دور المفكرين والعلماء في المحافظة على الأمن

أ / سارة رزق

إن توفير الأمن والأمان في أي دولة مطلب إنساني لابد منه، لقد خلقنا الله ذو فطرة مُميزة تحتاج للشعور بالأمان لنحيا حياة مستقرة، لذلك فإن وجود الأمن مسئولية على كل فرد في المجتمع؛ عندما يقوم كلاً منا بواجبه تجاه بلده ومجتمعه علي أكمل وجه نتمتع جميعاً بالأمن ولا يجرأ أى خطر من الاقتراب أو السيطرة.

دور المفكرين والعلماء في المحافظة على الأمن

نعلم جميعاً أنه لا حياة بدون أمن، فهو أساس الوجود، وأهم ما يسعى أى إنسان للوصول إليه وأبسط حقوقه علي المجتمع، لذلك فإن أى دولة مُتقدمة تضع دائماً توفير الأمن لكل مواطنيها في أولوياتها لتحافظ على تطورها وكيانها بعيداً عن الاضطرابات والجرائم التي تُهدد حياة الإنسان وأمن الدولة.

  • لذلك تُقدم الدولة العديد من الشروط والقوانين التي تحكم بها سير تقدم المجتمع وحماية المواطنين من أساليب الذعر والتنافس السلبي وارتكاب الجرائم، كما تضع العقوبات القصوى لمن يقوم بتهديد أمن الدولة واستقرارها.
  • إن وجود الأمن والأمان يؤثر على الإنسان نفسياً، واجتماعياً، وسياسياً، وفكرياً حيث توفر الراحة والأمان، وتجعل الإنسان يبذل أقصى ما عنده لينتج ويفكر ويبدع ويتقدم في مجاله بكل طمأنينة ويسر.
  • على عكس هذا فإن الدولة التي ينقصها الأمان لا تستطيع السعي والتقدم لما يُهددها من خوف وترهيب المواطنين وحياتهم ومستقبلهم.
  • لذلك فإن كل فئة من فئات المجتمع لها دور فعال في توفير الأمن والأمان، وتختلف هذه الأدوار حسب وظيفة ومهام كل فئة وما تستطيع تقديمه من خدمات.
  • بدءاً من رجال الجيش والشرطة إلي المعلمين ورجال الدين، وسوف نتناول بالشرح الإيجاز فئة العلماء والمفكرين .

المحافظة على الأمن

شاهد أيضًا:  تعريف المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي

دور العلماء في المحافظة على الأمن

إن للعلماء دور بارز لا يمكن الاستغناء عنه في المحافظة على أمن الدولة وسلامة المواطنين، فهم لهم طُرقاً خاصاً يستطيعون بها الوصول لعقول المواطنين وتشجيعهم على ذلك من حيث:

  • أنهم يقومون بدور المُربي والمُعلم لأبناء الوطن وترسيخ المبادئ والقيم، التي تدعو إلى حب الوطن وحمايته واجب علينا جميعاً وتوجيههم الأسلوب القويم الذى يخرج لنا شباباً أبطال يدافعون عن وطنهم ببسالة.
  • توعية الأبناء بالصعوبات والأخطار التي قد تطرأ على الدولة وتهديد أمنها مثل: الإرهاب والعصابات التي تُسبب الكثير من الجرائم والحوادث.
  • إجراء مؤتمرات وندوات تثقيفية تُنادي بالمحافظة على أمن الوطن ومكافحة أى خطر يمسه.
  • معرفة مدى خطورة الجماعات الإرهابية على وطننا العزيز، وما ينتج عنها من تدمير وإراقة للدماء وتشريد للمواطنين.
  • كما أن علماء الدين لهم دور مهم في الدعوة إلي الأمن كما ذُكر في القرآن الكريم في قوله تعالى: ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ).
  • هذا يدل على أن طلب الأمن أمر ديني ودنيوي، حيث دعا سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى الله بأن يؤمن هذا البلد، حتى ينعم أهلها براحة وأمان.
  • إقناعهم بأن العنف لا يكون حلاً إطلاقاً، بل يُسبب المشاكل والاضطرابات التي نحن في غنى عنها.
  • اخترع العلماء أيضاً العديد من التطورات والابتكارات التكنولوجية الحديثة التي تُساعد في المحافظة على الأمن، مثل وسائل الاتصال عن بعد وأجهزة المراقبة التي أصبحت ضرورية في كل مكان للإطلاع على الأحداث وكشف الأعداء.
  • المعرفة الكاملة بكل القضايا السياسية والوطنية والأخبار التي تحدث، والاهتمام بكل ما يخص وطننا وما قد يهدد استقراره.
  • اختراع أدوية لعلاج الأمراض المزمنة كالأمراض السرطانية والمعدية التي قد تُدمر جيل كاملاً، وتوفير المستشفيات المجهزة على أعلى مستوى لجميع الطبقات الاجتماعية للعلاج والقضاء تماماً على هذه الأمراض.
  • تطوير المناهج الدراسية طبقاً للحقبة الزمنية والأحداث التاريخية التي نمر بها.

دور المفكرين في المحافظة على الأمن

إن دور المفكرين لا يقل أهمية عن دور العلماء ورجال الدين، فجميعاً مكملون للبعض الآخر.

  • دور المفكرين لا يتوقف على التربية والتوعية فقط، بل يتعدى إلى وضع التخطيط السليم المترتب على قواعد معينة للقيام بدورهم بكل كفاءة.
  • يقوم المفكرين بوضع الخطط، لتتمكن من توفير الأمن والتقدم في كل جوانب الحياة والسيطرة على أى تدخل خارجي والتخلص من الإرهاب وتوابعه.
  • نشر وسائل التثقيف والتوعية وتوفير فرص العمل للشباب الناضج الذى يسعى لبناء مستقبل آمن وزاهر يرفع من سمو المجتمع والوطن بأكمله.
  • التوصل لحلول مقبولة للظروف الطارئة على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بالبلاد لمنع التجمعات الغير مسموح بها والمظاهرات، التي تؤدي إلى الإخلال بنظام الدولة وإسقاط قوانينها.
  • إطلاق حملات التوعية المستمرة والانفتاح في وسائل النشر والدعم المعنوي والمادي المتعددة للوصول بكل الطرق الممكنة إلى شعب واعِ متفهم كل أمور وطنه وكيفية المحافظة عليه.
  • الإدراك بقيمة الوطن وأنه مصدر الخير والرزق والسكينة وحياتنا جميعاً رهن له، ولابد من المحاربة من أجله.

شاهد أيضًا:  موضوع تعبير عن اليوم الوطني السعودي 93 كامل

كيفية محافظة العلماء والمفكرين على الأمن

وفي سياق الحديث حول المحافظة على الأمن هناك العديد من الطرق والوسائل التي تُمكن العلماء والمفكرين من نشر ثروتهم المعرفية والثقافية والفكرية وتغذية العقول بها للقيام بدورهم وذلك من خلال:

  • الوعي المادي والوعي المعنوي، حيث يضمن الوعي المادي كل الوسائل الكتابية، الكتب، والجرائد، والمجلات للكُتاب الكبار، ووسائل التواصل المتعددة التي تتيح الوعي والثقافة وتجنب العنف.
  • بينما الوعي المعنوي يشمل البرامج التعليمية والإذاعة والكمبيوتر والعديد من المواقع الإلكترونية المنتشرة بشكل لا حصر له مع التقدم والتطور الذي يقوم به المفكرين، ومتابعة كافة المجالات بكل سهولة في أي وقت وأى مكان.
  • مما يُسهل على المواطنين توسيع مداركهم ومعارفهم وفهم أهمية الأمن وضرورة المحافظة عليه.
  • إضافة إلى ذلك الأخذ في الاعتبار بوضع كافة الاحتياطات لأى ظروف طارئة قد تحدث وأن يكونوا دائماً على أتم الأستعداد والتضحية من أجل الشعور بالأمن.
  • ذلك من خلال التزامن مع القوات والجهات الأمنية التي لم يكتمل الهدف من دونها، ودورها أساسي لحماية الوطن والمواطنين.

شاهد أيضًا:  موضوع تعبير عن الربيع

شخصية العلماء والمفكرين

استكمالاً لحديثنا حول المحافظة على الأمن لكي يستطيع كلاً من العلماء والمفكرين السيطرة على عقول المواطنين وتنمية ثقافتهم، لابد من وجود بعض الصفات المميزة التي تُساعدهم على ذلك، وقد يرى البعض أن هذا الجانب لا أهمية له وأن خلفياتهم المعرفية هي الأمر الفاصل، لكن هذا غير صحيح؛ لأن الشخصية لها دور مهم في الإقناع وتوصيل المعلومة.

  • صفة الثقة من أهم الصفات التي يجب أن يتميز بها العلماء والمفكرين، فإذا وثق المواطنون بهم وبأن مصلحتهم خي الأهم وغرضهم من هذا هو توفير الأمن والعيش في سلام  تيسرت أمامهم كل المهام الصعبة، ويؤمنوا بكل كلمة تخرج منهم بلا معارضة ولا تعسيف، ويأخذوا نصائحهم على محمل الجد.
  • إن اتصافهم بالأخلاق السامية والسُمعة الشريفة ومصداقيتهم في التعامل كل هذا وأكثر يجعل الجميع يلتفون عليهم بكل الحب والاحترام والإيمان التام بما يقدمونه من أفكار وخطط،وتنفيذها، وبالتالي نحقق ما نسعى إليه والرقي بالوطن ونغزو الأعداء.

لكي يقوموا العلماء والمفكرين بأدوارهم وواجباتهم تجاه وطنهم لابد من تقدير مجهوداتهم وما يواجهونه من صعاب، وتوفير كل سبل الراحة التي تُهيأ لهم الإبداع، ودعمهم بأنهم جزءً لا يتجزأ من حماة الوطن ويمثلون الأساس لنشأة جيل مبتكر وواعي وذو ثقافة عالية، يستطيع تكملة مسيرتهم والسير على طريقهم ليبقى الوطن بؤرة الأمن لأبنائه.

أ / سارة رزق

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *