خواطر وكلمات نازك الملائكة الشاعرة العراقية

ميادة احمد

الشاعرة العراقية نازك الملائكة التي ولدت عام 1923 في مدينة بغداد اسمها بالكامل نازك صادق الملائكة، لم تكن نازك الملائكة أول من قامت بكتابة الشعر الحر ولكن سبقها في ذلك الشاعر بدر شاكر السياب.

ورثت نازك حب الشعر من والدتها الأستاذة سلمى عبد الرزاق التي كانت تقوم بنشر الشعر في المجلات تحت مسمى ”أم نازك الملائكة”، كان والدها الكاتب الكبير الأستاذ صادق الملائكة الذي أتحفنا بكتبه الرائعة ونرى أن والدها هو الذي قام بتسميتها نازك نسبة إلى الثائرة السورية نازك العابد.

يا ظلامَ الليــلِ يا طــاويَ أحزانِ القلوبِ أُنْظُرِ الآنَ فهذا شَبَحٌ بادي الشُحـــــوبِ جاء يَسْعَى تحتَ أستاركَ كالطيفِ الغريبِ حاملاً في كفِّه العــودَ يُغنّــــي للغُيوبِ ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليــلِ في الوادي الكئيبِ.

إِيهِ يا عاشقةَ الليلِ وواديـــهِ الأَغــنِّ هو ذا الليلُ صَدَى وحيٍ ورؤيـــا مُتَمنٍّ تَضْحكُ الدُنْيا وما أنتِ سوى آهةِ حُــزْنِ فخُذي العودَ عن العُشْبِ وضُمّيهِ وغنّــي وصِفي ما في المساءِ الحُلْوِ من سِحْر وفنِّ.

الليلُ يسألُ من أنا أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ أنا صمتُهُ المتمرِّدُ قنّعتُ كنهي بالسكونْ ولفقتُ قلبي بالظنونْ وبقيتُ ساهمةً هنا أرنو وتسألني القرونْ أنا من أكون؟ والريحُ تسأل من أنا أنا روحُها الحيران أنكرني الزمانْ أنا مثلها في لا مكان نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ نبقى نمرُّ ولا بقاءْ فإذا بلغنا المُنْحَنى خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ فإِذا فضاءْ.

حياتها ونشأتها

خواطر وأشعار نازك الملائكة

ولدت نازك الملائكة وسط أسرة ملمة بالعلوم والفنون، التحقت بمعهد الفنون الجميلة وتخرجت منه عام 1944 كما أنها أخذت درجة الماجستير في الأدب وتم تعينها في جامعات بغداد والبصرة والكويت وعندما سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية تعلمت اللغات الإنجليزية والفرنسية واللاتينية وأجادتها لدرجة أنها قامت بترجمة مجموعة من أعمالها.

خواطر وأشعار نازك الملائكة

خواطر وأشعار نازك الملائكة

تم نشر أول ديوان لنازك الملائكة عام 1947 تحت عنوان “عاشقة الليل”ومن بعده توالت الدواوين لها كقرار موجه ومأساة الحياة وأغنية الإنسان ويغير ألوانه البحر بالإضافة إلى العديد من الأعمال النقدية والتي من أهمها سيكلوجية الشعر وقضايا الشعر الحديث.

وفي عام 1999 قامت دار الأوبرا المصرية بتكريمها ولكن نازك الملائكة كانت تأمل في الحضور إلا أن مرضها منعها من ذلك الأمر الذي أدى إلى قيام زوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة بالحضور واستلام الجائزة عنها، وفيما يلي مجموعة من الخواطر والأشعار لنازك الملائكة.

  • أماه وحشرجةٌ ودموع وسواد وأنبجس الدم وأختلج الجسم المطعون والشعر المتموج عشش فيه الطين أمــــــاه ولم يسمعها إلا الجلاد وغداً سيجيئ الفجر وتصحو الأوراد والعشرين تنادي والأمل المفتون فتجيب المرجة والأزهار رحلت عنا غسلاً للعار ويعود الجلاد الوحشي ويلقى الناس العار (ويمسح مديته) مزقنا العار ورجعنا فضلاء بيض السمعة أحرار يــاربَّ الحانة أين الخمرة وأين الكاس نادي الغانية الكسلا العاطرة الأنفاس أفدي عينيها با القرأن وبلأ قدار أملئ كاساتك يا جزار وعلى المقتولة غسلاً للعار.
  • تمرّ عليها يد العاصفة فتمسحها دونما عاطفه وتسلمها للعدم ونحن ضحــايا هنا تجوع وتعطش أرواحنا الحائرة ونحسب أن المنى ستملأ يوما مشاعرنا العاصرة ونجهل أنّا ندور مع الوهم في حلقات نجزئ ايامنا الاّفلات إلى ذكريات وننتظر الغد خلف العصور ونجهل أن القبور تمد الينا بأذرعها البارده ونجهل أن الستائر تخفى يدا مارده.
  • سنحلم أنّا نســــير الى الأمس لا للغـــــــــــد وأنّا وصلنا الى بـــــــابل ذات فجـــــــــــــر نـــد حبيبين نحمـــــل عهد هوانــــــــا الى المعبـــد يباركنا كاهـــــــــــن بابــــــــــلىّ نقــــىّ اليــــد.
  • عبثاً تَحْلُمين شاعرتي ما من صباحٍ لليلِ هذا الوجود عبثاً تسألين لن يُكْشف السرُ ولن تَنْعمي بفكِ القيودِ في ظلال الصفصافِ قَضَيتِ ساعاتكِ حَيْرى تُمضُك الأسرارُ تسألين الظلالَ و الظلُ لا يعلم شيــــــئاً أبداً تنظرين للأ ُفق المجهول حَيْرى فهل تجلّى الخفيُّ؟ أبداً تسأليـــــن
    صمتٌ مُسْتغلِقٌ أبديُّ فيمَ لا تيأسينَ؟ ما أدركَ الأسرارَ قلبٌ من قبلُ كي تدركيها أسفاً يا فتاةُ لن تفهمي الأيامَ فلتقنعي بأن تجهليها أُتركي الزورق الكليل تسِّيرْه أكفُّ الأقدارِ كيف تشاءُ ما الذي نلتِ من مصارعة الموجِ؟ وهل نامَ عن مناكِ الشقاءُ؟ آهِ يا من ضاعتْ حياتك في الأحلامِ ماذا جَنَيْتِ غير الملالِ؟ لم يَزَلْ سرُّها دفينا فيا ضياعهَ عُمْرٍ قضَّيتِهِ في السؤالِ هُوَ سرُّ الحياة دقَّ على الأفهامِ.

وفاة نازك الملائكة

image 10

توفيت نازك الملائكة عام 2007 ودفنت بمقابر العائلة في القاهرة عن عمر يناهز 83 عام وكان سبب وفاتها أنها قد أصيبت بهبوط حاد في الدورة الدموية.

ميادة احمد

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *