آيات عن الصبر على المرض

أ / ايه السيد جبر

آيات عن الصبر على المرض الدنيا هي دار الشقاء التي يشعر فيها الإنسان بِعدم الراحة ويعمل فيها ويواصل الكفاح من أجل نيل الجنة في الآخرة وهو الهدف الأسمى لدى كل إنسان، وأحد صور الشقاء التي يتعرض لها العبد في حياته هو الابتلاء بِالمرض الذي يُعد الابتلاء الأعظم لأنه يضعف الإنسان ويجعله يشعر بالضعف الشديد وعدم القدرة على فعل شيء، وفيه أيضاً تظهر قدرة الله وقوته في أنه هو وحده القادر على إزاحته عن عباده أجمعين.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المائدة: 94].

﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الأنعام: 165].

﴿وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الأعراف: 168].

﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [هود: 7].

آيات عن الصبر على المرض

عندما يبتلي الله العبد بِمرض ما سواء كان مرض خطير أو غير ذلك؛ يكون لِعدة أسباب منها رغبة الخالق في أن يرفع درجة العبد في الآخرة لأن السقم يمحو من السيئات ويزيد في الحسنات كما أنه من الممكن أن يكون تذكرة للعبد الذي يفعل المعاصي على قدرة الله من أجل العودة إليه مرة أخرى والتذكرة بأن الإنسان لم يُخلق في الدنيا إلا لِعبادة الله ورضائه وليس للعبث واللهو في ملذات الدنيا ومتاعها.

وعلى الرغم من أن آيات الصبر على المرض والابتلاء   ليست كثيرة إلا أن أكثر الآيات التي يمكن أن يأخذ بها العبد في حياته وعند إصابته بأي مرض هو قصة سيدنا “أيوب”-عليه السلام- الذي أصابه الله بالأمراض والابتلاءات المختلفة ولكنه صبر واحتسب  لِسنوات طويلة لذلك عوضه الله بأضعاف ما كان يدعو ويحلم به في حياته لذلك على الإنسان على ييأس أبداً وألا يمل من الدعاء حتى يأذن الله بأمره ويرفع مرضه عن أجساد عباده كما توجد آيات لم يذكر فيها المرض بِصورة مباشرة إلا أنها تُطبق على عليه.

﴿إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف: 87].

 ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [ يس : 82]. 

﴿أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [النمل: 62].

﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأنعام: 17].

﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾ [الأنبياء: 83، 84].

﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [آل عمران: 186].

آيات قرآنية عن الصبر

آيات قرآنية عن الصبر والفرج

لا يكتمل إيمان المرء إلا عندما يرضى بما كتبه الله عليه في حياته وأن يثق بأن الله يفعل له الخير ويدبر له أمره بالطريقة الصحيحة حتى وإن لم يعلم العبد ذلك في وقتها، ولكن في الوقت المناسب سوف يرى ما فعله الله من أجله وسوف تسر نفسه ويسعد سعادة لم يكن يحلم بها، ولكن حتى يتم ذلك يجب أن يصبر العبد ويحتسب كل ما يحدث له في حياته عند الله حتى يأخذ الأجر كاملاً وينعم به سواء في الحياة الدنيا أو في الآخرة، وهو ما تدعو إليه  الآيات القرآنية عن الصبر والفرج  في السور المختلفة من القرآن الكريم.

  • (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 155].
  • {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا ۙ قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ﴿البقرة 25).
  • {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} ﴿آل عمران 171).
  • {اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} ﴿١٥٣ البقرة﴾.
  • {قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولنا وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.

آيات قرآنية عن الصبر عند الموت

الموت هو المصيبة الأعظم التي قد يُصاب بها الإنسان في حياته لأن الفراق من أصعب المشاعر التي قد يشعر بها أي إنسان على وجه الخليقة إلا أنه في الوقت نفسه هو حقيقية وقضاء واقع على كل بني البشر لا محالة، وعلى الرغم من تسليم الناس بهذا الأمر إلا أن الشعور الذي ينتابهم عند فقد أحد أحبائهم أو شعور الخوف من الموت هو أمر طبيعي لذلك نجد أن الرحمن يصبر عباده سواء الذي يحين أجله أو الأحياء الذي يشعرون بألم الفراق في  الآيات القرآنية عن الصبر عند الموت،  وليس هناك أعظم من كلام الله حتى نصبر على هذه المصيبة.

﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 32].

﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ [البقرة: 154].

﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169].

﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران: 185].

﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 145].

﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [الأنبياء: 3].

(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة: 156].

آيات الصبر على المرض والتفاؤل

يُعد الوقت الراهن من أكثر الأوقات التي عرف البشر جميعاً قدرة الله وعظمته وأن الإنسان مهما بلغت قوته لن يستطيع الوقوف أمام قدر الله وقضائه بعد أن ظهر في العالم أجمع مرض جديد المعروف باسم “ فيروس كورونا المستجد”  الذي لا يزال يتفشى ويصيب الناس ويتسبب في موتهم مع وجود عجز كامل من العلماء والأطباء لِتدبر أمر هذا المرض، ولهذا لن يكون أمام الناس إلا الاستعانة  بِالآيات عن الصبر والتفاؤل  والتي قد تجعل الإنسان ويهدأ ويعلم بأن كل أمر لا يحدث سوى بإرادة الله وأن الخير هو ما يحدث حتى وإن كان مرض.

  • ﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 7].
  • ﴿ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 214].
  • ﴿ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾ [الرحمن: 29].
  • ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6].
  • {وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ} ﴿١٦ المائدة﴾.
  • {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} ﴿٦٤ الأنعام﴾.
  • {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم}.

الصبر على المرض

ختام مقالة آيات الصبر على المرض يجب أن يدرك كل مسلم بأن أي ابتلاء سواء كان مرض أو شيء آخر فإن الإنسان يؤجر عليه ويمحو من سيئاته خاصة إن صبر تطبيقاً لِقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ما يصيب المؤمن من نصبٍ، ولا وصبٍ ولاهمٍ، ولا حزنٍ ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه».

أ / ايه السيد جبر

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *