حدوتة أطفال قبل النوم مصورة (الفأر والأسد المغرور)

أ / إيمان محمد محمود

أستيقظ الأسد (منير) في الصباح الباكر كالعادة وأخذ يمشي في الغابة ويمر علي الحيوانات ويسلم عليهم وينظر في أحوالهم نظرا لأنه ملك الغابة وكل الحيوانات رعاياه.

حدوتة أطفال قبل النوم

الأسد ملك الغابة

فقد كان إذا وجد عند أحدهم مشكلة يساعده لحلها ،وإذا كان هناك مشادة أو خلاف بين مجموعتين من الحيوانات أو حتي مجرد فردين كان يجتمع معهم ويبحث في الخلاف بينهم حتي يحله ويرضي كلا الطرفين.

كانت كل الحيوانات تحب الأسد فلم يكن مجرد ملكاً للغابة بل كان أخٌ وصديق لكل الحيوانات ،وكان له أخ يدعي ( بهاء ) وكان مختلفاً تماماً عن منير أخيه.

كان بهاء لا يهتم لأمر الحيوانات وخاصة الضعيفة منها بل وكان يحتقر تلك الحيوانات لضعفها ولا يرغب حتي في إلقاء السلام عليها وإذا رأي أحدهم أدار وجهه كي لا يكلمه.

صداقة ملك الغابة وفأر

كان بهاء يسخر دائماً من منير كون أن صديقه المقرب فأر ويري أنه لا يليق بملك الغابة أن يصادق حيوان مثل الفأر ،ولكن منير كان يحب الفأر (فوفو ) حيث كان صادقاً معه وينقل له أحوال الغابة بواقعية ولا يزور في الحقائق كي يرضيه.

Image اسد الغابة 6

وكونه فأر فكان يري ما لا يراه الأسد بضخامته وقوته ولا يضطر الحيوانات التظاهر أمامه بالمثالية كما يفعلون أمام الأسد خوفاً منه.

ليس كل أسد ملكاً للغابة

أما الأسد ( بهاء) كان يفضل أن يمشي بين الحيوانات معتزاً بنفسه متفاخراً كونه أسد متباهياً بقوته وعظمته وكان له تابعه القرد (مانجة) وكان يحبه بهاء حيث كان يفرط في التملق له ويخبره كم هو عظيم كي ينال رضاه ،وكان يسخر عادة من الحيوانات وخاصة من الفأر (فوفو) دائماً ليضحك الأسد بهاء .

كان القرد (مانجة) دائم الصدام مع الفأر (فوفو) كل منهما يكره الأخر ويراه مخطئ وكان القرد يسخر من الفأر دائماً ويتباهى بالهدايا والعطايا التي يحصل عليها من بهاء ،علي عكس الفأر تماماً الذي كان يعمل للحصول علي رزقه.

ولكن هناك فرق بينهم كل الحيوانات كانت تحترم الفأر وتقدره علي عكس القرد كانوا ينظرون له باشمئزاز.

الأسد (بهاء) يخلف (منير)

وفي يوم مرض منير وكان من اللازم أن يتولى أمور الغابة بهاء ،ولكنه كان ينفق الكثير من العطايا علي حاشيته من الحيوانات ولم يكترث لأمر باقي حيوانات الغابة.

لم يكن ينصر الضعيف بل كان ينهره إذا أشتكي ولا يستمع لمشاكل الحيوانات وكان يقرب منه أقوي الحيوانات فقط وأصبح يتمتع بالثراء الفاحش ويهتم فقط بحياته هو.

Image اسد الغابة 7

وكان القرد (مانجة) يعيش أجمل أيام حياته ويستنفذ ما يريد من الطعام ووسائل الراحة وكان يقبل من الحيوانات الهدايا في مقابل أن يتحدث عنهم بشكل جيد ويمدحهم أمام ملك الغابة.

وفي هذه الأثناء منع القرد (مانجة) الفأر (فوفو) من الدخول إلي العرين الملكيّ للأسود كي لا يتواصل مع الأسد (منير) كي لا يعلم بما وصلت إليه الغابة وكيف ساءت الأمور لهذا الحد.

فوفو حزين علي الأحوال

Image اسد الغابة 1

كان فوفو حزين لابتعاده عن الأسد (منير) كما كان شديد الحزن علي ما وصلت إليه أحوال الغابة ولكنه لا يستطيع فعل شيء ،وكلما حاول محادثة الأسد (بهاء) بشأن الحيوانات الضعيفة والحيوانات القوية التي تبغي عليها ،وبشأن القرد (مانجة) والطلبات التي أصبح يلزم بها الحيوانات كي لا يضرهم إن لم يقدموها.

لم يستمع (بهاء) له ويسخر منه هو وحاشيته من القرود وكذلك الحيوانات القوية حتي شعر (فوفو) باليأس أن يستجيب له أحد لإصلاح أحوال الغابة.

تعرف علي: حدوتة قبل النوم بالعامية المصرية مكتوبة للأطفال والكبار

الصديق الحقيقي وقت الضيق

وفي أحد الأيام خرج الأسد بهاء وحاشيته يستمتعون بأوقاتهم كالعادة خارج حدود الغابة ،وكان هناك ما لم يتوقعه أحد كان يقف صياد يتربص كي يصيد أحد الأسدين الأقوياء.

وعندما شاهده الحيوانات من بعيد فروا هرباً ولكن بهاء لم ينتبه له مثلهم فوقع أسير في شباك الصياد وذهب كي يأتي بسيارته لحمل الأسد عليها.

في هذه الأثناء لمحه (فوفو) من بعيد وظن أنه الأسد (منير) فأسرع فوفو حتي وصل إليه وعندما وصل وجده الأسد (بهاء) لذلك أدار وجهه عنه وقرر أن يعود من حيث أتي.

شهامة الفأر

ولكن الأسد (بهاء) استنجد به كي يحرره من هذه الشباك قال (فوفو) أو تدري شيئاً لقد حان الوقت كي أسخر منك وأنت بكامل قوتك وعظمتك حبيس تلك الشباك ولا خوف من بطشك ولا سُخريتك.

ترجاه بهاء أن يحاول إنقاذه ،سأل فوفو وأين حاشيتك من القرود والحيوانات القوية كيف تركوا ملكهم هكذا وذهبوا ولم يدافعوا عنه.

ولكن أتعلم شيئاً أن مدين لك بالكثير من السخرية وعدم المساعدة ولكني مدين لأخيك بالكثير من الحب والذي سوف يموت حزناً علي فراقك ،ولذلك قرر الفأر مساعدة الأسد (بهاء).

مراجعة للنفس

وبدأ الفأر الضعيف في محاولة إنقاذ الأسد  القوي بأسنانه ويقرض الحبال كي يحرر الأسد بينما يفعل الفأر ذلك كان الأسد (بهاء) يراجع نفسه وعلم كم كان مخطئاً في حق هذا الفأر كما أخطأ في اختيار أصدقائه.

ولعل أكبر خطأ وقع فيه هو الغرور بالعظمة ولم يكترث لأمر الضعفاء ،وتعلم أن كسب القلوب بالحب أهم وأقوي من الخوف.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *