خطبة عن الصبر قصيرة مكتوبة

د/ بسمة محمد إبراهيم

الصبر من أعظم الشمائل التي يجب أن يتحلى بها الإنسان بالرغم من أن في الصبر مشقة بالغة على تحمل الصعاب والقدرة على مواصلة الحياة رغم فواجعها , فلقد أراد الله عز وجل أن نكون من الصابرين الذين هم في منزلة عالية عند رب العباد , فكم من مواقف مرت علينا لم نصبر عليها ونحسن فيها التصرف كما أمرنا الله عز وجل وحينما نسترجعها نقول لأنفسنا يا ليتنا صبرنا على حكم الله .

مقدمة خطبة عن الصبر

أقوال الإمام الشافعي في الصبر

الحمد لله حمدا كثيرا مباركا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه , وصلى اللهم على سيدنا وحبيبنا ومولانا محمد بن عبد الله وعلى آلة وصحبه وسلم , أما بعد :

اليوم إخواننا الأعزاء نتحدث عن فضل الصبر وتأثيره على حياة الانسان , من أعظم اشكال الصبر هو الصبر على طاعة الله وابتغاء مرضاته ومجاهدة النفس في الشهوات والمعاصي .

ليس من السهل التغلب على شيطان النفس وليس من السهل أيضا معصية الله , فالتحكم في النفس في زمن مليء بالمغريات والشهوات والصبر على حكم الله وعبادته هي من أروع صور الصبر .

كما أن هناك نوعا اخر من الصبر وهو الصبر على ظلم الناس والعباد , فالمعنى الحرفي للصبر هو المنع وعكسه الجزع , فكم علمنا بظلم الناس لنا سواء عن طريق الغيبة وأكل الحقوق او الخوض في الاعراض

او عديد من أشكال الظلم المادي او المعنوي وعندما أوصانا الله بالصبر شعرنا في البداية بمرارة السكوت وعدم أخذنا لحقوقنا ولكن فيما بعد اتضح انه من الأفضل لنا ان نصبر في بعض الأوقات احقاقا لقول الله العزيز في محكم آياته

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) .

كلمة قصيرة عن الصبر

الصبر هو اللجوء الى الله هو الاحتماء الكامل ضد أي ظلم وعدوان فهو الذى يقدر أن يبدل الحال الى افضل منه وليس معنى هذا الخنوع والضعف وعدم الدفاع عن الحقوق لا والله ليس هذا ولكن هناك بعض الأمور التي تتطلب فطنة المؤمن والتفريق بين وقت الحق ووقت المشاحنة بين موقف الصبر وموقف العداء والتهور .

ويتجلى هذا المعنى في حديث سيدنا رسول الله ( إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا كَانَ مُخَالِطًا النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنَ الْمُسْلِمِ الَّذِى لاَ يُخَالِطُ النَّاسَ وَلاَ يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

تتجلى حقيقة الصبر في منع النفس والتحكم فيها وعدم الانسياق وراء المغريات الدنيوية التي قد تغضب الله عز وجل , كما أن الصبر عنوان المسلم الحق الذى يلتزم بما كان يفعله نبينا الكريم وينتهى عن ما كان ينتهى عنه .

فلقد ضرب لنا رسولنا الكريم أروع أمثلة الصبر على مصائب الدنيا عندما مر عليه عام الحزن وقد فقد السيدة خديجة بنت خويلد زوجته الأولى ورفيقة دربه وأول من آمن به من الناس والنساء .

وهو نفسه العام الذي توفي فيه عم النبي أبو طالب الدرع الحصين والسند الذى كان يمنع عنه أذى مشركي قريش , والذى زاد من حزن رسول الله أن عمه لم يمت على الإسلام بل مات على الكفر .

مما جعل النبي يلجأ الى الصبر يلجأ الى الملاذ الأكبر الأعظم ملاذ الله الملك الحق مبشر الصابرين ومكافئهم اذا صبروا على حكمه وبالفعل تتجلى اعظم صور المكافئة بعد الصبر حين يمن الله على نبينا الكريم برحلة الاسراء والمعراج وكأنها تخفيفا عن حزنه وألمه في هذا العام الذى كاد ان يفطر قلبه لولا الصبر والرجوع الى الله تأكيدا على قول الله تعالى

(وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) .

كلمة خطبة عن الصبر

الصبر في الإسلام

ولقد وصف الله الصابرون بعدة اوصاف منها , ‏

”‏ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ‏”‏

أي ان الله يجعل من يصبر في قومه مثل الامام الذي ينتصح به الناس ولجأوا اليه في أوقات حيرتهم حيثوا قام بما أمره به الله من مجاهدة النفس عند البلاء وعند الشهوة وعند الغضب وعند الظلم فاصبح مهيئ تماما ان يكون مثلا يحتذى به أمام الناس .

ولقد قال الله تعالى في محكم آياته ”‏ أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا ‏”

إنها المكافأة التي يحصل عليها العبد المسلم عندما يسلم أمره الى الله ويصبر على ما يؤلمه ويصبر على وسوسة الشيطان ويمتنع عن المثول تحت شره وشركه ويرفع من شأن نفسه التي يريد الله ان يهديها الى أقوم الطريق , بعد ذلك يصل الى مرحلة التعزيز من الله بعد التسليم بأمره والصبر عليه وتأتى الهبة والمنحة من الله أن يضاعف له أجره ويجزيه خيرا وعند الله حسن المئاب .

حديث عن الصبر

أقوى 20 كلام عن الصبر

في سياق حديثنا حول خطبة عن الصبر كان رسولنا الحبيب أحكم الخلق الأكثر هم وعيا وفطنة القادر على تحمل كل مصاعب وفواجع الدنيا وتجده بعد ذلك صابرا متحسبا بشوش الوجه لعلمه بان حكم الله هو الخير وان اتباع فضيلة الصبر هي المنجية بإذن الله .

فقد روى جابر أنه سئل صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال‏:‏ الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ (رواه أحمد وفي حديث عطاء عن ابن عباس‏:‏ لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأنصار فقال‏:‏ ‏

“‏ أمؤمنون أنتم ‏”‏ فسكتوا فقال عمر‏:‏ نعم يا رسول الله قال‏:‏

‏”‏ وما علامة إيمانكم ‏”‏ قالوا‏:‏ نشكر على الرخاء ونصبر على البلاء ونرضى بالقضاء

فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏“‏ مؤمنون ورب الكعبة ‏”‏ رواه الطبراني في المعجم .

ويتيح لنا من تلك الاحاديث الشريفة ان الله يجزى الذين صبروا ويعززهم ويزيد من ثوابهم في الدنيا والاخرة , كما ان شكر الله ليس في أوقات الرخاء فقط ولكن أيضا في أوقات الشدة

وذلك لأن الله هو الرحمن الرحيم هو من يرحم ضعفنا و خضوعنا وقلة حيلتنا عند البلاء أو الفاجه وهو الذي بمشيئته القادر على أن يخرجنا من حلق الضيق الى أوسع الطريق وذلك بالتسليم التام لمشيئته عز وجل .

د/ بسمة محمد إبراهيم

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *