تاريخ عملة ليبيا ومراحل تطورها

أ / عمرو عيسى

مرت العملة الليبية بمراحل من التخبط في البداية حيث لم يكن هناك عملة خاصة بالدولة الليبية ، نتيجة تعرضها للاستعمار والغزو من الدول الأوروبية …وكانت كل دولة تقوم بوضع البصمة الخاصة بها على العملة الخاصة بالدولة، حتى تمكنت ليبيا من التخلص من الاستعمار ونجحت في سك أول عملة خاصة بها وهي الجنيه الليبي

تاريخ عملة ليبيا

تاريخ عملة ليبيا .

هذا قبل أن تتبعه وتقوم بسك الدينار الليبي ، الذي كان بإمكانه أن يُقارن عدد من العملات الأجنبية مثل الدولار الأمريكي ، كما يقف ندًا لند أمام الجنيه الإسترليني …وخلال السطور التالية ستتعرف على مراحل تطور العملة الليبية من البداية وحتى وقتنا هذا.

ولا يفوتك أيضًا:-  تاريخ عملة مالي والإصدارات المختلفة لها على مدار السنوات السابقة

مراحل تطور العملة الليبية

مراحل تطور العملة الليبية

مرت عملة ليبيا بعدد من المراحل المختلفة على مدار تاريخها…فقد تنوعت حتى وصلت إلى الشكل الذي هي عليه الآن، وفي الفقرات التالية سنعرض كافة المراحل التي مر بها تاريخ عملة ليبيا وهي:

المرحلة الأولى

تعود تلك المرحلة إلى الفترة التي احتل فيها الإغريق عددًا من دول البحر المتوسط بعد فتوحات الإسكندر الأكبر.. وذلك بسبب طموحه في توسيع الإمبراطورية الخاصة به…لتُصبح العملة السائدة في ذلك الوقت في دولة ليبيا هي العملات اليونانية والإغريقية القديمة…وكانت العملات في تلك الفترة يتم سكها من بعض المعادن مثل البرونز والنحاس …وتُعد الدراخما اليونانية هي أبرز تلك العملات في ذلك الوقت.

المرحلة الثانية

بعد انقضاء المرحلة الأولى ورحيل الإغريق عن ليبيا خضعت الدولة الليبية إلى سيطرة الرومان خلال الفترة من 146 قبل الميلاد وحتى 670 ميلاديًا …لتُصبح العملة السائدة في ليبيا بذلك الوقت هي العملات البيزنطية والرومانية المصنوعة من المعدن.. والتي تحمل صورًا لبعض الأباطرة البيزنطيين ، والصليب المسيحي ، وكانت ليبيا تُعرف عند الرومان في تلك الفترة بالجمهورية الليبية .

المرحلة الثالثة

بعد زوال الحملات الاستعمارية على الليبية منها اليوناني ومنها الروماني…جاء الفتح الإسلامي إلى دولة ليبيا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب .. لتُصبح العملة السائدة في دولة ليبيا بذلك الوقت هي الدرهم الليبي و الدينار الليبي ، والذين جاءت تسميتهم من خلال الفرس …وكانت تتميز تلك العملات بأنها تُميز الدول الإسلامية عن غيرها من الدول، كما كان يتم صنعها باستخدام معدن النحاس .. واستمر ذلك الوضع حتى جاء الحكم العثماني في العصور الوسطى .

المرحلة الرابعة

مع مجيء الحكم العثماني إلى ليبيا في القرن السادس عشر الميلادي، أصبحت العملة السائدة في دولة ليبيا هي الجنيه التركي و الليرة التركية …كغيرها من الطبقات الحاكمة التي مرت على الدولة ووضعت البصمة الخاصة بها، ويُذكر أن الجنيه التركي ذو قيمة عالية؛ حيث يُعادل قيمة 5 مجيدات فضية، وتُعادل المجيدة الفضية حوالي 20 قرشًا.. وتعادل قيمة القرش من الواحد من تلك القروش حوالي 40 بارة ، أي ما يساوي 8 مليم .

شاهد المزيد:-  تاريخ عملة النرويج النقدية وتطورها والفئات النقدية بها

المرحلة الخامسة

تعد تلك المرحلة هي التي قامت فيها القوات الإيطالية باحتلال الدولة الليبية خلال الفترة من 1911 ميلاديًا وحتى 1942 ميلاديًا، أي ما يقارب الـ 31 عامًا؛ لتعود الليرة التركية وتصبح هي العملة السائدة خلال فترة الاحتلال.

المرحلة السادسة

تتسم تلك المرحلة ببعض الاختلافات عن غيرها من المراحل…حيث إنها المرة الأولى التي يصبح بها ثلاث عملات لدولة واحدة، وكل عملة تختلف تمامًا عن غيرها.. فهي ترجع إلى حضارة معينة؛ حيث تم تقسيم الدولة الليبية إلى ثلاث ولايات خلال الحرب العالمية الثانية في الفترة من 1943 ميلاديًا وحتى 1950 ميلاديًا.

الولاية الأولى هي ولاية فزان والتي تقع جنوب ليبيا وكانت العملة المستخدمة بها هي الفرنك الجزائري …أما في ولاية برقة الموجودة في منطقة الشرق فكانت العملة المستخدمة بها هي الجنيه المصري.. أما في ولاية طرابلس الموجودة في منطقة الغرب فكانت العملة المُستخدمة بها هي الليرة العسكرية .

القراء الذين اضطلعوا على هذا الموضوع قد شاهدوا أيضًا..

تاريخ عملة قطر وعوامل ازدهارها

تاريخ عملة السعودية ومراحل إصدارها

المرحلة السابعة

بعد انقضاء فترة الحرب العالمية الثانية في عام 1952 ميلاديًا…قامت الجهات المعنية بتشكيل لجنة من أجل توحيد العملات الموجودة في الثلاث ولايات برقة وطرابلس وفزان، والذين تم تقسيمهم خلال فترة الحرب، وأصبح لكلٍ منهم عملة مختلفة…وسُميت تلك اللجنة بلجنة النقد الليبية ، وبالفعل قامت تلك اللجنة بتوحيد عملة الدولة الليبية في عملة واحدة وهي الجنيه الليبي.

ليُصبح بذلك الجنيه الليبي هو أول عملة خاصة بدولة ليبيا، وصدر ذلك القرار في الرابع والعشرين من مارس للعام 1952 ميلاديًا، وكان الجنيه الليبي يعادل 2.8 دولار أمريكي ، كما كان يتساوى في القيمة مع الجنيه الإسترليني ويُناطحه رأسًا برأس.

تم تقسيم الجنيه الليبي إلى 100 قرش و1000 مليم، كما تم إصدار عدد من الفئات منها 5 قروش، 10 قروش، ربع جنيه، جنيه، 5 جنيهات، 10 جنيهات بالنسبة للفئات الورقية…أما بالنسبة للفئات المعدنية فكانت تقتصر على مليم، 2 مليم، 5 مليم، قرش، وقرشين…أما فيما يخص الغطاء الاحتياطي فكان يمثل 75% منه من الجنيه الإسترليني، والنسبة الباقية من باقي العملات الأجنبية الأخرى.

المرحلة الثامنة

حدثت بعض التغييرات في تلك المرحلة منها تغيير الملكية الخاصة بالمصارف وتأميمها لتُصبح تابعة للدولة الليبية.. وذلك قبل أن يتم تغيير العملة إلى الدينار الليبي عوضًا عن الجنيه الليبي بموجب القرار الصادر في تاريخ السادس والعشرين من أغسطس عن عام 1971 ميلاديًا…ويعادل في قيمته 1000 درهم .

كما قام المصرف المركزي بإصدار بعض الفئات الورقية والتي تضمنت فئة ربع دينار ، نصف دينار، دينار، 5 دينار، و10 دينار…أما بالنسبة للفئات المعدنية فقام المصرف بإصدار فئات درهم ، 5 درهم، 10 درهم، 20 درهم، 50 درهم، و100 درهم.

قبل أن يتم إصدار قانون عام 1993 ميلاديًا اشتمل على أن تكون الفئات التي يتم إصدارها من قبل البنك بالنسبة للفئات الورقية هي نصف دينار، دينار، 5 دينار، و10 دينار…أما فيما يخص الفئات المعدنية فتضمنت فئة درهم، 5 درهم، 10 درهم، 50 درهم، 100 درهم، ربع دينار، ونصف دينار.

قبل أن يتم إصدار فئة الـ 20 دينار عام 2000 ميلاديًا، وتتبعها فئة الـ 50 دينار عام 2008 ميلاديًا…أما بالنسبة إلى الغطاء الاحتياطي فأصبح يتكون من بعض النقود الأجنبية و السبائك و العملات الذهبية ، إلى جانب بعض السندات المالية لمؤسسات دولية أو إقليمية أو حتى للحكومات الأجنبية وعلى 5 سنوات ولا تزيد عن 50%، أو بعض الحقوق الخاصة بالسحب بحيث لا تقل عن قيمة 25% من القيمة الأصلية للأصول.

المرحلة التاسعة

تعد تلك المرحلة هي الفترة التي تلت حكم معمر القذافي للدولة الليبية، أي منذ عام 2012…حيث تم في تلك الفترة تغيير كافة العملات الموجودة بالدولة، وذلك لأنها تحتوي على صورته.. كما عانى الاقتصاد الليبي من بعض المشاكل في تلك الفترة نتيجة الأحوال التي مرت بها البلاد…لتضعف قيمة الدينار وتتراجع أمام الدولار الأمريكي، فمن كان يصدق أن الدينار الليبي الذي كانت تساوي قيمته في فترة حكم القذافي 2.8 دولار أمريكي، وفي السبعينيات 1.25 دولار أمريكي…ستصل به الحال إلى هذه الدرجة.

حاول البنك المركزي الليبي أن يحل تلك الأزمة وينقذ الدينار الليبي من التراجع، لكن الأمور لم تفلح…وبعد اللجوء إلى الغطاء الاحتياطي، لم يحدث جديد، وذلك نتيجة الأحداث السياسية التي مرت بها البلاد والفوضى سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي…لتندثر قيمة الدينار الليبي ويندثر معه تاريخ عملة ليبيا، ويستمر بالتراجع حتى الآن وإن كان الوضع أصبح مستقرًا نوعًا ما في الفترة الحالية.

اقرأ المزيد:-  ما هو اسم عملة كازاخستان وما هي فئاتها؟