مهارات التفكير الإبداعي في التدريس

أ / إيمان محمد محمود

التفكير الإبداعي هو عملية فريدة وحيوية تتيح للأفراد ابتكار أفكار جديدة وحلاً للمشكلات، يتطلب هذا النوع من التفكير تخطي التقليد واستكشاف آفاق جديدة، يعزز التفكير الإبداعي الابتكار وتحفيز الإبداع من خلال التفكير خارج الصندوق والجمع بين مفاهيم مختلفة. إنه عنصر أساسي في مجالات مثل الفن، التصميم، والأعمال.

مقدمة عن التفكير الإبداعي

  • يعرف التفكير على أنه عملية يقوم بها العقل من أجل معالجة المعلومات المدخلة إليه والاستدلال عليها بطرق ما ليستطيع العقل استيعابها
  • كما يعد التفكير الإبداعي هو الأعمق والأفضل والذي يعرف على أنه معالجة العقل لكل البيانات والمعلومات المستقبلة وعدم الإعتماد عليها بشكل كامل حيث يقوم الفرد بتحليلها واستنباط الكثير من الأفكار الجديدة وبنائها من أجل إبداع معارف جديدة وأكثر جودة.

شاهد أيضًا:  مفهوم التخطيط الاستراتيجي في التعليم

التعليم الإبداعي

  • وفق للتطورات المعرفية والتكنولوجية التي يشهدها العالم أصبح هناك حاجة ملحة للتحول من التعليم بكل التقليدي إلى التعليم الإبداعي  وهو ذلك النوع من التعليم الذي يعتمد على إستقبال المعلومات وقيام العقل بالابتكار والإبداع والتفكير الناقد من أجل الحصول على معلومات حديثة .
  • كما يعرف التعليم الإبداعي على أنه مجموعة من الممارسات والأنشطة التي يقوم بها العقل واستنباط الحلول المنطقية للمشاكل التي تواجهه بشرط أن تكون هذه الحلول المستنبطة جديدة ومبتكرة ولها فاعلية في التغلب على المشاكل القائمة.

مهارات التفكير الإبداعي

  • القدرة على توظيف الطلاقة اللفظية

حيث أن طلاقة اللسان والقدرة على التعبير وتوليد أكبر محصول من الكلمات في موقف معين وزمن معين.

  • المرونة

ويقصد بالمرونة القدرة على توليد الأفكار في المواقف المختلفة وابتكار الحلول الجيدة.

  • طلاقة الأفكار

طلاقة الأفكار هي الأساس والأهمية الأكثر فاعلية في التعليم الإبداعي حيث يتم من خلال هذه الميزة إبتكار أفكار جديدة وفق لبعض الشروط والمحددات المرتبطة بالموقف التعليمي.

  • الأصالة

والتي تتمثل في حداثة المعلومات وقدرتها على التغلب على المشاكل الصعبة وربما تشير الأصالة إلى الثبات والتمسك بالمفهوم وقدرته على حل مشاكل مشابهة في مواقف مختلفة.

شاهد أيضًا:  إستراتيجية التفكير الناقد ومهاراته

أهمية التفكير الإبداعي

استكمالاً لحديثنا حول مهارات التفكير الإبداعي يعد هذا النوع من التفكير هو الأرقى والأسمى والذي يعكس قدرة الفرد على صياغة المشاكل وحلولها في سياق مبتكر وجديد كما أن التفكير المبتكر أو المبدع له أهمية كبيرة تتمثل في الأتي:

  • تتمثل أهمية التفكير الابتكاري أو الإبداعي في إبتكار حلول منطقية ومناسبة
  • القدرة على حل مشكلات التعليم المختلفة ومواجهة المحن
  • التكيف مع المواقف المختلفة
  • تنمية مهارة حل المشكلات بطريقة فردية
  • تنمية مهارات العقل العليا كالتطبيق والتحليل

معوقات التفكير الإبداعي

من المعروف والشائع أن الأشياء قد تكون سلاح ذو حدين تحمل الخير والسوء لصاحبها كما نرى ذلك أيضاً في التفكير الإبداعي الذي يحمل العديد من المميزات والمعوقات الخاصة بتطبيقه في نفس الوقت:

  • المشاكل النفسية والحواجز التي تمنع وتعيق تطبيقه حيث يخشى بعض الأفراد من إستخدام العقل في حل المشاكل بطريقة فردية والخوف من الفشل.
  • قد ينقل بعض الأفراد الفرضيات بطريقة فوضوية وعدم الإجتهاد في تحليلها والحصول على فرضيات أكثر فاعلية.
  • قلة الوعي والإدراك حيث أن ذلك النوع من التفكير يتطلب الابتكار وإعمال العقل بطريقة تسهم في ابتكار حلول جديدة والحد من التكرار.
  • قلة الثقة في النفس والإحساس الدائم بالفشل والإخفاق.

شاهد أيضًا:  ما هي مستويات التفكير من الأدنى إلى الأعلى هي؟

 أنشطة مهارات التفكير الإبداعي للأطفال

لتنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى الأطفال مجموعة من الإجراءات والأنشطة والتي تتطلب جهد مبذول من أجل دعم ذلك النوع من التفكير وإعمال العقل في مواجهة المشكلات تتمثل في الآتي:

  • رواية القصص الخيالية للأطفال وترك الأحداث مفتوحة ليقوم الطفل بإبتكار حلول أو نهايات منطقية لتلك القصص.
  • البحوث القصيرة التي يكلف بها الطلاب والأطفال في العمر الصغير حيث يقوم كل طالب بإبتكار قصة قصيرة أو بحث في موضوع ما وسرد الأحداث من خيالة.
  • مرادفات الكلمات حيث أن البحث عن مرادف لكل كلمة تلقى على الطلاب وتجميع أكبر عدد من المعاني ينمي مهارة الإبداع لدى الأطفال.

مراحل التفكير الإبداعي

وفي سياق الحديث حول مهارات التفكير الإبداعي يمكن تطبيق التفكير الإبداعي من خلال مجموعة من الخطوات الإجرائية التي تتمثل في الاتي:

1- التحضير والإعداد المسبق

  • حيث يقوم المعلم بإعداد الخطة المسبقة التي سيتم من خلالها عرض المشكلة أو الموضوع على المتعلمين وتجهيز البنية المعلوماتية التي تساهم في عرض قضيته.

2- التجميع والبحث

  • حيث تتسم تلك المرحلة بالجهد المبذول من أجل جمع المعلومات والبيانات الخاصة بالمشكلة وابتكار الكثير من الحلول المناسبة لها.

3- التحول والتغيير

  • وتسمى تلك المرحلة بالنبض أو القلب الخاص بعملية التفكير حيث يقوم الفرد فيها بتصنيف جميع المعلومات التي قام بتجميعها مسبقاً والعمل على صياغة المشكلة الأساسية في هيئة مشاكل فرعية ليسهل حلها.

4- البحث المستمر والاحتضان

  • هذه من اصعب مراحل عملية التفكير والتي يمر بها الفرد في مشاعر مضطربة من الخوف والقلق للحصول على نتاج تفكير أكثر جودة وكفاءة في حل المشكلة التي تواجهه.

5- الإشراق والوصول إلى الحل

  • في هذه المرحلة يتم الوصول إلى أكبر كم من الحلول والخروج من دائرة التفكير المغلقة وهناك الكثير من العوامل البيئية المحيطة بالفرد التي تؤثر على الحلول والاستنتاجات المستنبطة.

6- التقييم

  • مرحلة التقييم تشير إلى الحكم النهائي على الحلول التي توصل إليها العقل ومدى فاعليتها وقابليتها للتطبيق.

7- التنفيد

  • بعد عملية تقييم الحلول التي توصلنا إليها يمكن تنفيذها لمواجهة المشكلة أو المهمة التي كلف العقل بها في أول مرحلة.

شاهد أيضًا:  كيفيه كتابه مقال باللغة العربية للمبتدئين

 المفاهيم الخاطئة حول التفكير الإبداعي

  • يعتقد الكثير من الناس بأن التفكير الإبداعي عملية وراثية يولد بها العقل ولا يمكن للفرد تعلمها أو تنميتها وذلك من أهم الأخطاء الشائعة التي يجب تجاوزها.
  • كما يرى البعض أن التفكير المبدع ليس إلا عملية عقلية مرهقة والاعتماد على الحلول السريعة يعد الحل الأمثل.
  • من أهم المفاهيم التي يظنها البعض حول التفكير والتعلم الإبداعي هي الاستقراء وهي الحصول على معلومات موجودة بالفعل وذلك لا يفيد العقل ولا يبذل به أي مجهود مبتكر.
أ / إيمان محمد محمود

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *