبغات وألوان كثيرة على أجسامهم ووجوههم.
• الرقص الهمجي والطبل الصاخب، هو أهم مظاهر احتفالاتهم.
• الوحشية والقتل، والعيش في الأعشاش والكهوف.
• الرقص العدائي الذي ينم عن بنية عقلية عدوانية.
• إشعال النيران والرقص بها.
• إشاعة بعض الأساطير عن معتقدات الهنود لتقديس آلهة مائية تأتي لهم وتخلصهم من أي معتدي، وتعيدهم إلى أراضيهم، وأنهم قد اعتقدوا أن الرحالة الإنجليز تلك الآلهة وشرعوا في تقديم الهدايا لهم.

اطلع على:  ما هي اكبر قبيلة في العالم

جرائم المحتل الأوروبي ضد الهنود الحمر

قد كان الإنجليز يقومون بالغزو لجميع دول العالم من شرق للغرب، حتى أنهى الإمبراطورية البريطانية، وسميت الأرض التي لا تغيب عليها الشمس، وبعد أن وصلوا لأمريكا، بدأت مخططاتهم الاستعمارية.

ولبعد المكان وانقطاعه عن العالم، فكر هؤلاء المستعمرون بالاستلاء على الأرض ومحو آثار السكان الأصليين، وتفننوا في أساليب الإبادة، وقاموا بأفعال شنيعة، التي تعمد الرأي العام الغربي التستر عليها، حيث قاموا:

• بقتل الأطفال والنساء والشباب، كما كان يفعل في العادة عند دخوله أي بلد مستعمر.
• لوثوا آبار المياه، حتى لا يكون لهؤلاء القوم، نسل جديد يطالب بحقه في يوم من الأيام.
• ذبحوا الطيور والماشية، وحرقوا الأراضي الزراعية والبيوت.
• قاموا بمعاهدة سلام زائفة، وأمدوا الهنود بأغطية حاملة لأمراض عديدة قادرة على حصد آلاف الأرواح منهم في وقت قصير، صنعت خصيصًا من مصانع الأوبئة الإنجليزية لهذا الغرض.
• الإعلان عن مكافآت ضخمة لمن يحصد أكبر عدد من رؤوس الهنود الحمر، ووضعوا تسعيرة لرأس الرجل تختلف عن سعر رأس المرأة أو الطفل، حيث بلغت قيمة رأس المرأة 50 جنيه استرليني.
• إقامة حفلات يتم فيها سلخ رؤوس الضحايا ببطيء، حتى يستمتع الحضور بتلك الجريمة البشعة تجاه السكان الأصليين.
• انتهازًا لجهل الهنود وسلامة نيتهم، أقترح توقيع رؤساء القبائل على وثيقة لا يعرفوا أنها تنص على حصرهم في محميات لا يوجد بها أي وسائل للإعاشة وعدم الخروج منهم.

اطلع على:  تقرير السياحة في ولاية اوريغون الامريكية

حقيقة الثقافة لسكان أمريكا الأصليين

ليس الهنود الحمر في الحقيقة بالهمجية التي تظهر في أفلام السينما، بل لهم ثقافة وتاريخ، وهم من الشعوب السالمة والطيبة، ولم يكونا يسفكون الدماء، بل في الحقيقة هم:

• أهل حضارة تعلموا الزراعة والحرف وزرعوا محاصيل عديدة في الأراضي الأمريكية.
• كانوا يحترمون المرأة ويقدرونها، في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تعالم النساء على أنهم جواري تباع وتشترى.
• كانت حافلاتهم ورقصاتهم لها دلالات ثقافية خاصة بهم، وليست فارغة من المحتوى كما يصورها الغرب الآن.
• لهم معتقدات دينية، ومنهم من يدين بأديان سماوية.
• تعلموا صيد الأسماك، وطرق حصد المحاصيل المختلفة
• تعلموا العديد من الحرف التي ساهمت في توفير حياة مناسبة وحضارية في ذلك الوقت.

اطلع على:  هل تعلم عن الولايات المتحدة الأمريكية قصير ومفيد

نساء الهنود الحمر

غالبًا ما يكون حظ السكان الأصليين في أي مكان أقل في كل شيء، عن من هم جاءوا وسلبوا منهم الأرض وتملكوا كل شيء، وبالتأكيد تكون النساء أسوء حظا، وهذا لسان حال نساء الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر دول العالم حتى الآن.

وقد أعلن أخر مؤتمر دولي لشئون نساء السكان الأصليين عن قلقها بشأن هؤلاء النساء، وكشفت عن معاناتهم التي تتلخص في:

• يهرب العديد منهم من مواطنهم للبحث عن فرص حياة أفضل، ولكن يصدمن بالمزيد من العنصرية وقلة الفرص.
• نساء السكان الأصليين تعاني من فروقات اجتماعية وعرقية، والتميز بسبب اللون.
• العنف الجنسي، بسبب غياب القوانين الرادعة التي تحمي المرأة في تلك المجتمعات.
• قلة المشاركة السياسية، مما يجعلهم لا يشاركون القيادات السياسية في اتخاذ قرارات مصيرية بشأن وضعهم في البلاد.
• عدم توفير الرعاية الطبية اللازمة للسيدات وأطفالهم، حيث يكون العلاج من حقهم في نهاية المطاف، بعد بقية أقرانهم من سكان نفس البلد الي يعيشون، على مرتبة مواطن درجة ثانية.
• الفقر الشديد، والاجبار على ترك المسكن، إذا قررت الدولة تحويله إلى منشأة أو مشروع ما.

اطلع على:  ما هي عاصمة الإكوادور

الهنود الحمر اليوم في أمريكا

يعيش السكان الأصليين في قبائل، يصل عددها الآن حوالي 565 قبيلة، وهي تمثل ما يقرب عن 1.5% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية.

ثارت القبائل في أمريكا ضد المستعمر، بعد أن تعرض غالبية الهنود للإبادة من قبل الإنجليز، ولكن حتى بعد طرد المستعمر لم يعودوا أهل البلد الأصليين، بل كانوا يعاملوا بكل حرص، من خلال بعض التحفظات:

• أن يمثلوا عرق أو عنصر بعينه بخلاف المواطنين العاديون، ومن ثم تبدأ عملية اندماجهم في المجتمع الأمريكي.
• انتشار الأمريكان الغربيين في كافة الأراضي، مما قلص مساحة أراضي السكان الأصليين.
• تهجير بقية القبائل إلى مستعمرات غرب نهر المسيسبي وفقدهم أوطانهم الأصلية، بسبب النزاعات القبلية التي نشأت فيما بينهم، مما أدى إلى إصدار قانون “إزالة الهندي” من قبل الكونجرس الأمريكي في عام 1830 .
• اعتمدوا النظام الأوروبي المتحدث عن طرقهم البدائية في الزراعة باستخدام الآلات التكنولوجية الحديثة.
• بدأت المشاركة في الحياة السياسية والثقافية تزيد بعد حلول عام 1960 ، مما لفت نظر الحكومة للحفاظ على اللغة الأصلية لهم، والتراث الثقافي الخاص بهم.
• تدشين قنوات تلفزيونية متخصصة تخاطب الهنود الحمر، مثل FNX و GGS.
• إنشاء صحف ومجلات خاصة بهم، وكذلك مواقع إلكترونية على الإنترنت.
• تأسيس برامج دراسي مخصص للدراسات الأمريكية الأصلية بالجامعات والمدارس القبلية.
• تأسيس متاحف تراثية لهم.
• نشر برامج لغوية لتعليم ونشر اللغة الأصلية.