فضل شهر رمضان في القرآن

شهدت الأرض نزول القرآن الكريم على سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم، تنزل الوحي بالقرآن الكريم في ليلة القدر إحدى ليالي شهر رمضان المبارك.

فضل شهر رمضان

وكان لنزول القرآن الكريم في هذه الليلة المباركة تأثير كبير على البشرية أشرقت الأرض بنور الإيمان، وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تؤكد فضل شهر رمضان، ولهذا سمي شهر رمضان باسم شهر القرآن(1)، تابع معنا عزيزي القاري المقال لمعرفة فضل شهر رمضان في القرآن الكريم.

رمضان شهر الصوم

فرض الله عز وجل على المؤمنين صيام شهر رمضان، يشفع الصيام للعبد المؤمن يوم القيامة لصيامه أيام شهر رمضان المبارك كما يشفع القرآن لقارئه والدليل على ذلك الحديث الصحيح المنقول عن حضرة سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم (2).

لماذا نجتهد بالقرآن في شهر رمضان

وقد أكد أهل العلم والسلف الصالح على ضرورة الإكثار من قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك في الليل والنهار، والإكثار من تلاوته ليلا وفي هذا التوقيت ينشغل العقل والقلب واللسان بذكر الله عز وجل.

وكان السلف الصالح يجتهدون في تلاوة القرآن اجتهادا كبيرا في شهر القرآن حيث أنهم كانوا لا ينشغلون بغيره في هذا الشهر الفضيل وهذا يبين العلاقة الوثيقة التي تجمع بين شهر رمضان وتلاوة القرآن الكريم، وكان الزهري رحمه الله يقول إذا أقبل رمضان إطعام الطعام وتلاوة القرآن.

كيف اجتهد السلف الصالح بالقرآن في رمضان

ومن صور اجتهاد السلف الصالح بالقرآن الكريم ما يلي؛

• كان مجاهدا رحمه الله يكثر من تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان، والدليل على ذلك أنه كان يختم القرآن الكريم فيما بين المغرب والعشاء في شهر رمضان وفقا لما رواه ابن أبي داود بسند صحيح.
• كان قتادة رحمه الله يكثر من تلاوة آيات الذكر الحكيم في شهر رمضان، فقد كان يختم كتاب الله كل ثلاثة ليالي في شهر رمضان وإذا أقبل العشر الأواخر من شهر رمضان ختم القرآن الكريم كله في ليلة واحدة.

دراسة القرآن في رمضان

وقد ورد عن ابن عباس في حديث شريف عن سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم أن الروح الأمين سيدنا جبريل عليه السلام كان يدارس القرآن الكريم لسيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم في شهر رمضان (3)، وهذا يبين فضل شهر رمضان عن باقي الشهور العربية، وقد أجمع أهل العلم على استحباب دراسة القرآن الكريم والإكثار من تلاوته في شهر رمضان.

ما ورد في المقال من آيات وأحاديث

(1) قال الله تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185].

(2) قال صلى الله عليه وسلم : (( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن : رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان )) [ أحمد ].

(3) عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى اللهم عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى اللهم عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة [ البخاري 6 ومسلم 2308 ].