بالصور : شرح خطوات الاغتسال من الجنابة

أ / ايه السيد جبر

الاغتسال من الجنابة من أهم ما يجب على كل مسلم أو مسلمة التعرف عليه لأنه من النظافة التي هي أحد الصفات التي يجب أن تتواجد في كل شخص وليس المسلمين فقط إلا أن الخاص في الدين الإسلامي أنه جعل الطهارة واجبة وبِدونها لا يمكن للمسلم أن يؤدي عباداته مثل الصلاة المفروضة عليه والتي إن لم يؤدها يحاسب عليها.

وقد جاء الحث على النظافة في كلِِ من الكتاب والسنة كقوله -صلى الله عليه وسلم-

“إن اللهَ طيّبٌ يحبّ الطيبَ، نظيفٌ يحبُّ النظافةَ، كريمٌ يحبُ الكرمَ، جوادٌ يحب الجودَ؛ فنظفُوا أفنيتكُم؛ ولا تشبّهوا باليهودِ”.

كيفية الغسل من الجنابة من السنة

لم يترك الدين الإسلامي أمراً في حياة الإنسان إلا وأن تحدث فيه إما عن طريق القرآن الكريم وهو الشريعة الأولى للمسلمين أو السنة النبوية الشريفة وهي كل ما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير

وفيما يخص كيفية الغسل من الجنابة من السنة  فقد ورد في أحد الأحاديث الصحيحة التي روتها كلا من السيدة “عائشة بنت أبي بكر”والسيدة “ميمونة”-رضي الله عنهم أجمعين-

وجاء في نص الحديث عن كيفية اغتسال النبي محمد من الجنابة والتي سارت عليها أمهات المسلمين وأصحابه.

روى ابن عباس عن خالته ميمونة -رضي الله عنهم- أنها:

«أدنيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسله من الجنابة، فغسل كفيه مرتين أو ثلاثاً

ثم أدخل يده في الإناء، ثم أفرغ به على فرجه وغسل بشماله، ثم ضرب بشماله الأرض فدلكها دلكاً شديداً، ثم توضأ وضوئه للصلاة

ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفه، ثم غسل سائر جسده، ثم تنحى عن مقامه ذلك فغسل رجليه، ثم أتيته بالمنديل فرده».

أركان الاغتسال من الجنابة

حتى يكون أمر الاغتسال من الجنابة سهل الفهم على جميع المسلمين دون تعقيد مع عدم قدرة البعض على تفسير ما جاء في حديث خاتم المرسلين -صلوات الله عليه وتسليمه-؛

فقد قام العلماء في الدين الإسلام بِتقسيم طريقة الاستحمام من الجنابة والتطهر منها إلى عدة خطوات مما يجعل الجميع على دراية كاملة  بِأركان الاغتسال من الجنابة  كاملة والتي تنقسم إلى

  1. النية:  بأن ينوي الإنسان في داخل نفسه أنه سوف يتطهر من الجنابة والتي يقصد بها نزول المني من الفرج سواء من الجماع أو دون ذلك.
  2. التسمية: أي قول “بسم الله الرحمن الرحيم”.
  3. غسل اليدين جيداً: ويكون ذلك مرتين أو ثلاث مرات.
  4. غسل الفرج بِاليد اليسرى: لأن الفرج هو موضع نزول المني فِيجب أن يطهره الإنسان أولاً جيداً بِاليد التي لا يستخدمها كثيراً وهي اليد اليسرى.
  5. غسل اليد اليسرى وتدليكها جيداً: وذلك من أجل تطهيرها على أثر وضعها عند الفرج.
  6. الوضوء: بأن يتوضأ الإنسان وضوءاً كاملاً مثل الذي يكون قبل أي صلاة، ويمكن أن يؤخر غسل قدمه إلى نهاية الاغتسال مثلما فعل الرسول الكريم -عليه أفضل الصلاة والسلام-.
  7. يفرق شعر رأسه فيفيض عليه بِالماء: والمقصود هنا أن يقوم الإنسان بتفرقة خصلات شعره ويضع عليه على الأقل ثلاث حفنات من الماء بِملأ كف اليدين حتى يتوغل الماء جذور شعره.
  8. غسل البدن كاملاً: ويكون ذلك على طريق صب الماء على الشق الأيمن أولاً ثم الشق الأيسر مع مراعاة وصول الماء إلى الأماكن التي لا يصلها الماء بِسهولة خاصة لمن يعانون السمنة أو أسفل الثدي وغيرها من هذه المناطق.
  9. غسل القدمين:  يتم غسل القدمين في النهاية في حالة لم يغسلهما الإنسان أثناء الوضوء، وهو الأفضل اتباعاً للسنة النبوية الشريفة.

نية الغسل من الجنابة

ذكرنا في الفقرة السابقة أن النية من أركان الاغتسال من الجنابة، وحتى نوضح الأمر أكثر يجب أن نشير إلى أن هناك صفتين يتم الأخذ بهما أثناء عملية التطهر بعد نزول المني

سواء بعد الجماع أو دونه أحدهما واجبة والأخرى تجمع بين الواجب والمستحب وتدخل نية الغسل من الجنابة  في الصفة الواجبة أي بِدونها لا يكون الاغتسال من الجنابة صحيح بل هي شرط أساسي يجب أن يدخل في عملية التطهر كما سوف نوضح فيما يلي:

  • الصفة الواجبة في الغسل من الجنابة:

  ويكون ذلك بِعقد النية على رفع الحدث والتطهر ثم غسل البدن كاملاً بِالماء مع مراعاة وصوله إلى جميع أجزاء الجسم بداية من الشعر وصولاً إلى الفرج والقدم.

  • الصفة الكاملة للغسل من الجنابة: 

تجمع هذه الصفة بين الأفعال الواجبة في الاغتسال من النية وتعميم الجسد كاملاً بِالماء وبين المستحب، وهو اتباع فعل رسول الله -صلوات الله عليه وتسليمه- من خطوات مرتبة للتطهر على أثر نزول المني كما ورد في الحديث الشريف وكما سبق وأن أوضحنا في الفقرة السابقة.

كيفية الغسل من الجنابة للمرأة

هناك بعض المعلومات الخاطئة المنتشرة وسط العامة التي تقول أن كيفية الغسل من الجنابة للمرأة يختلف عن كيفية الغسل من الجنابة للرجل

وهذا الأمر غير صحيح والدليل على ذلك الحديث التي روتها كلاً من السيدة عائشة والسيدة ميمونة -رضي الله عنهما- عن فعل رسول الله للغسل من الجنابة

والذي لم يحدد فيه -صلى الله عليه وسلم- الرجل أو المرأة بل أنه شرح طريقة الاغتسال من الجنابة للجميع دون تفرقة.

ولكن ما يمكن أن يفرق المرأة عن الرجل في عملية التطهر هو غسل الشعر حيث جاء في أحد الأحاديث التي روتها السيدة أم سلمة -رضي الله عنه ا-  قالت:

«قلت يا رسول الله إني امرأة أشد ضفر رأسي أفأنقضه لغسل الجنابة، قال: لا إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ثم تفيضين عليك فتطهرين»

ومعنى الحديث هنا أنه لا يشترط على المرأة أن تفك ضفيرتها أثناء رفع الحدث عنها طالما وصل الماء جيداً وتوغل إلى فروة رأسها، وجاء هذا الحكم من جانب التخفيف على أمته -عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم-.

كيفية الغسل من الجنابة بالصور

يفضل البعض الكتابات المصورة التي يمكنه الاحتفاظ بها ومن ثم الرجوع إليها في حالة احتاج إليها في أي وقت بعيداً عن السطور وكثرة الكلمات لهذا سوف نوضح في هذه الفقرة  كيفية الغسل من الجنابة بِالصور مع توضيح الخطوات كاملة سواء التي تُنسب إلى صفة الوجوب في رفع الحدث أو صفة الغسل الكامل كما سبق وأن وضحنا.

الاغتسال من الجنابة

الاغتسال من الجنابة

الاغتسال من الجنابة

الاغتسال من الجنابة

الاغتسال من الجنابة

الاغتسال من الجنابة

الاغتسال من الجنابة

الاغتسال من الجنابة

الاغتسال من الجنابة

كيفية الاغتسال من الاحتلام

بداية يجب أن يعلم القارئ الفرق بين الاحتلام والجنابة، والذي يمكن أن نوضحه بِسهولة على أن الجنابة هي نزول المني من فرج الإنسان وهو مدرك إما عن طريق الجماع أو أسباب أخر أما الاحتلام يكون فيه نزول المني سواء كان من الرجل أو المرأة

ولكن يكون ذلك أثناء النوم دون أن يكون الإنسان متحكم في ذلك على أثر رؤيته لِحلم أنه يقيم علاقة كاملة من الجماع ثم يصاحب ذلك نزول المني في نهاية الحلم.

وفيما يخص  كيفية الاغتسال من الاحتلام  فإن المرء الذي يحدث له ذلك ويصاحبه نزول المني يجب عليه الاغتسال بِالخطوات التي تخص الغسل من الجنابة سواء كان عن طريق اتباع الصفة الواجبة من النية وغسل البدن كاملاً بِالماء >

فقط أو اتباع صفة الغسل كاملة من الواجب والمستحب مثلما سبق وأن وضحنا من في أركان الاغتسال من الجنابة

(النية، التسمية، غسل اليدين، غسل الفرج، الوضوء، غسل الشعر، غسل الجسد كاملاً، غسل القدمين).

كيفية الاغتسال من الحيض

الحيض من الأمور التي كتبها الله -سبحانه وتعالى- على جميع جنس حواء، ولم يُعافى منهم سوى السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد والسيدة مريم بنت آل عمران -رضي الله عنهما- لِقوله تعالى

(وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ علي نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)

وهو عبارة عن نزول الدم من الفرج مرة واحدة كل شهر وهو دم فاسد وغير طاهر لذلك لا تصلي المرأة أو تصوم أو تقوم بأي من العبادات الدينية طالما هي حائض.

