ما معنى النكوص في علم النفس

ماريهان أحمد

التساؤلات التي تشغل فكر الدارسين وهواة التعمق في آليات العقل البشري وفهم سيكولوجية الإنسان وعلاقتها بشخصيته .

طرح تعريف النكوص في علم النفس وفقاً لما ورد في العديد من الأبحاث والدراسات العلمية التي أوضحت كونه أحد آليات الدفاع النفسي اللاشعورية التي يلجأ إليه البعض عند التعرض للتوتر والضغط العصبي الشديد.

شاهد المزيد:-  ما هو الانكار في علم النفس

مفهوم النكوص في علم النفس

يستخدم المختصين في علم النفس والأطباء مصطلح النكوص regression في وصف حالات الارتداد أو العودة لسلوك في مرحلة عمرية سابقة عند الشعور بالإحباط أو عدم الإحساس بالأمان كنوع من الهروب لعدم تحمل هذا الكم الهائل من القلق  والخوف والمشاعر السلبية .

واللجوء إلى حيل كانت تنجح معه في الماضي لتجاوز موقف مشابه أو سلوكيات تمنحه الهدوء والاطمئنان على سبيل المثال استخدام البكاء عند الوقوع في خطأ ما أو لابتزاز عاطفة الغير تجاهه إلى أخره من التصرفات الطفولية.

اقرأ :-  مفهوم التبرير في علم النفس

ما هو علاج النكوص

يركز المعالجين على معرفة العديد من النقاط الأساسية قبل البدء في علاج النكوص والتأكد من أن الفرد يحتاج للتدخل وهل ما يمر به حالة مرضية ذات أثار مضرة عليه أم أنه ما زال في وضع السيطرة منها:

crossorigin="anonymous">

أنواع النكوص

يؤدي النكوص النفسي على الرغم من اختلاف أنواعه من حيث الاستمرارية والدوافع المسببة له إلى تحقيق الغرض المرجو منه ومنح مصابيه شعور مؤقت بالارتياح والأمان ولكن المشكلة الرئيسية تظهر في مدى تأثيره السلبي على المدى الطويل وضرورة التعرف على طبيعته لاكتشاف الطرق العلاجية الواجب تطبيقها تبعاً لما يلي:

النكوص العرضي

وهو عبارة عن ردة فعل وقتية يستخدمها الأنسان عند التعرض لمؤثر عصبي قوي ويأتي دون مقدمات ويختفي مع زوال السبب ولا يمكن النظر إليه بأنه مشكلة خطيرة طالما في حدود آمنة ويشكل التجاهل نقطة فيصلية في علاج تلك النوبات الاوعية لوقف ما يترتب على الانتباه من مشاعر إيجابية تدفع الفرد للتقهقر إلى الوراء للحصول عليها.

النكوص الدائم

وتكمن خطورته في تأثيره السلبي على علاقات المصابين به وكونه حالة مرضية لا يستطيع أصحابها السيطرة عليها وهنا لا يتم علاج النكوص لوحده ولا ينظر إليه على أنه هو المشكلة الرئيسية بل يتحول لسبب وعارض مصاحب لمشكلات أكبر قد تصل لحد الاكتئاب الحاد وهنا يتحتم اللجوء لمختص وقد ينصح ببعض الأدوية المهدئة أو التنويم المغناطيسي تبعاً لما يراه المعالج.

اشكال النكوص

تتعدد اشكال النكوص من شخص لأخر وتتباين أساليبه وحالاته التي تظهر في صورة:

  1. مبالغة المريض في استرجاع ذكرياته في الماضي والتحدث عن آبائه وأجداده عندما يخفق في أمر ما.
  2. الغرق في أحلام اليقظة ومواصلة التخيل بصورة مقلقة والمكوث في عالم من الأوهام الطفولية للهرب من التوتر.
  3. التهام كميات كبيرة من المأكولات والمشروبات عند مواجهة مشكلة صعبة والرجوع للصغر التي يطلق عليها علماء النفس مرحلة الفمية.
  4. تقمص نمط مراحل عمرية أصغر كما في محاولة بعض النساء المسنات ولبس ملابس المراهقات ونغمة الصوت والضحك والظهور بمظهر لا يليق بأعمارهن.
  5. يعد التبول اللاإرادي والتغوط بالفراش في بعض الأحيان عند الأطفال أحد أوجه النكوص التي يستند عليها الصغار لجذب رعاية الأهل والتعبير عن الاستياء من الاهمال وخاصة في حال وجود مولود جديد.
  6. اعتماد سلوكيات الأطفال في الرفض وحتى التكلم بطريقتهم والتعبير بأسلوبهم على سبيل المثال مص القلم عند التفكير في حل تقليد للرضاعة أو النوم بوضعية الجنين بحثاً عن الشعور بالأمان أو محاولة جذب الانتباه والاهتمام أو تفادي العقاب بالبكاء بصورة مفرطة.

