ايات قرآنية عن الظلم والمظلوم

أ / ايه السيد جبر

إن الله -سبحانه وتعالى- هو رب السماوات والأرض ودينه هو دين الإسلام دين نبينا محمد آخر الأنبياء والمرسلين -عليه أفضل الصلاة والسلام-، والقرآن الكريم هو أهم مرجع وشريعة في ديننا الإسلامي ومنه نستمد تعاليمنا وقيمنا ونلتزم بكلام الله -سبحانه وتعالى- خاصة أنه يتضمن آيات كثيرة تدلنا في كل مواقف حياتنا ومنها الفرج والصبر والظلم والعدل وغيرها ؛ ولكننا بصدد الحديث عن الظلم وما يقع على المظلوم من الظالم وفقاً لما جاء في التنزيل الحكيم.

ايات قرآنية عن الظلم

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ} ﴿21 الأنعام﴾.

{فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} ﴿33 الأنعام﴾.

{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا} ﴿30 النساء﴾.

بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴿49 النساء﴾.

{وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ﴿51 المائدة﴾.

وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ﴿151 آل عمران﴾

إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿21 الأنعام﴾

 آيات قرآنية لرد الظلم

‏إن عظمة الله تعالى تتجلى في الكثير من النعم المتواجدة في حياتنا والمحيطة بنا في كل مكان، ولكن النعمة الأهم والتي لا يدرك معظمنا أهميتها هي القرآن الكريم نظراً لما يتضمنه من أمور مختلفة تخص جميع أحوالنا سواء في الدنيا أو الآخرة وحلولها أيضاً، وأحد الأمور التي تحدث عنها هذا الكتاب العظيم هو الظلم، وعلى الرغم من أن الظلم يعني تسلط القوى على الضعيف سواء كانت هذه القوة نابعة من بنية جسدية أو مال أو سلطة أو غيرها بما يُشعر الظالم أنه لا يقدر عليه أحد.

إلا أن الضعيف يكون معه القوي العظيم وهو الله تعالى حيث وضع الرحمن ضمن قوانين هذا الكون أن كل ظلم يرده الله بقدرته إلي الظالم مرة أخرى سواء في الحياة الدنيا أو في الآخرة لأن الله تعالى هو العادل لا يحب الظلم ولا الظالم خاصة أن -سبحانه تجلى في علاه- جعل الظلم من الصفات التي رفعها عن ذاته الإلهية مما يدل على كره الله لهذا الفعل عن أي فعل ومعصية أخرى لهذا هو يحب المظلوم الذي يلجأ إليه واثقاً أنه سوف ينصره على كل من ظلمه وجار عليه ويكره الظالم الذي لا يخشاه ويظلم العباد.

  • {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} ﴿192 آل عمران﴾.
  • ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿281 البقرة﴾
  • وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿25 آل عمران﴾
  • {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴿ البقرة 270).

آيات قرآنية عن الظلم

ايات قرآنية عن الظلم والاعتداء

الاعتداء على الإنسان بأي طريقة كانت لا يعتد به كعمل أخلاقي أو إنساني في اللفظ في حد ذاته مريع فما بالنا نحن بالفعل ؟!، وساء كان الظلم أو الاعتداء هما وجهي لعملة واحدة ولا يرضى الله عن الشخص الذي يقوم بفعل مثل هذا الفعل ويعاقبه ويرد له ما فعله في غيره سواء في حياته أو حتى في الآخرة بعد مماته، وذلك لأن الله تعالى لا يجب الظلم ولا يدعو له في ايات قرآنية عن الظلم والاعتداء.

بل أن الله تعالى ورسوله الحبيب قد نهوا عن ظلم الناس وقهرهم أو الاعتداء عليهم باختلاف الطرق سواء بالتعدي على النفس أو الأهل أو المال أو التعرض لهم بأي نوع من أنواع الأذى حتى وإن كان أذى نفسي لأن الظلم يجعل الإنسان يشعر بالحزن والأسى والإسلام دين يهتم بالإنسان ونفسه كما أن الظالم مثواه في النار لا محالة ولا يحب الله تعذيب عباده أبداً لِقوله تعالى  {مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}.

  • {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ﴿229 البقرة﴾.
  • {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} ﴿10 النساء﴾.
  • {وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} ﴿72 المائدة﴾.
  • {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ﴿45 المائدة﴾.

ايات قرآنية عن الظلم والمظلوم

إن الظلم فعل قبيح لأنه من الأشياء التي نهانا عنها الله تعالى ورسولنا الكريم وأيضاً تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي تدعو الناس لِتجنب ظلم غيرهم حتى لا يضرون غيرهم حتى لا يخالفون تعاليم دينهم الذي يلتزمون به أمام الله تعالى وما يفعله الظالم يعود إليه تحت مقولة “كما تدين تدان”أي أن الظلم يكون ضرراً للنفس أيضاً لأنه سوف يرد للإنسان آجلاً كان ام عاجلاً.

كما حذرنا رسولنا الحبيب -صلى الله عليه وسلم- من أن نقع في ذنب ومعصية الظلم لأن دعوة المظلوم مستجابة ولا راد لها ويتقبلها الله تعالى كما ورد في أحاديثه الشريفة هذا بالإضافة إلى القرآن الكريم الذي توجد فيه العديد من ايات قرآنية عن الظلم والمظلوم ، ‏وإن كان حديثنا عن الظلم فنحن لا نتحدث عن تكوين المدينة الفاضلة بكل التفاصيل ولكن نريد أن ننشر الثقافة الدينية الحقة التي تدعو إلى السلام وإبعاد الناس قدر المستطاع عن ظلم بعضهم البعض.

  • وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا ﴿٣٣ الإسراء﴾
  • وَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ ۚ نِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ (آلأنفال 40)
  • فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ﴿١٠ القمر﴾
  • إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ﴿١٦٠ آل عمران﴾
  • وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ،وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ﴿الصفات 116،115).
  • وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (الأنفال 26).
  • وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ ۗ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ ۖ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ۚ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (يونس 54).

آيات قرآنية عن المظلوم

آيات قرآنية عن العدل

العدل صفة الله الواحد الأحد فهو العدل العادل الذي ينصف المظلوم على الظالم ويرد الحقوق فهو إله الحق والعالم بما يدور داخل قلوبنا فلا يلجأ إليه مظلوم ويرده اطلاقا فالله تعالى يستجيب دعوة المظلوم استجابة سريعة كما أنه –سبحانه وتعالى- أكد على عدله ونصفه للمظلوم عندما رفع عن نفسه صفة الظلم لذلك لم يقتصر دور القرآن على التحدث على الظلم والمظلومين بل تواجدت مجموعة من  الآيات القرآنية عن العدل ، والتي توضح أن الله عدل ولا يُظلم عنده أحد.

‏وإذا بحثنا في الدين الإسلامي وتعاليمه التي يجب أن نلتزم بها  جميعا كمسلمين وأن نجعل مرجع حياتنا القرآن الكريم فإننا سوف نجد أن عصام الأم السوية هو تطبيق العدل والبعد عن الظلم لذلك يجب علينا جميعاً أن نلتزم بالعدل فيما بيننا ونترك الظلم ونلتزم بديننا الحنيف لكي ننال رضا الخالق العظيم، ومن ثَم نحقق الهدف الأسمى من خلقنا في هذه الحياة وهو دخول الجنة والخلود بها بعيداً عن النار.

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} (النساء: 58)

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} (النساء: 135).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المائدة: 8).

{وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُون} (الأعراف: 181).

{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (النحل: 76).

حديث قدسي عن الظلم

مثلما هو القرآن الكريم هو كلام الله وحديثه إلى عباده عن لسان النبي محمد –صلى الله عليه وسلم-؛ فإن الأحاديث القدسية كذلك حتى وإن كانت الصيغة من الرسول وليست من الله إلا أن المعنى يظل موجهاً من الخالق إلى عباده، وبما أننا نتحدث عن الظلم ومدى قباحة هذا الفعل في الدين الإسلامي وعند الخالق.

كان علينا أن نشير إلى أن الله لم يكتفي بالحديث عن الظلم والظالمين وجزائهم في الآخرة في القرآن الكريم فقط بل أنه أشار إلى ذلك في حديث قدسي عن الظلم مما يدل على شناعة هذا الفعل وأنه أحد الأفعال التي لا يحبها الله أن تحدث كما أن الدليل الأعظم على ذلك أن الله لم يجعل بين دعاء المظلوم وبينه حاجب بل أنه مستجاب ولا ترد هذه الدعوة أبداً على عكس الدعوات الأخرى.

عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ : «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا» رواه مسلم.

الله لم يذكر الظلم إلا حتى يحذر عباده منه لأنه سبحانه وتعالى رحيم بعباده ويريد أن يدخلهم الجنة لذلك يجب أن نراعي ذلك الأمر بأن نبتعد عن معاصيه وما يغضبه وأن نتسابق من أجل فعل ما يحبه الله.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *