موضوع تعبير عن سوء الظن بالعناصر الكاملة

أ / عمرو عيسى

سوء الظن من الأمور التي نهت عنها الشريعة، وكرهتها الفطرة السليمة، فكم كان لسوء الظن من عواقب على صاحبها، وكم من آثام حملها سيّء الظن دون دراية، فسوء الظن ليس عصمة، بل إنه قطعٌ للرحمة، ومُجاراة للشيطان، ومعصية للرحمن.

مقدمة موضوع تعبير عن سوء الظن

من الأمور التي يغفل عنها المرء.. هي أعمال القلوب، وما وقر في الأفئدة من نوايا وظنون، منها سوء الظن، وما يُؤخذ عليه من سوء الظن هو ما استقر في النفس وما داوم عليه صاحبه.

أما ما كان في القلب دون استقرار فإن ذلك مما تجاوز الله عنه، لذا كان حريٌ أن نُبين تلك الصفة المذمومة من خلال موضوع تعبير جديد عن سوء الظن 2024.

تحميل موضوع تعبير عن سوء الظن PDF من هنــــــا

عناصر الموضوع

موضوع تعبير عن سوء الظن

  • تعريف.
  • أنواع سوء الظن.
  • حكم سوء الظن بالآخرين.
  • علاج سوء الظن بالآخرين.
  • خاتمة.

لا يفوتك أيضًا:  موضوع تعبير عن الأسرة أساس المجتمع بالافكار

تعريف سوء الظن

سوء الظن هو عدم الثقة بمن هو أهل لذلك، وأن يمتلئ قلب المرء بالسوء تجاه الآخرين، حتى يظهر ذلك على كافة جوارحه وأعماله.

له تعريفات عدة لدى العلماء، فقد عرفه ابن كثير فقال:

هو التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله .”

حُكم سوء الظن بالآخرين

استكمالاً لحديثنا عن موضوع تعبير عن سوء الظن قد بيّن الله عز وجل أن حسن الظن به وبالآخرين من أفضل العبادات التي يُثاب المرء عليها.

لذا كان سوء الظن بالآخرين من الأمور المحرمة، والمنهي عنها، فقد نهى الله عز وجل في كثير من الآيات عن سوء الظن، وجعله من سيء الخلق، منها:

  • قال تعالى:

    ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ” [1]

  • قال تعالى:


    ”ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ…” [2]

  • قول الله عز وجل:

    “وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ” [3] ، فقد بين الله عز وجل أن سوء الظن به يؤدي إلى الهلاك والشقاء، بل غنه كفر وجهل بالله عز وجل.

  • قال الله عز وجل:

“وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا” [4]

فقد بين الله عز وجل عقوبة سوء الظن، وتوعد الظانين بالله غير الحق أشد العقاب.

لا يفوتك أيضًا:  موضوع تعبير جديد عن التدخين

أنواع سوء الظن

1- سوء الظن الجائز

وفي سياق حديثنا عن موضوع تعبير عن سوء الظن هو أن يسيء المرء الظن بمن عُرف عنه المجاهرة بالمعاصي، ومخالطة الريب، ومنها سوء الظن بالكافر.

في ذلك يقول ابن عثيمين رحمه الله:

”يحرم سوء الظن بمسلم، أما الكافر فلا يحرم سوء الظن فيه؛ لأنه أهل لذلك، وأما من عرف بالفسوق والفجور، فلا حرج أن نسيء الظن به؛ لأنه أهل لذلك.”

بيد أنه لا ينبغي للمرء أن يتتبع عورات الناس، ويتقصى عنها، فإن ذلك يعد من التجسس المنهي عنه.

2- سوء الظن المحرم

هو أن تسيء الظن بالله، وكذا سوء الظن بالمؤمنين، فأما سوء الظن بالله، فإنه من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب، وأما سوء الظن بالمؤمنين.. فإن كان سوء ظن بالأنبياء، فهو كفر، وإن كان بمن ظاهره الصلاح والتقوى من المؤمنين فكبيرة.

في ذلك يقول ابن القيم -رحمه الله-: أعظم الذنوب عند الله إساءة الظن به .”

قال الإمام النووي: ظن السوء بالأنبياء كفر بالإجماع .”

3- سوء الظن المستحب

هو الذي يكون بين المرء وعدوه، فإن سوء الظن في تلك الحالة عصمة ودهاء، فإنه يسيء الظن به ولا يأمن مكره وشره، ويُسيء الظن بمكائده.

4- سوء الظن الواجب

يكون ذلك في كل أمر يحقق مصلحة شرعية، من ذلك الجرح في الشهود، وكذا رواه الحديث، فإن سوء الظن هنا من الأمور الواجبة، لأجل التثبت من الشهادة، ومن كافة ما رُوي عن رسول الله.

5- ما لا يؤخذ عليه

ومن خلال حديثنا عن موضوع تعبير عن سوء الظن فسوء الظن الذي لا يؤخذ عليه هو حديث النفس الذي لا يستقر في القلب، فهذا من الأمور التي يُعفى عنها باتفاق العلماء.

ذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:

”إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لِأُمَّتي عَمَّا حَدَّثَتْ به أَنْفُسَهَا، ما لَمْ تَعْمَلْ، أَوْ تَكَلَّمْ بهِ. [5]

فهذا من رحمة الله عز وجل بعباده، أنه لا يجازيهم على خواطر القلب.

شاهد أيضًا:  موضوع تعبير عن الصلاة واهميتها بالعناصر الكاملة

سوء الظن في السنة النبوية

  • ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:

”إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث.” [6]

  • ما رواه أبو أُمامة رضي الله عنه، عن رسول الله قال:

”إنَّ الأميرَ إذا ابتغى الرِّيبةَ في النَّاسِ أفسَدَهُم.” [7]

  • ما روته أم المؤمنين صفية –رضي الله عنها- عن رسول الله:

”كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مُعتَكفًا فأتيتُه أزورُه ليلًا فحدَّثتُه ثمَّ قمتُ فانقلبتُ فقامَ معي ليقلبَني وَكانَ مَسكنُها في دارِ أُسامةَ بنِ زيدٍ فمرَّ رجلانِ منَ الأنصارِ فلمَّا رَأيا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أسرَعا…

…فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ علَى رِسلِكما إنَّها صفيَّةُ بنتُ حييٍّ قالا سبحانَ اللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ قالَ إنَّ الشَّيطانَ يجري منَ الإنسانِ مجرَى الدَّمِ فخشيتُ أن يَقذفَ في قلوبِكما شيئًا أو قالَ شرًّا.” [8]

كل تلك الأحاديث تحث على ضرورة قطع سوء الظن من النفوس، بل قطع ما يؤدي إلى سوء الظن؛ لأجل تفادي العقوبة.

علاج سوء الظن بالآخرين

لأن سوء الظن من الآثام التي يعاقب العبد عليها، كان لزامًا أن يبتعد عنها، ويحرص على التغلب على تلك الصفة المذمومة، وذلك من خلال:

  • ألا يحاول التثبت من تلك الظنون والشكوك التي تختلج فؤاده.
  • أن يخبر نفسه أن ما رآه لأخيه المسلم يحتمل الخير والشر.
  • ألا يُحقق سوء الظن هذا في قلبه، بأن يتغير قلبه فيقابله بالنفور والكراهية، أو يفعل أمرًا يحقق به سوء الظن، فيسيء لأخيه بجوارحه.
  • ينبغي على المرء أن يوعظ نفسه بأن المؤمن يرى بنور الله، لذا لا ينبغي أن يتتبع خطوات الشيطان ويظلم غيره.

في ذلك يقول النووي -رحمه الله-:

”إذا ظننتم فلا تحققوا ـ بحذف إحدى التاءين تخفيفا أي لا تجعلوا ما قام عندكم من الظن محققا في نفوسكم محكمين للظن، ويجوز كونه بضم أوله وكسر القاف أي إذا ظننتم بأحد سوءا فلا تحققوه في نفوسكم بقول ولا فعل، لا بالقلب ولا بالجوارح.”

لا يفوتك أيضًا:  موضوع تعبير عن فضل المعلم

خاتمة موضوع تعبير عن سوء الظن

موضوع تعبير عن سوء الظن

إن حسن الظن راحة للقلب، ونور للعبد، فلا يحمل لأخيه في قلبه حقدًا ولا كراهية، فالنفوس صافية، والقلوب متآلفة، بينما سوء الظن يبعث النفس على الشرور، ويزيد في القلب الشكوك، فلا يبقى حبًا ولا ودًا.

يجب على المرء أن يكون فطنًا، فيدرك الأمور التي تحتم عليه سوء الظن وهي قليلة، ويعلم كيف يُغالب الشيطان فلا يقع في تدابيره، ويحسن الظن بربه وبالآخرين، فيمتلك البصيرة .

المراجع
  1. [الحجرات: 12]
  2. [ سورة آل عمران: 154]
  3. [سورة فصلت: 22]
  4. [سورة الفتح: 6]
  5. الراوي: أبو هريرة | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 127 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
  6. الراوي: أبو هريرة | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 2563 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
  7. الراوي: أبو أمامة الباهلي | المحدث: الألباني | المصدر: غاية المرام | الصفحة أو الرقم: 425 | خلاصة حكم المحدث: صحيح.
  8. صفية أم المؤمنين| المحدث: الألباني | المصدر: صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم: 2470 و2471 | خلاصة حكم المحدث: صحيح.