أنواع الحيل الدفاعية في علم النفس

لا تقتصر الحيل الدفاعية والمتعارف كونها عملية لاشعورية يركن إليها العقل الباطن لحماية الفرد من الصراعات الداخلية ومشاعر الإحباط واليأس ولوم النفس على عدم القدرة لمجابهة المشاكل والفشل في التخلص من العوائق التي تسبب له الضيق والتهديد على النكوص وإنما هناك العديد من أنواع حيل الدفاع النفسي التي يستند إليها الإنسان لتأمين ذاته أهمها وأكثرها تداول:

اليات الدفاع عن النفس

  1. النكوص ويفضل فيه الشخص العودة والتقهقر لفترة عمرية سابقة كان لها تأثير أمن في نفسه وحقق فيه عدد من النجاحات على التعرض مرة ثانية للانتكاسات النفسية.
  2. الكبت وهو الامتناع عن التعبير واستبعاد الأحاسيس المزعجة والخوف والانفعال والأفكار الشعورية السيئة المخزية وإخفائها في حيز اللاشعور وفي الغالب تظهر في الأحلام وزلات اللسان وتزيد من شعور الضيق والإحساس بالذنب.
  3. الإسقاط يكون بنسب الأفعال المرفوضة والعيوب الشخصية إلى الغير وإلقاء اللوم عليهم وعلى الظروف والحظ وغيرها من أساليب التملص من الأخطاء وربما يرى فيها البعض طريقة للاعتذار دون الإعتراف.
  4. التثبيت ويمثل خطر كبير حيث يلجأ الشخص إلى الوقوف عند مرحلة عمرية معينة تشعره بالهدوء والراحة ولا ينتقل منها بل يكتفي بما توصل إليه ويتخلى عن سلوكياتها ولا يهتم بإشباع احتياجاته فيها على سبيل المثل تصرف الشاب تصرفات صبيانية والتثبيت على السلوك الطفولي.

ما هي ميكانيزمات الدفاع النفسي

هناك أيضاً ميكانيزمات الدفاع اللاشعورية المعروف كونها حيل استراتيجية والتي تستند عليها منطقة اللاوعي للحفاظ على الجهاز العصبي وتحجيم الاحساس بارتكاب أثم والتقليل من الضغط الذي ينتاب بعض الأفراد عند التعرض للخطأ أو النقد بسبب تصرف نجم عنه أخفاق في أمر ما أو لملء فراغهم العاطفي ونسب أعمال الغير لأنفسهم ليكونوا محط اهتمام واعجاب من حولهم ومن تلك الأساليب الدفاعية النفسية:

أنواع ميكانيزمات الدفاع

  1. التبرير ويقوم صاحبه بتبرير فعلته للهروب من النقد اللاذع والبعد عن إعلان الفشل وعدم ذكر الأسباب الحقيقية وراء ما حدث والتخفيف من وطأة الشعور بالكآبة المصحوب بفشله في تحقيق أهدافه أو قيامه بفعل مشين.
  2. الانسحاب وهو نمط سلوكي لاشعوري يبتعد فيه الشخص عن كل ما يثير خوفه أو يضغط على أعصابه من تجمعات أو مواقف ويقع ضرره في صعوبة التواصل وللأسف كلما أتي الابتعاد بثمار وأصبح الفرد أكثر حماية زاد اللجوء إلى هذا التصرف المرضي.
  3. التعميم ويتمحور حول تعميم التجربة السيئة ونتائجها على التجارب المثيلة أو المتشابهة حتى لا يقع فريسة لهذه المشاعر المزعجة والصدمة التي حلت به مرة أخرى مثال التعرض للخيانة أو الخذلان فلا يحاول الأرتباط أبداً.
  4. التكوين العكسي وفيه يتم إستبدال المشاعر بأحاسيس مغايرة للحقيقة لتفادي المشاكل المترتبة عليها مثلاً إظهار الحب والمودة لشخص تكن له الكراهية وتحقد عليه أو العكس تعنيف أحد دون داعي والتعامل بعدوانية معه رغم ما تكنه له من حب وتقدير خوفاً من زعل طرف أخر وعادة تظل الأحاسيس الفعلية مختفية أو محبوسة ولا يبوح بها حاملها وربما يقنع نفسه بأن ما يظهره هو الحقيقة وتلك الحيلة لها الكثير من المساوئ على الصحة النفسية والعصبية.
  5. التوحد أو التقمص وينسب الفرد فيه الفضل لنفسه في أعمال إيجابية أو صفات محبوبة لشخص أخر ويوهم نفسه بالرضا أو يندمج معه ليستمتع بنجاحه معه.

نرجو أن نكون وفقنا فيما تناولناه  بخصوص النكوص في علم النفس .حيل الدفاع اللاشعورية وفي انتظار مقترحاتكم وآرائكم.

ماريهان أحمد

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *