حدوتة سلوي وهالة للأطفال كاملة مكتوبة

أ / إيمان محمد محمود

في بداية حدوتة سلوي وهالة كانت سلوي بنت جميلة رقيقة تطيع ماما وبابا ،تستيقظ كل يوم مبكراً تُفرش أسنانها وتغسل وجهها بالماء والصابون وتتوضأ جيداً ثم تذهب لتمشط شعرها ومن ثم تلبس لبس محتشم لصلاة الصبح.

حدوتة سلوي وهالة

Image سلوى وهالة5

وبعدما أنهت سلوي صلاتها كانت والدتها قد أعدت الفطور فجلست سلوي لتناول الطعام في هدوء وأنهت طعامها بعد ذلك دخلت الي حجرتها لتبدل ملابسها وتلبس الزي المدرسي وتذهب للمدرسة.

وقد كانت كل المعلمات يحبونها حيث كانت بنت مهذبة ومتفوقة في دراستها وتأتي دائماً لحضور الصف مبكراً علي عكس هالة تماماً والتي كانت دائماً تأتي متأخرة.

هالة والإهمال

بل وأحياناً تتغيب عن المدرسة وفي الغالب عندما تأتي لا تؤدي الفروض المدرسية كما أن كراساتها غير منظمة وورقها أيضاً ،كما كانت كتبها دائماً غير نظيفة عليها بقع الطعام ولا تكترث هالة لأي شئ.

كل ما تفكر فيه هالة هو اللعب وتحب الذهاب في نزهة ولكن أبداً لا تهتم لأمر المذاكرة والتعلم كما كانت هالة تتسبب في إنهاك المعلمات في المدرسة وإنهاك والدتها في المنزل.

وذلك حيث أنها بنت مشاغبة ولا تطيع والدتها ولا أي من معلماتها وكانت تذهب بالزي المدرسي غير نظيف وتستيقظ متأخرة كالعادة ولا تمشط شعرها وتذهب بشعرها غير مرتب وتتسبب في الإحراج لنفسها.

البنات تحب سلوي

وكانت كل البنات تفضل الابتعاد عنها وعدم اللعب معها وكانوا ينجذبون لسلوي ويحبون التقرب منها بل ويتمنون لو أنها وافقت تلعب معهم.

وكانت سلوي تستمتع بوقتها أيضاً برفقة أصدقائها وتحب اللعب معهم ولكنها كانت بنت منظمة تنظم وقتها بين اللعب مع أصدقائها وأداء واجباتها المدرسية .

سلوي بنت منظمة

كما كانت تحرص علي تجميل كراساتها ونظافتها وعندما يحين موعد الطعام تنظم كتبها فوق المكتب ثم تقوم لتناول الطعام وتساعد والدتها بعد الأكل في التنظيف ومن ثم تعود مرة أخري لمواصلة المذاكرة.

في هذه الأثناء كانت هالة تلعب أمام منزلها بجوار منزل سلوي وكانت تتعمد أن يعلو صوتها كي تغضب سلوي وتترك المذاكرة وتنزل لتلعب معها ولكن سلوي لا تهتم للعب أمام المنزل في هذا الوقت.

هالة لا تؤثر بسلوي

فهي تعلم جيداً أن هذا وقت المذاكرة ووقت اللعب لم يحن بعد كما أن البنات المهذبات لا ينبغي أن يلعبن أمام المنزل ولكن يلعبن في الأماكن المخصصة للعب مثل النادي أو الحدائق العامة.

وذلك في وقت اللعب في يوم العطلة الأسبوعية ,وكانت والدة سلوي تسمح لها بمشاهدة أحد أفلام (الأنيميشن) بعد أن تنهي مذاكرتها حيث أنها لا تحب مشاهدة الأفلام المخصصة للكبار وكانت تطيع أمها دائماً .

ظهور النتيجة بين الفرحة والحزن

واستمرت حياة سلوي علي نفس النهج بنفس النظام وكذلك حياة هالة مستمرة بلا نظام وقد كانت والدة هالة حزينة جداً لما وصلت إليه ابنتها.

وهي التي كانت تتمني أن تكون ابنتها أجمل وأرق البنات وأكثرهم أدباً وأخلاقاً ,وبعد انقضاء امتحانات نصف العام ظهرت النتيجة مفرحة للبعض كما كانت محزنة أيضاً للبعض الأخر.

Image سلوى وهالة3

وبالطبع حدث ما هو متوقع حيث نجحت سلوي وحصلت علي الدرجات النهائية بينما كانت درجات هالة متدنية ,وبالطبع حصلت سلوي علي المكافأة التي وعدتها بها والدتها وهي الدمية التي طالما تمنتها سلوي.

كما استمتعت سلوي بوقتها في إجازة نصف العام بين الخروج والتنزه مع والدتها واللعب مع أصدقائها في النادي وزيارة الأهل والأقارب اللذين يحبون سلوي كثيراً.

وعندما علموا بنجاح سلوي المبهر انهالت عليها التهاني منهم وكانت تشعر سلوى بالفخر وسعادة بالغة بتهنئة الأهل لها .

حزنت هالة حزناً شديداً

بينما في هذه الأثناء كانت تجلس هالة حبيسة المنزل لا تتمني أن يراها أحد ولا تريد أن يتحدث إليها أحد ولعل أكثر ما كان يؤلم هالة رؤيتها لدموع والدتها والحزن الشديد الذي يسكن عيناها.

 رغبة هالة في التغيير

إن هالة كانت تحب والدتها كثيراً وكانت بنت جيدة ولكن كان لها عادات سيئة تزعج من حولها وتجعلهم ينفرون منها ,وهنا وقفت مع نفسها وأخذت قراراً أنها لن تتسبب في دموع والدتها مرة ثانية.

وأقسمت أن تستبدل دموع والدتها بابتسامة عريضة تملأ وجهها بهجة وسرور وأخذت قرار أن تتغير للأحسن .

وبالفعل تغيرت هالة وكان الجميع يتعجبون من إصرارها للتغير والنجاح في أن تصبح أحسن ولكن علمت أن الانسان بيده هو لا أحد غيره أن يتغير ويتبدل حاله إلي الأحسن وينال حب و احترام الناس وقبل كل هذا رضا الله.

أو أنه قد يظل سيئاً ويحصد كرهه الناس ويفضلون الابتعاد عنه ويظل مصدر إزعاج لكل من حوله ولا يتمكن من أن يسعد أعز الناس علي قلبه أو حتي يسعد نفسه.

اقرأ ايضاً حواديت قبل النوم حديثة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *