بحث عن الذوق العام طويل

أ / سارة رزق

من أهم الصفات التي تميز أي إنسان عن غيره هي الأخلاق الحسنة ، والتي يجب أن يتحلى بها كل شخص حتى نحظى بحياة سليمة، يعم بها الحب والرخاء والتعاون، حيث تندرج جميع الأخلاق الطيبة تحت مفهوم الذوق العام، كما يهتم الكثير من الناس بمعرفة أسس الذوق التي يجب أن يتصفوا بها، ونتيجة لذلك قام الكثير بعمل بحث عن الذوق العام حتى يوضح ما هي هذه الأسس والمفاهيم، والتي حثت عليها الأديان السماوية حتى تتسم المجتمعات بأفضل السمات.

بحث عن الذوق العام

الحفاظ على أساسيات الذوق العام يُساعد كل شخص على تقبل الآخر، مما يسهم في تقدم المجتمعات، يرجع هذا المفهوم يضم جميع الأخلاق الحسنة والطيبة ، حيث تنصهر في بعضها البعض، وتنعكس على أقوال وأفعال من يتحلى بها.

نتيجة التمييز بهذه الصفات تجعل صاحبها لديه القدرة على فَهم مشاعر من حوله، والتعامل معها بطريقة سليمة تتفادى حدوث أي خلافات أو مشاحنات، بل يُراعي جميع الظروف المختلفة الخاصة بهم.

قد حثنا الله تعالى ورسولنا الكريم على حسن التعامل مع الآخرين والتميز بالأخلاق الطيبة ، ومراعاة قواعد الذوق العام في جميع تعاملاتنا اليومية،لأن هذا يعود بالنفع علينا حيث نظهر بأفضل صورة أمام الجميع، وبالطبع العمل على إرضاء الله تعالى.

بحث عن الذوق العام

شاهد أيضًا:  موضوع تعبير عن الموسيقى

الذوق العام في الإسلام

  • ومن خلال التعرف على بحث عن الذوق العام يدعونا الإسلام إلى كل ما هو نافع لنا في الدنيا والآخرة، فقد وضع الله تعالى لنا الأسس التي نسير عليها في حياتنا حتى نعيش في مجتمعات منظمة، لن يُشوبها أي خلافات أو مشكلات وذلك باتباعك لهذا الأسس.
  • حثنا الدين الإسلامي على  اتباع الذوق العام ، بل ووضحها الله تعالى في كتابه العزيز، كما وردت العديد من الأحاديث الشريفة على لسان أشرف الخلق النبي محمد صل الله عليه وسلم، والتي توضح ما هي قواعد الذوق العام التي يجب اتباعها.
  • الأخلاق الطيبة من أكبر أسباب دخول الفرد الجنة، لأن الإنسان اللين السهل الذي يتعامل بنية حسنة مع الآخرين، يُكون له مكانة عالية عند الله تعالى.
  • مما يدل على أهمية الأخلاق في الإسلام عندما أراد الله تعالى أن يمدح النبي صلى الله عليه وسلم، اختار سبحانه وتعالى أن يمدحه بحسن الخلق.
  • ذلك في قوله تعالى “وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ”، حتى يوضح لنا أهمية أن نتبع الأخلاق الحسنة في جميع تعاملاتنا.
  • بأن نجعل الرسول الكريم قدوة لنا في أخلاقه الحسنة، التي اتسم بها منذ صغره وحتى قبل نزول الدعوة الإسلامية عليه.
  • يتضح ذلك في أن أهم مهام النبي التي أرسله الله تعالى من أجلها، هي التأكيد على الأخلاق الحميدة وإرشاد الناس إلى كيفية اتباعها.
  • كان الصحابة حريصين على معرفة كل ما يمكن أن يرفع من درجاتهم في الجنة، فأرشده النبي الكريم إلى الأسس التي يجب عليهم اتباعه.

مظاهر الذوق العام

وفي سياق الحديث حول بحث عن الذوق العام هناك مظاهر عامة يجب أن نتحلى بها في تعاملاتنا مع الآخرين في حياتنا اليومية سواء في المنزل أو العمل، ومنها:

الاستئذان

  • من الأفعال التي يجب أن نحرص عليها هي أن نقوم بالاستئذان، قبل أن ندخل أي منزل سواء كان منزل أحد من الأقارب أو الغرباء، فلا ندخله إلا بعد موافقة صاحبه.

قال الله تعالى في كتابه الكريم “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”فهذه آداب شرعية يأمرنا الله تعالى أن نتحلى بها.

المعاملة الحسنة

  • يتم ذلك مع الجميع والمصافحة والابتسام في وجه الجميع حتى من لا نعرفهم، وذلك بهدف إفشاء السلام في المجتمع، وتوطيد العلاقات والاتصال القلبي بين الجميع، والمعاملة الحسنة مع الجميع.

كما حثنا رسولنا الكريم على هذه التعاليم، فقد ورد في الحديث الشريف قول الرسول الكريم “ كلُّ معروف صدقة، وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْق “.

  • أي أن تبتسم في وجه من تقابله يعد صدقة ومعروف تجد جزاءه عند الله تعالى، ولكن مع وجود النية.

الأخلاق الحميدة

  • اتباع الأخلاق الكريمة في التعامل مع الجميع، فإن الدين المعاملة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.

كما أكد على هذا المعنى في قوله “ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة؟ فأعادها ثلاثاً أو مرتين، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: “أحسنكم خلقاً”.

شاهد أيضًا:  إذاعة عن الذوق العام والرؤية المجتمعية بالمقدمة والخاتمة

أهم مظاهر الذوق العام الاجتماعية

الصوت المعتدل

  • من أهم المظاهر المتواجدة فى الذوق العام عدم رفع الصوت والحفاظ على مستواه المعتدل، الذي لا يزعج الآخرين.
  • لأن التحدث بصوت مرتفع من غير وجود ضرورة، يُعد أمر غير مقبول في أي مجتمع.

النظافة

  • يجب الحفاظ على نظافة أي مكان نتواجد فيه سواء كان مكان عام أو خاص، سواء كان ملعب أو محفل يجب التعامل بتحضر وعدم تلويث أي مكان.
  • حثنا الرسول الكريم على ذلك في قوله “إن الله جميل يحب الجمال” ، كما ورد أنه قال “إن النظافة من الإيمان”، مما يبين أهمية الحفاظ على النظافة .

تجنب السخرية

  • عدم السخرية من الآخرين لقد خلق الله تعالى الناس في طبقات بعضها فوق بعض، يختلفون في الشكل والمظهر والحالة والملابس.
  • لا نميز بينهم بالمظهر بل بالخلق الذي يتصفون به، وقد قال الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ”.

عدم التدخل في شئون الغير

  • عدم التدخل فيما لا يعنينا ومراعاة شعور الآخر، وأن نحرص على ألا نؤذي أحد أو نجرح شعوره بأي قول أو فعل.
  • كما نقدًّر الظروف الحرجة التي يمر بها أي إنسان وعدم السؤال عن الأشياء الخاصة والتفاصيل التي تخص الفرد فقط.

كيفية اكتساب الذوق العام

استكمالاً لحديثنا عن بحث عن الذوق العام هناك عدة مصادر يمكن أن نتعلم منها ما هي أسس الذوق العام، والتي يجب اتباعها ومنها ما يلي:

القرآن الكريم

  • هو المعلم الأول فقد وضع الله تعالى لنا جميع القواعد العامة والخاصة، والتي لا تختص بالعبادات فقط بل بالمعاملات أيضًا.

السنة النبوية

  • أرسل الله تعالى الرسل حتى ترشد الخلق كافة لما ينفعهم في الدنيا والآخرة.
  • لذا دراسة سيرة النبي تعد قاموس للذوق العام، فهي الصورة العملية لكل ما ورد في الكتاب والسنة.

سيرة الصحابة

  • تعلم الصحابة من النبي واتبعوه في كل التفاصيل التي تخص الحياة والآخرة، لذلك تُعد دراسة حياتهم ومواقفهم نموذج يحتذى به.

وسائل الإعلام

  • متابعة الإعلام والبرامج التليفزيونية الهادفة، والتي تُنمي الأخلاق الطيبة وأسس الذوق العام.

فن الإتيكيت

  • هو عبارة عن مجموعة من القواعد والسلوكيات التي تنظم المعاملات في المجتمع، فيجب الإطلاع على الكتب التي تتضمن هذا الفن وإتقانه.

شاهد أيضًا:  أسماء عربية فصحى نادرة ومعانيها

آثار المحافظة على الذوق العام

  • اتباع هذه السلوكيات هو اتباع أوامر الله تعالى، فيترتب على ذلك الثواب وحب الله.
  • يصبح الإنسان محبوب ممن حوله ومعروف بالبشاشة وحسن الخلق.
  • يعود على المجتمع بالتماسك والتقدم والتطور وانتشار الحب والرخاء بين عناصره وترابطها.

هكذا نرى أهمية اتباع أساسيات الذوق العام ، وكيف أنها تعود بالنفع على الشخص وعلى المجتمع بأكمله، وتكون سبب في إرضاء الله تعالى واتباع إرشادات النبي الكريم، فهي منفعة للإنسان من جميع الجهات، كما يعود بالنفع على المجتمع/ حيث يعم التعاون والحب بين الجميع، مما يُؤدي إلى تقدم المجتمع ووضع كل شخص في مكانته الصحيحة والتعامل على أساسها، فهناك أُسس خاصة بالتعامل مع الكبار والصغار وجميع الفئات.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *