بحث عن مدرسة الإحياء والبعث

أ / سارة رزق

يُعبر الشعر عن المواقف التي يمر بها الأشخاص في الحياة اليومية، وتكمن أهميته في كونه يُحافظ على اللغة العربية واستمراريتها، كما يُساعد على حل معظم القضايا السياسية والاجتماعية، لذلك يُوجد الكثير من المدارس الشعرية ودائماً ما يزداد البحث عن مدرسة الإحياء والبعث، حيث ظهرت في أوائل العصر الحديث واتبعها العديد من الشعراء، ومنهم أحمد شوقي ويُعتبر محمود سامي البارودي هو رائد مدرسة الإحياء والبعث.

نشأة مدرسة الإحياء والبعث

ظهرت حركة شعرية مع بدايات العصر الحديث في مصر، وأراد الشعراء جعلها تحت مسمى إحدى المدارس الشعرية وأطلقوا عليها اسم مدرسة الإحياء والبعث، وعند البحث عنها نجد أن مُؤسسيها اتبعوا نهج عصر ازدهار الشعر العربي، والذي يبدأ من العصر الجاهلي وينتهي في العباسي.

أسباب ظهور مدرسة الإحياء والبعث

  • كثرة الاستعمار على العالم العربي، والخراب الذي حدث بالبلاد.
  • ضعف المعاني وموتها، والدعوة إلى إحيائها من جديد.
  • ركاكة الشعر العربي في هذا الوقت، والدعوة إلى تصحيح المفهوم من الشعر.
  • الرغبة في إحياء الشعر القديم وتحويله من مرحلة الموت والضعف إلى التجديد والتطور.

شاهد أيضًا:  بحث عن النباتات الطبيعية بالعناصر الرئيسية

دور مدرسة الإحياء والبعث في ازدهار الشعر العربي

أثناء البحث عن تلك المدرسة يُمكن القول بأنها كانت بمثابة المنقذ للشعر العربي من الهلاك، وإعادة الحياة مرة أخرى له، وذلك بعد تدمير دور العلم وهلاك معظم المخططات العلمية والأدبية على أيدي التتار، والقضاء على كل ما خلفته الخلافة العباسية ببغداد.

مسميات مدرسة الإحياء والبعث

لم يقتصر النقاد على إطلاق هذا الاسم فقط بل تعددت المسميات التي عرفت بها، لذلك عند عمل بحث عن مدرسة الإحياء والبعث يُمكن ذلك عن طريق إحدى هذه الأسماء:

مدرسة الإحياء والبعث

  • سميت بهذا الاسم لأن الشعراء في هذا العصر قاموا باستعادة الحياة إلى الشعر العربي.
  • بعد الجمود والخمول الذي كان عليه، كما قاموا ببناء الشعر فنياً وبالتحديد في الصياغة الشعرية.

الكلاسيكية

  • سميت بذلك لأنها تحفظ العقلانية في الشعر، وتلتزم بالقافية، وبنهج الأسلاف.

التقليد

  • سميت بمدرسة التقليد لأنها لم تتبنى نهج جديد في بناء الشعر، بل ساروا على القديم في تصوراتهم وتخيلاتهم والتزامهم بالقوافي الشعرية.

شاهد أيضًا:  بحث عن النظافة أسلوب حياة

سمات مدرسة الإحياء والبعث

  • اتبع مؤسسي المدرسة منهج الشعر العربي القديم.
  • التزموا بوحدة القافية، والبحور الشعرية القديمة.
  • اتبعوا منهج الشعراء السابقين لهم، نظموا قصائدهم على هذا النهج.
  • نظموا شعر المديح والغزل والرثاء وغيرها.
  • اتبع الكثير منهم المناظرة في روائع الشعر القديم.

مميزات مدرسة الإحياء والبعث

تتسم هذه المدرسة بالعديد من المزايا الهامة، والتي من أبرزها ما يلي:

  • يُعبر الشعر بها عن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
  • الرجوع للشعر القديم والاقتباس منه مع التجديد في الألفاظ وصياغة الكلمات.
  • قوة التعبير، وفصاحة اللفظ، وشدة المعني.
  • استخدام اللغة السهلة.
  • تتسم قصائدهم بالتفسير واعتماد أسلوبهم على طرح الأمثلة.
  • التجميع بين الاتجاهات المختلفة والمدارس الشعرية الأخرى.
  • استخدام القراءة المنهجية.
  • نظموا قصائد شعرية، كما استحدثوا أغراض جديدة في الشعر كالقصّائد الوطنية، والسياسية والاجتماعية وغيرها.

النقض الموجه لمدرسة الإحياء والبعث

هناك بعض الانتقادات التي تم توجيهها إلى المدرسة، ومنها ما يلي:

  • تهميش المضمون من القصيدة، والاهتمام بصياغة قصائدهم بيانيًا.
  • إهمال الحياة الشخصية للشاعر، ولم يُظهروا شخصياتهم في قصائدهم.
  • عدم إظهار نظرتهم في الأحوال المحيطة في أشعارهم.
  • تجنب إظهار طباعهم الشخصية في قصائدهم.
  • الوحدة العضوية للأبيات لم تكتمل في القصائد، واعتمدوا على وحدة البيت.

شاهد أيضًا:  بحث عن النظافة أسلوب حياة

أشهر شعراء مدرسة الإحياء والبعث

هناك العديد من الشعراء الذين اتبعوا هذه المدرسة، وساروا على نهجها في تنظيم قصائدهم، وعاصروا التجديد الذي حدث بالشعر العربي، ومن أبرزهم:

  • الشاعر احمد شوقي.
  • محمود سامي البارودي.
  • حافظ إبراهيم (شاعر النيل).
  • أحمد محرم.

الشاعر محمود سامي البارودي

  • هو رائد هذه المدرسة ومن مؤسسيها.
  • أول من بدأ الديوان الشعري بمقدمة شعرية.
  • تتسم قصائده خيالية اللغة، وتدعو إلى تهذيب النفس ومكارم الأخلاق.
  • اتسمت بعض أشعاره بأسلوب السخرية، وذلك نظراً للظروف الصعبة التي مر بها في حياته.
  • كتب العديد ومنها (يا ناصر الحق على الباطل، الحب معنى لا يحيط بسره)، وغيرها من القصائد الرائعة المعبرة عن الظروف المحيطة.

الشاعر أحمد شوقي

اتبع منهج التجديد في قصائده، وكان له دورًا هامًا في النهضة التي مرت بها مصر سياسياً وأدبيًا واجتماعيًا، وفنيًا، وكتب في كثير من المجالات ومن أبرز أعماله:

  • ديوان الشوقيات: والذي تكون من أربع مجلدات، وضم إليه قصائده.
  • الروايات : ومنها عذراء الهند، ولا دياس، ومذكرات بنتاؤر، ورقة الآس.
  • المسرحيات : كتب الكثير منها والتي كان لها عظيم الأثر ومنها (مسرحية علي بك الكبير، مسرحية عنترة، مجنون ليلى) وغيرها.

شاهد أيضًا:  بحث عن دور المرأة في تنمية المجتمع

الشاعر حافظ إبراهيم

  • أُطلق عليه شاعر النيل وكان عضو بمدرسة الإحياء والبعث، وتجمعه علاقة صداقة مع الشاعر أحمد شوقي.
  • تتسم قصائده باستخدام المعاني البسيطة مع قوة اختيار الألفاظ، والقدرة على تنظيم الشعر حسب كل موضوع يُطلب مِنه.
  • من مؤلفاته قصيدة دنشواي، ورعاية الطفل، والمناجاة.

تنوعت أعماله الشعرية فقد كانت له العديد من الألوان، ومنها:

الشعر السياسي

  • الذي اتسم بالطابع الوطني ومناقشة القضايا السياسية.

الشعر الاجتماعي

  • تأثر الشاعر بالبيئة المحيطة به ونشأته بين العلماء، وحياته في مصر ومخالطته بأبنائها وأثر ذلك في قصائده.

شعر الرثاء

  • كان دائما ما يتأثر عند موت أي صديق له، ويظهر ذلك في تنظيم قصائد الرثاء التي كتبها.

شعر المديح للغة العربية

  • اهتم باللغة العربية وأراد الحفاظ عليها خصوصاً أثناء الاستعمار البريطاني.

الشاعر أحمد محرم

  • اتبع نهج المدرسة في كتاباته ومؤلفاته.
  • اتسم شعره بالروح الوطنية.
  • دافع عن الخلافة العثمانية والوحدة الإسلامية.
  • صور البطولات الإسلامية في أشعاره، واعتمد في ذلك على السيرة النبوية.

ألف في كثير من المجالات التي خلدت بعد وفاته، ومنها:

الديوان الشعري

  • ألف العديد من الدواوين الشعرية منها (الأقصى الحزين، ديوان السياسات، مجد الإسلام).

المقالات

  • لم يقتصر على كتابة القصائد الشعرية بل كتب في هذا المجال، وتم نشرها في المجلات ومنها مقالة (أنيس الجليس، المفتاح، الاستقلال).

الأبحاث النقدية

  • كتب العديد منها أمثال (آراء في تعليم المرأة و كذلك تربيتها، وبحث في شعر الهجاء ).

شاهد أيضًا:  بحث عن النحل ومواصفاته وأنواعه

الشاعر إسماعيل صبري

  • تميز شعره بأنه ابتعد عن المحسنات البديعية، واتجه إلى الألفاظ الرقيقة البسيطة.
  • نقده البعض بأن شعره كان متوسطًا بين قرنائه، بمقارنته مع البارودي يأخذ الدرجة الثانية.

بعد زيادة الاستعمار على العالم العربي بأكمله، والتخريب الذي نتج عنه تدمير المخططات ودور العلم، والذي أدى إلى فقدان الكثير من القصائد ومعاني الشعر القديم، اتجه بعض الشعراء إلى البحث عن مدرسة الإحياء والبعث ، والتي تدعو إلى إحياء الشعر من جديد واسترجاع المعاني القديمة التي كادت أن تهلك، وتبعث فيه الروح من جديد، حيث يُكون الشعر القديم ومعانيه الأصلية ولكن بشكل جديد يُواكب الزمان والمكان التي ظهرت به المدرسة.

أ / سارة رزق

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *