خواطر وأشعار عبد الرحمن شكري

ميادة احمد

يعتبر عبد الرحمن شكري عمود من أعمدة مدرسة الديوان وكان رفيق كلاً من عباس محمود العقاد وإبراهيم عبد القادر المازني، ويعتبر صاحب الصيت العالي في تاريخ الأدب العربي الحديث حيث كان شديد الحرص في أشعاره على إظهار فخامة وجمال اللغة العربية الفصحى بالإضافة إلى كونه ناقد لا مثيل له في الأدب العربي الحديث.

ديوان عبد الرحمن شكري

وقلتُ أخٌ قالوا أخٌ من قرابةٍ فقلتُ لهم إِن الشكولَ أقاربُ نسيبيَ في عزمي ورأيي ومذهبي وإِن باعدَتْنا في الأصولِ المناسبُ 

قصائد عبد الرحمن شكري مناجاة الحبيب

مات الليلْ ومات الفجرْ ونُجومو عنِّي غابُوا ومِنْ دُونْ ليلْ كِيفْ بدُّو البَدْرْ يُطل ويشْلحْ تِيابو؟ مات وورَّثْني هُمومُو صِرْت هُمومْ وفُوقي هُمومْ وطرطَشْ بيدَمُّو نجومو ورَشْ جبينْ الصُّبْح دمُومْ! مات يكفَّن بغيومو وشموع التابوت نجومْ!

قصيدة عبد الرحمن شكري وضيء القسمات

سألـوا في أي حـالٍ هو أحـلى في الصــفاتٍ قلــت أحلــى ما تــراه في حــديث اللــحظات فإذا أرخـى لحاظاً كـان أحـلى في الـسّبات هـوا أحـلى ما تراه رائعـاً باللـفتـات

نشأته وحياته

خواطر وأشعار عبد الرحمن شكري

ولد عبد الرحمن شكري في عام 1886 وهو من مواليد مدينة بورسعيد الباسلة، ذهب إلى الكتاب ثم انتقل إلى المدرسة الابتدائية وبعدها ذهب إلى الإسكندرية والتحق بمدرسة رأس التين الثانوية وبعدها ذهب إلى جامعة القاهرة والتحق بكلية الحقوق.

كان شاعرا وطنياً كبيراً لدرجة أنه تم فصله من الكلية وذلك لأنه كان كثير الاشتراك في المظاهرات التي كان يسخط فيها على الاحتلال البريطاني لمصر، تعرف عبد الرحمن شكري على المازني الذي قدمه لصديقه العقاد واستطاعوا تكوين ثلاثي متماثل في التجديد للشعر والأدب، تم تسميتهم “بمدرسة الديوان”التي كانت تكشف عن مبادئ الأدب الإنجليزي.

تعرضه للظلم

خواطر وأشعار عبد الرحمن شكري

بعد أن قام عبد الرحمن شكري بكتابة قصيدته التي بعنوان “أقوام بادوا”غضب منه رؤساءه في العمل حيث كان يعمل في التربية والتعليم كمدرس لمادتي التاريخ واللغة الإنجليزية حيث أن هذه القصيدة تسببت في عدم ترقيته وذلك لأنه لم يقوم فيها بمدحهم ولم يكتفوا بعدم ترقيته بل قاموا بإعطائه مبلغ بسيط عندما تم إحالته للمعاش.

قرر بعد ذلك رفض فكرة الزواج وقام بحرق كل ما لديه من مؤلفات ودواوين ونتيجة لذلك أصيب بشلل جعله في عزلة تامة وأضطر بعدها إلى أن يذهب إلى الإسكندرية حتى لا يرى ولا يتعرض لظلم البشر.

تعرف علي: أفضل خواطر وأشعار عباس العقاد الشهيرة

خواطر وأشعار عبد الرحمن شكري

خواطر وأشعار عبد الرحمن شكري

يعتبر عبد الرحمن شكري سابق عصره وزمانه لأنه قام بتوحيد بنية القصيدة بالإضافة إلى أن قصائده كانت متعددة القوافي وكان شعره يغلب عليه طابع التأمل العاطفي وكان شديد الكره لشعر المناسبات وظهر على شعره وصف الحالات الإنسانية المختلفة من الأمال والآلام وكان من أهم قصائده (اليتيم، جنون الأقوياء، سحر الربيع، …إلخ).

كان عبد الرحمن شكري شديد الإعجاب بالأديب البريطاني جوته حيث أن كتاباته كانت تذكره  بالشيخ المصرفي وكانت قصيدة سحر الربيع نتاجاً لتأثره بجوته، وفيما يلي مجموعة من أجمل خواطر وأشعار عبد الرحمن شكري.

تعلمني الأقدار أن أرحم الورى فقلبي لكل العالمين رحيم وأنظر في نفسي وأعرف عذرهم على شرّهم داء النفوس قديم وإن جميع الناس أهلي وإخوتي وإن كان فيهم جارم وذميم.

إن الحياة جمالها وبهاؤها هبة من النجباء والشهداء الحالمون بكل مجد خالد سامي المنال كمنزل الجوزاء الغاضبون الناقمون على الورى هبوا هبوب الصرصر الهوجاء الخالقون المهلكون الشارعون المرسلون بآية عزاء آي الجلالة والذكاء ميعها فيهم على السراء والضراء فلئن أصابهم الزمان بمهلك قبل ابتناء منازل العلياء فحياتهم وفعالهم ودماؤهم مثل الهدى وكواكب الإسراء.

إذا ما أصاب العبد في بعض فعله فما الفضل إلا للذي هو آمره وإن أخطأ الحر الأبي فإنه لأفضل من عبد تهون مصادره فلا تحسد العبدان مجداً مؤثلاً بناه لهم رب طغاة أوامره وهل يرفع الإنسان فضل أصابه إذا كان يزجيه إلى الفضل زاجره فيا رُبّ مجد في الإباء مشيد وإن لم تبن للصاغرين مآثره.

وقديماً جن القوي بما طاع له من تزلف الضعفاء وضعوه في منزل الله كفراً فطغى واستباح سفك الدماء ورأى الخير والفضيلة ما شاء وإن كان من أذى الأدنياء ورأى الشر والكبائر ما عاف وإن كان سيرة الأبرياء.

العقاد وعبد الرحمن شكري

خواطر وأشعار عبد الرحمن شكري

كان العقاد شديد الحب لعبد الرحمن شكري لدرجة أنه قام بكتابة مقالة تم نشرها بمجلة الهلال وذلك بعد وفاته يتحدث فيها عن كيفية لقائه به مادحاً له وأشعاره وكان العقاد متأثراً بوفاته حيث توفي عبد الرحمن شكري عام 1958 عن عمر يناهز 72 عام.