أحاديث نبوية عن القرآن الكريم صحيحة

أ / ايه السيد جبر

أحاديث نبوية عن القرآن الكريم صحيحة عبر موقع muhtwa.com ؛ بعث الله العديد من الأنبياء لكل الأقوام على مر العصور المختلفة؛ منهم مَن كان حاملاًَ لِكتاب الله ومرسل به ولهذا يُقال عليه رسول ومنهم مَن نُزل عليه الوحي وأمر الناس بِعبادة الله وحده لا شريك له دون كتاب أما عن الرسل وهم أصحاب الديانات السماوية الثلاثة فإن لهم كتاب لكل منهم نزل في عصره على قومه، ولكن  القرآن الكريم  هو ختام جميع الأديان والكتب السماوية المقدسة والذي جاء به خاتم المرسلين الرسول  “محمد بن عبدالله”  -صلى الله عليه وسلم-.

أحاديث نبوية عن القرآن

قال طلحة بن مصرف : سألت عبد الله بن أبي أوفى : هل كان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى ؟ فقال : لا . فقلت : كيف كتب على الناس الوصية أو أمروا بالوصية ؟ قال : ( أوصى بكتاب الله) . (صحيح البخاري)، قال الحافظ : قوله ( كيف كتب على الناس الوصية ) أو كيف ( أمروا بالوصية ) أي كيف يؤمر المسلمون بشيء ولا يفعله النبي صلى الله عليه وسلم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عليّ إنها ستكون فتنة، فقلت: وما المخرج منها يا رسول الله؟…قال: كتاب الله عز وجل، فيه نبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تلتبس به الألسن ولا تزيغ به الأهواء ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه ، وهو الذي لم يتناه الجن إذ سمعته أن قالوا:{ إنا سمعنا قرآنا عجبا} من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم).

أحاديث عن فضل قراءة القرآن

القرآن الكريم جزء لا يتجزأ من الدين الإسلامي؛ فلا يكتمل إيمان المسلم بالدين الذي بعث به نور الهدى -صلوات الله عليه وتسليمه- إلا عندما يكون عالماً بالكتاب الذي أُرسل به إلى أمته وباقي الأمم التالية، ولا يتقصر العلم بالتنزيل الحكيم على حفظه فقط بل أن قراءته تُعد علماً به.

وبما أن الخالق -سبحانه وتعالى- رحيماً بِعباده ويرغب في أن يقربهم منه في الآخرة فإنه قد أعطى الجزاء لكل من يحاول قراءة القرآن الكريم أو حفظه.

وعلى الرغم من أنه لا يوجد إشارة مباشرة في المصحف الشريف إلى الفضل والجزاء الذي سوف يحظى به المسلم عند قراءته لهذا الكتاب العظيم إلا أن السنة النبوية الشريفة جاءت مكملة ومفصلة لِدين الله في أرضه لذلك نجد العديد من  الأحاديث النبوية عن فضل قراءة القرآن الكريم  بما يرغب العباد في الاستمرار في قراءته دون إنقطاع وعدم هجره حتى ينالوا الثواب العظيم الذي وعد به الرحمن على لسان رسوله الحبيب -صلى الله عليه وسلم-.

حديث أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). (صحيح مسلم).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن: ألف حرف ولام حرف، وميم حرف). (صحيح الجامع 6469)

حديث أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده). (صحيح مسلم).

حديث نبوي عن فضل حفظ القرآن

ليس من الصائب أن يساوي الله بين عباده الذين يقرأون القرآن فقط دون محاولة حفظه وبين العباد الآخرين الذين اجتهدوا وسعوا من أجل حفظ هذا الكتاب المبجل الذي يحتوي على العديد من السور القرآن التي يصعب حفظها، و-سبحانه تجلى في علاه- ليس بظلام للعبيد بل هو العدل والحق لذلك من الطبيعي أن يكون أجر حافظ القرآن أعظم من يقرأه دون الحفظ.

ونتيجة لِذلك فإن الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قد حرص كل الحرص على ذكر الجزاء الذي سوف يحصل عليه العبد في حالة حفظ القرآن وأتمه وقرأه باستمرار وذلك في سنته النبوية الشريف، ولم يذكر ذلك في حدث واحد بل في عدد من الأحاديث الصحيحة التي رواها عنه الصحابة -رضوان الله عليهم-، وفيما يلي سوف نقدم  حديث نبوي شريف عن فضل حفظ القرآن  لعله يكون سبباً في إقبال المسلمين من جديد على حفظ التنزيل الحكيم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، ريحها طيب وطعمها طيب . ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة ، لا ريح لها وطعمها حلو . ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، ليس لها ريح وطعمها مر). (البخاري ومسلم).

قال عمر : أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال : ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ) . (صحيح مسلم).

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). (صحيح البخاري).

أحاديث عن فضل القرآن الكريم وحفظه

يواصل الرسول الكريم في ترغبينا في قراءة القرآن الكريم وحفظه وعدم هجر المصحف الشريف من خلال ذكر فضل القرآن الكريم وحفظه  في سنته النبوية الشريفة.

والتي تظهر مدى العائد الكبير الذي يتنعم به العبد ليس في الآخرة فقط وإنما في حياتنا الدنيا لأن القرآن هو الكتاب الذي نُزل من أجل هداية الناس جميعاً إلى عبادة الله وحده لا شريك له والبعد عن معاصيه وبه سوف يتمكن الإنسان من الفوز بالدنيا والآخرة معاً.

وبما أننا في هذه الأيام نعيش واحداًَ من أفضل أيام العام وهو  شهر رمضان الكريم والذي يتواكب فيه المسلمين جميعاً من أجل قراءة الذكر العظيم وختمه أكثر من مرة فإنه يجب على كل مسلم أن يتعرف على الفضل العظيم والأجر والثواب الذي ينتظره كلما قرأ حرفاً من حروف القرآن وليس المصحف كاملاً، وهو ما سوف نوضحه عندما نعرض مجموعة جديدة من  الأحاديث عن فضل القرآن الكريم وحفظه.

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام ، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده ، وهو عليه شديد فله أجران) . (البخاري ومسلم).

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها). (صحيح الجامع 8122).

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يجيء صاحب القرآن يوم القيامة ، فيقول : يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة . ثم يقول : يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه ، فيقال اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة ) .(حسن) (صحيح الجامع 8030).

فضائل القرآن الكريم من الكتاب والسنة

نجح القرآن في إثبات عظمته وإعجازه على مدار السنين السابقة وحتى وقتنا الحالي بعد حدوث العديد من الأمور التي أخبرنا عنها هذا الكتاب العظيم والتي تنبأ بِحدوثها مثل آلاف السنين.

وهو ما تسبب في حيرة العديد من العلماء في جميع أنحاء العالم الذين ينتمون إلى الأديان الأخرى مما دفعهم إلى التأكيد على أن القرآن هو أعظم الكتب المتواجدة على مدار التاريخ لما يحمله من بلاغة لغوية واعجازات علمية كثيرة والكثير والكثير بما يجعله يستحق هذا التصنيف عن جدارة.

وبناء على ما سبق يجب على جميع أمة محمد أن تعرف قيمة الكتاب الخاص بِدينهم خاصة أن  فضائل القرآن الكريم من الكتاب والسنة  كثيرة ومتعددة وجميعها تعود على العبد بالنفع ولا يمكن أن تضره أبداً، وكما سبق وأن ذكرنا ي أكثر من مناسبة فإن الإنسان سوف يتمتع بالنفع الذي سوف يعود عليه من قراءة القرآن سواء في ديناه بالتيسير في أمور حياته المختلفة أو التعافي من الأمراض المختلفة وغيرها أو في الآخرة بِرفع درجاته وتقريبه من الجنة وابعاده عن عذاب النار.

عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القران أهل الله وخاصته). (صحيح الجامع 2165).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط ) . (حسن) (صحيح الجامع 2199).

( وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ) (الأعراف : 170).

( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) (الزمر : 23).

آيات عن فضل القرآن الكريم

لا يوجد كتاب سماوي قد نزله الله من فوق سبع سموات قد تحدث عن الفضل الذي يعود على العبد الذي يقرأه أو يستعين به في حياته سوى القرآن الكريم.

وهو ما يؤكد على عظمة هذا الكتاب بما يتناسب مع كونه آخر الكتب المقدسة التي نزلها الله -سبحانه وتعالى- والتي بها ختم جميع الأديان التي تدعو إلى عبادة الله دون شريك له ومواصلة العمل من أجل الآخرة باعتباره العمل الأول الذي خلقت له البشرية من البداية، وفي الذكر الحكيم نجد مجموعة من الآيات عن فضل القرآن الكريم  والتي سوف نعرض بعضها فيما يلي.

  • {هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ} [البقرة:185].
  •  ( إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً  ) (الإسراء :9).
  • يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس:57].
  • {وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء:82].
  • رابط الما{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} [فصِّلت:44].

في الختام؛ يقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز{مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}، ومن هذه الآية نستدل على أن الرحمن لم يخلق عباده لكي يعذبهم بل أنه -سبحانه تجلى في علاه- يعطي لهم العديد من الأسباب التي تساعدهم على القرب منه والفوز بالآخرة ومنهم القرآن الكريم الذي يجب أن نعود إليه ونقوم بِقراءته قبل أن ترفع الصحف في النهاية ويندم كل منا على عدم اغتنام الفرص التي أتاحها الله لنا طوال حياتنا.

أ / ايه السيد جبر

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *