نشأة ومراحل تطور اللغة العبرية

د/ بسمة محمد إبراهيم

تنتمي اللغة العبرية إلى اللغات السامية القديمة وهي تشبه كثير من اللغات القديمة مثل اللغة العمونية والفينيقية والمؤابيين , ويطلق على اللغة العبرية باللغة اليهودية نتيجة انتمائه للمجتمع اليهودي , وهي من اللغات المقدسة فقد نزل بها التوراة وكانت تعرف بأسم اللغه كنعان نسبة لاسم ورد في التوراة , وفي هذا المقال سوف نعرض عليكم بشكل مفصل نشأة وتطور اللغة العبرية .

تاريخ اللغة العبرية

اللغة العبرية أو العبرانية هي لغة سامية نشأت من مجموعة من لغات الشمالية الغربية والتي تأتي من فرع كنعاني تعتبر اللغة العبرية في العصر الحديث هي اللغة الرسمية لأكثر من سبع ملايين شخص موزعين في حدود اسرائيل والاراضي الفلسطينية.

واللغة العبرية الحديثة هي اللغة الرسمية لليهود والتي يستخدمها كلغة رسمية للبلاد للتعاملات الرسمية والتي تتغير عن اللغة العبرية الكلاسيكية والتي يستخدمها اليهود في دور العبادة.

اللغة العبرية لها العديد من اللغات مثل لغة كنعان وهي اسم وارد في التوراة , واللغة المقدسة نتيجة نزلها مع التوراة واسم اللغة العبرية وهو أشهر الأسماء لها نسبته إلى العبرانيين الذين طورا اللغه بعد كنعانيين.

كما إن اللغة العبرية مرت بكثير من المراحل والتطورات في اللغة حتى أصبحت اللغة العبرية التي يتحدثون بها الان وفيما يلي سوف نعرض مراحل تطور اللغة العبرية.

شاهد أيضًا:  بحث عن الحال في اللغة العربية

مرحلة تطور اللغة العبرية

وتبدأ هذه المرحلة في القرن العاشر قبل الميلاد وانتشر اللغة العبرية في المناطق الجبلية في فلسطين وكانت تتميز اللغه العبرية عن باقي اللغات الأجنبية بالنقاء والبعد وكانت اللغة الرسمية لكثير من الأعمال الأدبية في العهد القديم وهناك كثير من النقوش الاثرية من الحجارة والصخور مكتوبة باللغة العبرية .

مرحلة تدهور اللغة العبرية

وتبدأ هذه المرحلة في القرن الخامس قبل الميلاد حيث بدأ استخدام اللغة العبرية يقل تدريجيا ويحل محلها اللغة الآرامية كلغة للتخاطب والادب أما اللغة العبرية فكانت تستخدم في المجال الديني فقط .

مرحلة العبرية التلمودية

في هذه المرحلة ثم توثيق اللغة الآرامية كلغة رسمية للبلاد واتجهوا زعماء الدين في تلك الفترة إلى شرح وترجمة العهود القديمة من اللغة العبرية إلى اللغة العامية حتى يفهمها اليهود فكتبوا المشناه والجمارا والتلمود واصبحت تخالف تلك الكتب عن أصلها العبري القديم من حيث الروح والألفاظ والتراكيب كما احتوت على مفردات من اللغات الاخري .

العصر المستورتي الطبري

وفي هذه المرحلة رجع قوة اللغة اليهودية نتيجة امتداد المناطق التي سيطرت عليها العرب إلى فلسطين حيث تمتع اليهود في هذه الفترة بالرفاهية الفكرية , فقاموا بكتابة كتاب المستورتيين وهو كتاب يوضح أسس عمليات التشكيل والتنقيط في اللغة العبرية والتي استخدمت كأساس لنظام التنقيط في العبرية حتى الآن.

شاهد أيضًا:  بحث عن التوابع في اللغة العربية كامل

العصر الذهبي

استكمالاً لحديثنا عن تطور اللغة العبرية في هذا العصر ازدهت اللغة العبرية في مجال الادبي أثناء حياتهم في بلاد الأندلس العربية , فالبيئة التسامح والتعايش في الأندلس ساعدت على ازدهار الحياة الأدبية في اللغة العبرية والعربية وظهور بعض الشخصيات التي لها تأثير واضح في العديد من الكتابات اليهودية واللغوية والدينية العبرية مثل كحاخام موسي بن ميمون سعديا الفيومي .

ويعرف هذا العصر بالعصر الذهبي حيث وصلت اللغة العبرية إلى أعلى درجات الازدهار فيها وانتهت مع سقوط دولة الأندلس .

فترة الهسكلاة

وفي سياق الحديث عن تطور اللغة العبرية تبدأ هذه الفترة في بداية القرن الثامن عشر في فترة الثمانيات والتي ظهرت فيها الأدب العلماني باللغة العبرية والتي بدأت على يد أدباء المتنورون والتي ظهروا في وسط أوروبا وخاصة ألمانيا ثم انتشرت في المجر والتشيك وإيطاليا وغيرها من الدول حتى وصلت إلى بلاد شرق أوروبا وروسيا وبولندا .

المتنورون ( المسكيليم ) بدأوا في العمل على إحياء اللغة العبرية بطرق مباشرة وغير مباشرة وتحويلها إلى لغة تحدث بين الناس .

في البداية كانت الغرض من توسيع اللغة العبرية من أجل استخدامها في الكتابة ثم تطورت إلى خلق لغة مركبة ترتبط بجميع الروافد المختلفة ثم حاولوا كثيرين إلى تحويلها إلى لغة المشناه وباقي روافد اللغة العبرية إلى مصدر شرعية لتطوير اللغه ثم زاد طوح إلى جعل اللغة العبرية لغة تحدث رسمية للجماهير .

شاهد أيضًا:  بحث عن النظافة أسلوب حياة

العصر الحديث

مع استيطان اليهود في فلسطين استمر اللغويين في جعل اللغة العبرية هي لغة أساسية في كتابة الكتب والصحف في الشوارع ثم استمر التعديل على اللغة من أجل جعلها لغة سهلة على اللسان حتى نجحوا في الخروج باللغة العبرية الحديثة والتي تأسست مع المجمع اللغوي العبري عام 1889 بواسطة مجموعة من المثقفين في القدس على رأسهم إليعيزر بن يهودا وقد وضعوا أسس لبناء اللغه وهي :

  • تحديد مصطلحات تخص مجال التعليم والمدارس ومجالات الحياة العملية والعلمية .
  • اتباع طرق للنطق الصحيح والكتابة وحل مشاكل النحوية .

في النهاية أصبحت اللغة العبرية هي اللغة الرسمية لإسرائيل ويستخدم في العديد من مجالات الحياه مع انها تختلف عن اللغة العبرية التوراتية القديمة .

أبجدية اللغة العبرية

  • تحتوي اللغة العبرية على 22 حرفا صامتا مرتب على شكل ( أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ) , وهي حروف مشتقة من اللغة الآرامية القديمة وتسمى الكتابة بها بخط المربع .
  • وفي الفترة الاخيرة ظهرت طريقة خط اليد والتي تستخدم طريقة الكتابة العادية مستخدم اليد .
  • واستخدام حروف اللينة كحروف مد في آخر أو وسط الكلمة א, ה, ו, י .
  • احتوت اللغة العبرية الكلاسيكية على 5 حركات أو أكثر في الكتابة أما اللغة الحديثة فهي تحتوى على 5 حركات قصيرة و 5 حركات طويلة بجانب حركات السكون التام والسكون المتحرك .

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *