استراتيجية فراير في الدين

أ / سارة رزق

استراتيجية فراير في الدين هي واحدة من المخططات التعليمية التي أسسها العالم الشهير فراير، وذلك لتسهيل عملية استيعاب المعلومات للطلاب، ومن خلال تعبير الطلاب عنها بطرقهم الخاصة، وتتكون هذه الاستراتيجية من أربعة أقسام تتعلق بالمصطلح العلمي المراد فهمه، وتنقسم إلى تعريف المصطلح، وخصائصه، أمثلة دالة على، أمثلة أخرى غير دالة عليه.

استراتيجية فراير في الدين

هذه الاستراتيجية تطبقها جميع الدول المتقدمة في نظامها التعليمي، ولقد زاد انتشار استراتيجية فراير حتى طبقت في شرح مادة الدين أيضاً تيسيراً وتسهيلاً على الطلاب، ومن أهمها:

  • استراتيجية القصة ذات الاتجاهين ويكون تطبيقها من خلال الطالب: حيث يُطلب من المعلم شرح القصة المطلوب دراستها في مادة الدين والتي تحمل قيمة من القيم الإسلامية المراد تعليمها للطلاب، بالإضافة إلى بيان وإخراج الدروس المستفادة منها.
  • ثم يختار المعلم طالب آخر ويجعله يُعلق على هذه القصة أو يقوم بحكاية قصة أخرى تؤدي إلى نفس الهدف، ثم يقوم المعلم بإعطاء مساحة للمناقشة في القصتين بين الطلاب.
  • استراتيجية العصف الذهني: والتي يُطبقها المعلم في الفصل من خلال طرح بعض القضايا الدينية المطلوب دراستها في المنهج، ويقوم بإلقاء بعض الأسئلة المتعلقة بها، ثم يناقش الطلاب فيها ليتمكنو من التعبير عن آرائهم فيها وابتكار بعض الأفكار والحلول الإبداعية من خلال تطبيق استراتيجية العصف الذهني.
  • استراتيجية المحاكاة: وهي عبارة عن تبسيط المواضيع المعقدة التي يصعب على الطالب تخيلها في صورة مشاهد واقعية ينفذها الطالب.
  • كما يُمكن أن يستعين المعلم ببعض القصص المصورة، مثل القصص القرآنية وقصص الأنبياء وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، فهذه الاستراتيجية تُساعد الطلاب على استيعاب مثل هذه الوقائع الكبيرة بشكل سلس ومبسط يناسب عقولهم.

شاهد أيضًا:  استراتيجية فراير في الرياضيات

مفهوم استراتيجية فراير أو التعليم النشط

تتضمن هذه الاستراتيجية مسؤولية تعزيز وتقوية الشراكة بين الطلاب والمعلمين خلال العملية التعليمية، وقد قام بتطويرها بعض العلماء المتخصصين في الفلسفة والتخصصات التعليمية الأخرى.

والجدير بالذكر هنا أن المعلومة لن يكون المعلم هو مصدرها الوحيد، وإنما مُشاركة الطلاب وحثهم على البحث عن المعلومة من مصادر أخرى غير المعلم، ثم مناقشتها في الفصل الدراسي، ما يُساعد بشكل كبير على تقوية مهارات التفكير والإدراك لدى الطلاب.

الهدف من استراتيجية فراير

لهذه الاستراتيجية الكثير من الأهداف التعليمية المهمة منها:

  1. تمكين الطلاب من فهم المحتويات الدراسية التي توجد في مناهجهم أو حياتهم بشكل بسيط.
  2. أن يكون لدى الطالب قدرة على الفصل بين المعاني والمفردات والربط بينهما، مما يُكسب الطالب إمكانية الربط بين المتشابهات وغير المتشابهات.
  3. تحطيم قاعدة حفظ المعلومة دون فهم، ومُساعدة الطالب على فهم المصطلح العلمي قبل حفظه.
  4. يحول العملية التعليمية من اكتساب المعلومات إلى عملية تطبيقية شيقة.
  5. تتيح للمتعلم مجموعة متنوعة من الفرص التعليمية ليستوعب بالطريقه أو الفرصة الأنسب له.
  6. هذه الإستراتيجية تضمن استمرارية العملية التعليمية في كل المناحي التعليمية المتنوعة.
  7. تُساعد هذه الإستراتيجية الطالب على تحمل المسؤولية التعليمية الخاصة به.
  8. هذا الأسلوب يُناسب الكثير من الطرق التعليمية الحديثة، كما أنه متوافق مع مستويات الذكاء المتعددة.

شاهد أيضًا:  استراتيجية جدول التعلم عن بعد

شرح استراتيجية فراير للتعلم النشط

هناك العديد من الاستراتيجيات التي يتم تطبيقها في عملية التعلم النشط والتي تُساعد على تنشيط التفكير الإبداعي، ويندرج تحتها بعض الاستراتيجيات التعليمية مثل:

  • إستراتيجية الحوار وهي تقوم على إدارة حوار فعال بين المعلم وتلميذه، بهدف تفعيل الكثير من المهارات التحليلية والتفسيرية من خلال معرفة وجهة نظر كل طرف من أطراف العملية التعليمية.
  • التعلم التعاوني وهنا يتم تشكيل الطلاب على هيئة مجموعات صغيرة، وفيها يشعر الطالب بأنه مسؤول عن اقتباس المعلومة ومشاركتها مع زملائه.
  • لعب الأدوار وهنا يتم تحميل الطالب دور المعلم في شرح الدرس مثلا، أو قيامه بدور إلقاء الأسئلة لزملائه أو لمعلمه.
  • العصف الذهني وهي من الاستراتيجيات التعليمية المهمة؛ حيث أنها تُشجع الطالب على تشغيل عقله واستعمال تحليله المنطقي في فهم واستيعاب المعلومات وترسيخها في الذهن بسهولة.
  • استراتيجية التعلم الذاتي وفيها يحفز المعلم الطالب بالبحث عن المعلومة بنفسه، وهي تُعتبر من أفضل الطرق التعليمية؛ لأنها تهدف إلى تدريب المتعلم على اعتماده على التعلم الذاتي والوصول إلى المعلومة بنفسه، وبالتالي ترسخ في ذهنه بشكلٍ أسرع.
  • استراتيجية الخرائط الذهنية وفيها يتم تدريب الطالب على استخراج والمصطلحات الأقرب للمصطلح الأساسي أيهما أبعد عن المعنى من خلال مخططات ورسومات تعريفية تتعلق بالمصطلحات والمفاهيم المطلوبة، وهذه الإستراتيجية لها القدرة على تلخيص مواضيع كبيرة في مخطط واحد، مما يسهل استيعابه وفهمه.

عوائق تطبيق استراتيجية فراير

هناك عوائق كثيرة تواجه عملية التعلم النشط، ويرجع بعضها إلى:

  • للثقافة المجتمعية، أو للخوف من تجربة ما هو جديد أو كسر القاعدة التعليمية القديمة.
  • وجود أعداد كبيرة من الطلاب في الفصل تُعيق عملية التعلم النشط، لأنه يتناسب أكثر مع الأعداد القليلة لتطبيق التفاعل بشكل أسهل وأبسط بين الطلاب.
  • كما أنه قد يكون لدى بعض المعلمين خوفاً من فقدانه السيطرة على الطلاب إذا يفتح أمامهم باب النقاش وفقدان هيبتهم أمامهم.
  • الخبرة القليلة لدى المعلم أو المدرس بهذه المهارات في تفعيل الحوارات والمناقشات بين الطلاب.
  • بالإضافة إلى أن عملية التعلم النشط تحتاج لبعض الأدوات والأجهزة لتفعيلها بشكلٍ صحيح في الفصول التعليمية وما يعيقها هو نقص هذه الأدوات في بعض المدارس وافتقارها للعديد من الأجهزة.
  • فضلاً عن أن وقت الحصة القليل لا يسمح بتجربة هذه العملية التعليمية، بالإضافة إلى خوف المعلم من تجاهل الطلاب للمشاركة وعدم إتقانها لعملية التفكير الإبداعي.

شاهد أيضًا:  ما هي استراتيجية فراير للتعلم النشط

لماذا يستخدم نموذج فراير؟

في بعض الأحيان يصعب على الطلاب تعلم المفردات الصعبة فيقوم بحفظها دون فهمها، مما يتسبب في نسيانها بشكلٍ سريع، لكن مع تطبيق نموذج فراير يكون التعلم أسهل وأسرع من خلال معرفة المفردات والمفاهيم المتوافقة مع المعنى والمفاهيم الغير متوافقة معه، حيث تُساعد على تعليم بعض المفردات الجديدة وزيادة الحصيلة اللغوية للطلاب وربطها بمفاهيم جديدة أخرى، كما أن نموذج فراير يُشجع الطالب على التحليل النقدي للمفاهيم والمعلومات الجديدة عليه.

استراتيجية فراير

مساوئ نموذج فراير

هذه الإستراتيجية لا تُطبق من خلال الصور المرئية؛ بل تعتمد على تخيل الطالب بنفسه للمفهوم، مما يجعل بعض الطلاب يعانون من إيجاد بعض الأمثلة له، ويُعتبر هذا من أكبر التحديات التي يواجهها هذا النموذج، كما أنه يصعب على بعض الطلاب مشاركة أفكارهم نتيجة خوفهم من أن تكون خاطئة، ومع هذ إلا أن هذا النموذج يُعتبر من أفضل النماذج التعليمية الفعالة في أكثر الدول المتقدمة.

استراتيجيات فراير بها الكثير من المزايا التعليمية التي تُساعد الطلاب على تسهيل العملية التعليمية من خلال تحديد المفاهيم المألوفة والغير مألوفة لديهم والربط بينها، فهو يعتمد على تشجيع الطلاب على البحث عن المعلومة من مصادر مختلفة، وعدم الاعتماد على المعلم فقط في تلقي المعلومات، حيث تُساعد الطلاب على ربط المفاهيم الجديدة والقديمة ما يعمل على زيادة الحصيلة اللغوية لدى الطلاب، كما أنها تشجع على إتقان مهارة التعلم الجماعي والتعليم الذاتي.

أ / سارة رزق

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *