الوقوع في الحب في سن المراهقة

أ / أميرة عاطف أحمد

تساؤلات أولياء الأمور والمراهقين بخصوص الحب في سن المراهقة وكل ما يتعلق به من أحكام شرعية وكيفية للتعامل معاهم في تلك المرحلة الحرجة التي تتكون فيها الشخصية وتحتاج لعناية واحتواء كبير من قبل الأسرة للسيطرة على انفعالات اليافعين التي تغلب عليها العاطفة وخاصة لدى المراهقات اللواتي يقعن فريسة سهلة في هذه السن الحرجة لإغراءات الشباب.

حب المراهقة في علم النفس

يرى علماء النفس أن حب المراهقة لا يرتقي إلى مرتبة الحب الحقيقي وأنه مجرد شعور بالأعجاب ينبعث من الاهتمام بالتعرف على الجنس الأخر الذي تحركه الغريزة والتغيرات الهرمونية التي تؤثر على تفكير المراهقين وتجعلهم غير قادرين على تمييز مشاعرهم.

وقد أوضحت العديد من الأبحاث والدراسات بأن ما يمر به المراهق من مشاعر وانجذاب نحو شخص ما هو في حقيقة الأمر إلا مجرد انعكاس لرغبات دفينة في معايشة أحداث القصص الرومانسية وتعد الأناث هي الأكثر عرضة للوقوع في مشاكل الحب في المراهقة نظراً لسعة مخيلتهن وفكرهن الحالم بفارس الأحلام والبحث عن الشريك المثالي في حين يرتبط الحب بالجنس في أذهان الذكور.

ما حكم الحب في مرحلة المراهقة

حددت الشريعة الإسلامية رأيها فيما يخص حكم الحب في مرحلة المراهقة بضوابط معينة تنقسم إلى:

  • في حال كان الحب وقع دون قصد أو مخالفة شرع الله في غض البصر وجاهد صاحبه نفسه وحفظه في قلبه مخافة الإثم فهو حلال ويأجر المحب على صبره ومجاهدته لتحري الحلال.
  • إذا تحركت المشاعر بسبب تكرار النظر والخلوات الغير الشرعية وغيره من مسميات الارتباط الغير مسموح بها والتي لا يجوز الخوض فيها خشية الانجراف في عواقبها الوخيمة فهو حرام ويجب ضبط النفس وقطع كل السبل التي تؤدي لحدوثه.

اقرأ المزيد: تحميل وقراءة رواية الحب في زمن الكوليرا

كيفية تعامل الاهل مع المراهقين

يحرص الأهل على تقديم الرعاية الكاملة لأبنائهم ودعمهم في مختلف مراحلهم العمرية وعلى رأسها سن المراهقة الذي يقع بين مرحلتي انتهاء الطفولة والانتقال لمرحلة البلوغ  لما له من تأثير قوي عليهم في بناء وجهات نظرهم وأنماط شخصياتهم فضلاً عن المخاطر والضرر الجسيم الذي قد يقعوا فيه إذا تم التعامل مع المراهقين بأسلوب غير واعي لذلك كان من واجبنا أن نستعرض مع حضراتكم فيما يلي:

افضل طرق التعامل مع المراهقين

  1. الاحتواء والعمل على تكوين علاقة صداقة معهم مبنية على أسس وحدود واضحة تعتمد التوازن بين الانضباط والحرية ومنحهم مساحة للتعبير عن وجهات نظرهم وتفهم ما يمرون به من اضطرابات نفسية وتغيرات جسدية وهرمونية.
  2. المسئولية وتحفيز قدراتهم وطاقاتهم للاعتماد على أنفسهم ومشاركتهم واستشاراتهم في بعض الأمور الخاصة بالعائلة وأبدأ الاهتمام والإعجاب بآرائهم الصائبة والنصح بلين في حال الخطأ مع توجيههم بطرق غير مباشرة لتعزيز ثقتهم في نفسهم.
  3. الجلسات الحوارية والرد على التساؤلات التي تشغل فكرهم بشتى جوانب الحياة ومراعاة الإجابة الدقيقة على المواضيع الحساسة المتعلقة بالجنس أو الحيض والاحتلام وغيرها من الموضوعات المحرجة.
  4. التشجيع والدعم المستمر لهم ودفعهم للانخراط في الأنشطة الهادفة وممارسة الرياضة ومتابعة حياتهم العملية والاجتماعية دون تدخل أو فرض فقط النصح والإرشاد وتوضيح الفائدة والأضرار.
  5. الخصوصية وعدم تخطي حاجز الثقة بينكم واحترام مشاعرهم وتقلباتهم المزاجية دون التقليل من ثورات غضبهم أو التهكم عليهم.

للمزيد من المعلومات:-  المراهقة المتأخرة وعلاجها

التعامل مع المراهقين في الإسلام

تناولت الأحكام الشرعية والفقهية كل ما يهم المسلم في دينه ودنياه واهتمت بالتشريعات الأسرية يصدرها تبني توفير إرشادات و نصائح للأهل للتعامل مع المراهقين لاجتياز هذه الفترة الفيصلية في حياة المراهق وتفادي المفاسد وتنشئة جيل مثقف يتمسك بالقيم والأخلاق الحميدة  من خلال الالتزام بالآتي:

  • التركيز على غرس المبادئ الإسلامية في المراهق وتعريفهم بمفاهيم وتعاليم دينهم القويم.
  • تشجيعهم على حفظ القرآن الكريم وتدبر آياته المحكمات وترغيبهم في الخير ومعاملتهم باللين.
  • تعليمهم الصلاة والتفريق بين البنات والشباب في المضاجع كما جاء في حديث المصطفى صلوات الله عليه مُروا صبانكم بالصَّلاةِ إذا بلَغوا سَبعًا ، واضْرِبوهم عليها إذا بلَغوا عَشرًا، وفرِّقوا بينهم في المضاجعِ.
  • حثهم على الاستئذان قبل الدخول على والديهم واحترام خصوصية الغير وعدم التنصت.

شاهد المزيد:-  كيف اتعامل مع شخص يتجاهلني