ويقول المولى في كتابه العزيز:

(وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)

وذكرت الآية هنا حكم التطهر من الحيض مما يجعله دنس ويجب على الفتاة أو المرأة أن تتطهر منه ويكون الاغتسال من الحيض  مثل الاغتسال من الجنابة، ولكن على المرأة أن تفك ضفائرها في حالة كان شعرها معقوداً وأن يصل الماء إلى جميع خصلات شعرها.

وفسر العلماء ذلك بأن الحيض يأتي مرة واحدة كل شهر ولا يوجد صعوبة من غسل الشعر كاملاً كل شهر على عكس الجنابة التي جعل فيها الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-

غسل شعر المرأة بالماء دون أن تفك ضفائرها للتخفيف عليها لأن الحدث يمكن أن يتم أكثر من مرة سواء كان أسبوعياً أو شهرياً.

وجوب الاغتسال في الإسلام

يجب على كل مسلم ومسلمة أن يعلم المواضع التي جعل الإسلام فيها التطهر واجباً ويصبح الإنسان مذنباً في حالة لم يغتسل، ويقسم العلماء حالات  وجوب الاغتسال في الإسلام  إلى أربعة أقسام هما كالتالي:

خروج المني من الفرج حتى لو دون الجماع كما جاء في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-

«إنّما الماء من الماء».

التقاء الختانين حتى وإن لم تدخل الرأس كاملة في الفرج وإن لم ينزل مني تطبيقاً لِحديث رسولنا الكريم -صلوات الله عليه وتسليمه-

“إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ ثُمَّ جَهَدَهَا فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْغُسْلُ”وَفِي رواية لمسلم: “وَإِنْ لَمْ يُنْزِلْ”.

الحيض كما جاء في القرآن الكريم

(وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ..).

النفاس : والمقصود هنا التطهر من الدم الذي يصاحب عملية الولادة ويظل حوالي شهر وعشر أيام ولا يجوز للمرأة وقتها الصلاة أو الصوم.

أحاديث الرسول عن الطهارة

توجد العديد من  احاديث الرسول عن الطهارة  التي توضح مدى أهمية الطهارة في الدين الإسلامي بل أن رسولنا الكريم قد أشار إلى أن المسلم لا يكتمل إسلامه إلا عن طريق النظافة سواء كانت الجسدية أو العامة لذلك نجد أن القرآن والسنة قد أوجبوا الاستحمام في بعض المواضع

مثل الجنابة فيما جعلوا الاستحمام مستحب في بعض المواضع الأخر مثل الذي يرغب في الاجتماع بالناس أو لإقامة الشعائر هذا بالإضافة إلى الدليل القاطع على ضرورة النظافة أنه لا يقرب الصلاة سوى المتطهرون كما يقول الله

«إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ».

قال صلى الله عليه وسلم:

«حَقٌّ لِلَّهِ علَى كُلِّ مُسْلِمٍ أنْ يَغْتَسِلَ في كُلِّ سَبْعَةِ أيَّامٍ، يَغْسِلُ رَأْسَهُ وجَسَدَهُ».

قال صلى الله عليه وسلم:

«لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة».

قال صلى الله عليه وسلم:

: «إن الله جميل يحب الجمال».

قال صلى الله عليه وسلم:

«الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن –أو تملأ –ما بين السماء والأرض، والصلاة نورٌ، والصدقة برهانٌ، والصبر ضياءٌ، والقرآن حجةٌ لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها».

قال صلى الله عليه وسلم:

«عَشْرٌ مِنَ الفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وإعْفاءُ اللِّحْيَةِ، والسِّواكُ، واسْتِنْشاقُ الماءِ، وقَصُّ الأظْفارِ، وغَسْلُ البَراجِمِ، ونَتْفُ الإبِطِ، وحَلْقُ العانَةِ، وانْتِقاصُ الماءِ».

حالات يستحب فيها الغسل

هناك بعض الأوقات التي يستحب فيها الغسل بالكيفية السالف ذكرها دون وجود جنابة ، ومنها:

  • الاغتسال يوم الجمعة.
  • الاغتسال عند الشروع للعمرة أو الحج.
  • الاغتسال لصلاة الكسوف والاستسقاء.
  • الاغتسال لدخول مكة.
  • الاغتسال لصلاة العيد.
  • الاغتسال عند الإحرام والطواف.
  • الاغتسال من تغسيل الميت.
  • حالة الإفاقة من الغيبوبة أو الجنون.

وختاماً ، إن الغسل من الجنابة يعمل على تطهير البدن، كما أنه يعد طاعة لرب العالمين واستجابة لأوامر الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه، وهذا ما يستوجب على كل مسلم الالتزام به سواء في حالات الوجوب أو الاستحباب، والتي ذكرناها بالتفصيل في هذه المقالة.

أ / ايه السيد جبر

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *