مجموعة من أحاديث عن ليلة القدر صحيحة وفضلها

أ / ايه السيد جبر

من فضل الله على عباده بأن جعل لهم في العام مجموعة من الأيام التي يكون فضلها أعظم وتكون الأعمال فيها معظمة كما أن الدعاء يكون أقرب إلى الإجابة في مثل هذه الليالي عن باقي أيام العام، ومنها ليلة القدر التي سمى بها المولى سورة كاملة في القرآن الكريم باسمها وهي سورة القدر التي يقول فيها الرحمن في أول آياتها

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)}.

عن زر رضي الله عنه قال : قلت لأبي بن كعب رضي الله عنه أخبرني عن ليلة القدر فإن صاحبنا ( يعني بن مسعود ) سئل عنها فقال من يقم الحول يصبها قال : «رحم الله أبا عبد الرحمن لقد علم أنها في رمضان ولكنه كره أن يتكلوا أو أحب أن لا يتكلوا والله إنها لفي رمضان ليلة سبع وعشرين لا يستثني قال : قلت : يا أبا المنذر أني علمت ذلك قال بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قلت لزر : ما الآية قال تطلع الشمس صبيحة تلك الليلة ليس لها شعاع مثل الطست حتى ترتفع ».

ما ورد في صحيح البخاري:  “أنَّ رِجَالًا مِن أصْحَابِ النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ في المَنَامِ في السَّبْعِ الأوَاخِرِ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أرَى رُؤْيَاكُمْ قدْ تَوَاطَأَتْ في السَّبْعِ الأوَاخِرِ، فمَن كانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا في السَّبْعِ الأوَاخِرِ”.

أحاديث عن ليلة القدر صحيحة وفضلها

قبل أن نقوم بِعرض مجموعة الأحاديث النبوية الصحيحة الواردة عن الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم –عن كل ما يخص ليلة القدر من وقتها من العام والعلامات الخاصة بها .

التي يمكننا أن نتعرف من خلالها عليها بالإضافة إلى فضلها والدعاء الذي يجب ذكره في هذه الليلة المباركة يجب أن نتعرف في البداية على سبب تسمية هذه الليلة بهذا الاسم وفقاً للتفسير الذي اتفق عليه معظم علماء الدين الإسلامي والذي تم تقسيمه إلى رأيين هما كالتالي:

  1. سُميت ليلة القدر بهذا الاسم لأن القدر هو الشرف والعظمة والمكانة العظيمة، وهو ما يجعل اسم هذه الليلة يشير إلى مدى المكانة العظيمة التي تتحلى بها عند الرحمن مما جعله يُسمي السورة القرآنية  سورة القدر”.
  2. يمكن أن يكون المقصود م ن كلمة القدر هنا هو قدر الإنسان  أي حياته ومستقبله في الدنيا لأن بعض العلماء قد أكدوا على أنه من الممكن أن تُعاد كتابة الأقدار للإنسان الذي ينال هذه الليلة العظيمة ويُكتب له قدره في السنة الجديدة.

حديث عن ليلة القدر

حرص رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- على إخبارنا في الأحاديث الشريفة الصحيحة الواردة عنه والتي رواها صحابتِه وأمهات المسلمين.

والتي جاء بها معظم المعلومات التي تخص ليلة القدر ومن بينها توقيت هذه الليلة حيث ذكر -صلى الله عليه وسلم- في حديث عن ليلة القدر وتوقيتها،  والذي جاء به أن هذه الليلة هي أحد الليالي التي تقع في شهر رمضان الكريم،  وبِالتحديد في الأيام العشر الأخيرة من هذا الشهر الكريم.

وحدد الرسول الكريم في الحديث الشريفة أن ليلة القدر يمكن أن تقع في الليالي الوترية من العشر الأواخر بِمعنى أن العبد يمكن أن يلتمسها في بداية من الليلة 21  مرواً بباقي الليالي الوترية وهم “ 29،27،25،23″،  ولا صحة أن ليلة القدر تكون يوم 27 من شهر رمضان فقط، وهو ما سوف يؤكده الحديث الشريف الذي سوف نقوم بِعرضه فيما يلي في هذه الفقرة.

عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما : « أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر».

أحاديث عن علامات ليلة القدر الصحيحة

حرص نور الهدى -صلوات الله عليه وتسليمه- ألا يخبرنا بِليلة محددة من الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان المعظم لِتكون هذه الليلة هي ليلة القدر حتى يجتهد العبد في العبادات المختلفة طوال الشهر الفضيل.

ويزيد من اجتهاده أكثر في الأيام الأخيرة من هذا الشهر آملاً بأن يرزقه الله برؤية ليلة القدر التي بسببها قد ينال الإنسان حياته الدنيا والآخرة في آن واحد لأنها ليلة تساوي ألف شهر كما ذكر الرحمن في التنزيل الحكيم.

وعلى الرغم من عدم معرفة أحد بالليلة المحددة التي تكون فيها ليلة القدر إلا أن النبي محمد كان رحيماً بأمته بعدما أذن له الله من فوق سبع سموات بأن يخبرنا ببعض العلامات التي تظهر في الليلة التي يكون مقدر بها ليلة القدر.

من خلال هذه العلامات يمكن للعبد أن يتحرى ليلة القدر عن باقي الليالي الوترية في العشر الأواخر، ويمكن التعرف عليها بالتفصيل من خلال حديث علامات ليلة القدر الصحيحة  كما يلي.

عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر : «ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء».

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «في ليلة القدر : إنها ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى».

عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إني كنت أُرِيت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر وهي طلقة بلجة لا حارة ولا باردة كأن فيها قمرا يفضح كواكبها لا يخرج شيطانها حتى يخرج فجرها».

موعد ليلة القدر

أحاديث عن ليلة القدر

قال المولى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم

  {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}

ومن خلال السور الكريمة يمكننا أن نعلم أن لهذه الليلة مكانة عظيمة عن الخالق لأنه ليس من المعقول أن تنزل الملائكة إلى السماء الأولى وفقاً لِتفسير كبار العلماء في هذه الليلة بِصورة خاصة عن باقي ليالي العام إلا وإن كانت حقاً ذات شأن مبجل وعظيم.

لذلك يجب على العباد جميعاً أن يجتهدوا طوال العام وليس في  شهر رمضان  فقط مع زيادة العبادات في هذا الشهر العظيم حتى يجازيه الله ويجعله من عباده المصطفين الذين اختارهم لكي يروا هذه الليلة.

والتي ينال بها الإنسان فضل عظيم للغاية قد تحدثه عنه الرسول الكريم في عدد من الأحاديث النبوية عن فضل ليلة القدر،  والتي ترغب العباد في السعي من أجل الحظو بها في النهاية كأفضل جزاء على ما فعله من عبادات مختلفة في شهر رمضان.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقم ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر لله ما تقدم من ذنبه».

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : «دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم».

ما ورد في صحيح مسلم: “عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قالَ: تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ القَدْرِ، فأتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه-، وَكانَ لي صَدِيقًا، فَقُلتُ: أَلَا تَخْرُجُ بنَا إلى النَّخْلِ؟ فَخَرَجَ وَعليه خَمِيصَةٌ فَقُلتُ له: سَمِعْتَ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَذْكُرُ لَيْلَةَ القَدْرِ؟ فَقالَ: نَعَمْ، اعْتَكَفْنَا مع رَسولِ اللهِ الوُسْطَى مِن رَمَضَانَ، فَخَرَجْنَا صَبِيحَةَ عِشْرِينَ، فَخَطَبَنَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالَ: إنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، وإنِّي نَسِيتُهَا، أَوْ أُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن كُلِّ وِتْرٍ، وإنِّي أُرِيتُ أَنِّي أَسْجُدُ في مَاءٍ وَطِينٍ، فمَن كانَ اعْتَكَفَ مع رَسولِ اللهِ، فَلْيَرْجِعْ قالَ: فَرَجَعْنَا وَما نَرَى في السَّمَاءِ قَزَعَةً، قالَ: وَجَاءَتْ سَحَابَةٌ فَمُطِرْنَا، حتَّى سَالَ سَقْفُ المَسْجِدِ، وَكانَ مِن جَرِيدِ النَّخْلِ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَرَأَيْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَسْجُدُ في المَاءِ وَالطِّينِ، قالَ: حتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ في جَبْهَتِهِ”.

دعاء   اللهم بلغنا ليلة القدر

حديث عن الدعاء في ليلة القدر

قال علماء الدين الإسلامي أن الإنسان إذا رأي ليلة القدر عليه أن يدعو ويظل يدعو ويلح في الدعاء سواء لِنفسه أو لِغيره لأن الله سوف يستجاب فيها لا محالة كما وعد عباده في كتابه العزيز

وعن لسان الرسول الكريم في العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة، وعلى الرغم من أنه يمكن للعبد بأن يدعو بكل ما يحلو له في هذه الليلة إلا ان خاتم المرسلين قد أخبرنا في  الحديث عن الدعاء في ليلة القدر  وهو أفضل الدعاء والذي يعود بالنفع على الإنسان سواء في حياته أو في آخرته.

عن عائشة رضي الله عنها قالت : «يا نبي الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال : تقولين : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني».

يعطي الله لنا العديد من الفرص من أجل نيل الجنة والبعد عن النار لذلك يجب على جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم أن يستغلوا مثل هذه الفرص من أجل مصلحتهم الخاصة خاصة أن مثل هذه الأيام العظيمة مثل ليلة القدر أو يوم عرفة وغيرها تكون بِمثابة الفرص الذهبية التي إذا ضاعت لن يستطيع الإنسان تعويضها بِسهولة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *