موضوع بحث عن دخول العثمانيين مصر

أ / سارة رزق

دخول العثمانيين مصر منذ زمن بعيد، وكانت مصر تحتل مكانة مرموقة ما بين الدول، كما أنها تتمتع بأهمية سياسية واقتصادية، وثقافية، واجتماعية، فأصبحت مطمعاً لجميع الدول في العالم، حيث تربط بين دول العالم القديم والحديث، لذلك تعرضت للكثير من الهجمات في العصور السابقة، مثل الاحتلال الروماني، والغزو من الهكسوس، وقام السلطان العثماني باحتلالها باعتبارها من ضمن الولايات الإسلامية، مما أدى إلى دخول العثمانيين مصر.

بحث عن دخول العثمانيين مصر

بدأت الحرب بين المماليك والعثمانيين لمدة طويلة، وهذا يرجع لأن السلطان العثماني كان يريد أن يحتل مصر، والشام ويضمهم للملكة التابعة له، نظراً لأهميتهم، وموقعهم الاستراتيجي.

  • لأن مصر تتميز بوجود البحر الأحمر، والمتوسط، وهما ممر السفن التجارية التي تُعد ممر العبور من قارة أوروبا إلى آسيا.
  • عندما أصدر قرار السلطان العثماني في هذا الأمر، كان عليه أولاً أن يقضي على المماليك ، حتى يستطيع السيطرة على مصر والشام، لأنهما في ذلك الوقت كانت خاضعة لحكمهم.
  • هذه هي بداية الحرب بين كلاً منهما، ولكن انتهت بانتصار المماليك على العثمانيين، بالرغم من اتفاق الملك العثماني مع بعض الولاة التابعين لدولة المماليك ضد الحاكم المملوكي.
  • لكن الجيش العثماني إنتصر على المملوكي، في موقعة مرج دابق، لأنه كان مزوداً بالأسلحة والمدفعية الثقيلة.
  • وفي موقعة الريدانية انتصر السلطان العثماني على المملوكي في القاهرة، وأصبح السلطان سليم الأول هو المسيطر عليها.
  • بالرغم أن طومان باي كان يقاوم الملك العثماني، إلا أنه انهزم منه في النهاية، وكان الملك العثماني مبهوراً بأداء طومان باي، فهو رمز للشجاعة والإقدام.
  • لذلك قرر إعدامه على باب زويلة، وأسند الحكم العثماني للملك خيار بك بعد أن تولى الحكم  يوسف باشا.

بحث عن دخول العثمانيين مصر

شاهد أيضًا:  بحث عن مصر تحت الحكم الروماني كامل

نظام العثمانيين أثناء حكمهم لمصر

بعد أن قام السلطان العثماني بالاستيلاء على مصر، واعتبرها ولاية عثمانية تابعة للدولة العثمانية التي مقرها الرئيسي دولة تركيا، أراد أن يقيم سياسة الحكم حتى تصبح الدولة منظمة، ويضمن بقائَها، وعدم خروجها من تحت ظل الحكم العثماني.

لذلك قام بتقسيم السلطة بين ثلاثة أقسام رئيسية وهم:

هيئة الحكم الأولى

  • تتمثل في الوالي، فهو المسئول الأول والأخير أمام السلطان العثماني في تلقي الأوامر منه.
  • ثم نقلها لباقي الهيئات التنفيذية للعمل عليها، والإشراف على تنفيذها دون الوقوع في الخطأ.

هيئة الحكم الثانية

  • كان الجيش هو الذي يدير هذه الهيئة، حيث كان السلطان العثماني يوزع الجيش في صورة ستة فرق معينة ومحددة، لكل فرقة منهم قائدًا.
  • بحيث يكون عدد كل فرقة من هذه الفرق لا يزيد عن ست ضباط، ويتم الإشراف عليهم بشكل دقيق، ومتابعة جميع الأمور التي يقومون بها.

هيئة الحكم الثالثة

  • المقصود بها المماليك.
  • كان السلطان العثماني لديه رهبة وخوف من الجيش المملوكي بسبب ما يتمتعون به من قوة، وكان يتوقع أنهم سوف يقومون بثورة ضد السلطان العثماني.
  • لذلك قام باتخاذ بعض القرارات ومنها تعيين المماليك وإشراكهم في توليه الحكم.
  • قام بتعيين بعض المماليك أولياء على مختلف المحافظات في مصر.
  • قام بفعل هذا الأمر لضمان المحافظة على مصر كولاية عثمانية بغض النظر عن رأي الشعب في إدارة البلاد.
  • كان الانتصار الأعظم له هو الحصول على أكبر قدر من الاستفادة الممكنة من مصر والخيرات التي تتمتع بها، والمميزات التي يحصل عليها من خلالها.
  • استمر الحكم العثماني لمدة تقرب من مائتي عام، وبعده هذه المدة  بدأت الدولة العثمانية في السقوط والانهيار، مما أدى إلى تحرر مصر من سيطرة الحكم العثماني.

شاهد أيضاً: هل تعلم عن الدولة العثمانية قصير للإذاعة المدرسية

أسباب سقوط الحكم العثماني على مصر

خلال هذه الفترة التي احتل فيها المماليك والعثمانيين مصر، وكان كلاً منهما يحاول جاهداً أن ينفرد بالحكم، ظلت مصر تعاني من أسلوب الإدارة السيئة، والمعاملة الظالمة التي كانت تُفرض عليهم من العثمانيين لذلك قاموا ببعض الأحداث منها ما يأتي:

  • قام المصريين بإقامة الثورات ضد العثمانيين بسبب فرض الضرائب الباهظة عليهم.
  • سخط الشعب المصري على العثمانيين وإقامة العديد من الثورات ضدهم.
  • مخاوف السلطان العثماني من الولاة في الانفراد بالحكم عن طريق تأسيس بعض الدول الخارجية.
  • إمداد السلطان العثماني بسلطة أكبر من التي تستحقها، مما أدى إلى تدخلهم في الشؤون الخاصة بالحكم والتي أدت إلى إسقاطه.

العوامل المساعدة على انتهاء فترة الولاية العثمانية

استكمالاً لحديثنا حول دخول العثمانيين مصر، انتهت فترة الولاية للعثمانيين في مصر تبعاً لعدة أسباب منها ما يأتي:

  • قصر حكم الوالي، مما أدى إلى زيادة قوة المماليك مرة أخرى.
  • ظهور حركة على بك الكبير ، والتي كانت ذات تأثير كبير على سقوط الحكم.
  • كان يريد أن يكون شيخ البلد، فجمع عدد كبير من الجيش وعينه الوالي شيخ البلد.
  • بعد ذلك أمر على بك الكبير بقتل شيخ البلد، وأدى ذلك إلى إقامة ثورة ضده.
  • ثم قام بإصلاح الأمور بينه وبين المماليك، حتى يتولى الحكم في مصر.
  • عندما قامت حرب بين كل من الدولة العثمانية وروسيا كان يساند الدولة العثمانية.
  • لكن السلطان العثماني لم يشعر بإخلاصه وإظهار الوفاء والحب لهم.
  • قام بنشر أكذوبة بين المماليك بأنه تم تعيينه الوالي العثماني.
  • أصدر فرمان بقتل جميع المماليك الموجودين بمصر.
  • نظراً لعدم صدقه، ووضوحه، تآثر المماليك بصورة بالغة.
  • دفعهم هذا التصرف إلى الاستقلال ببلادهم وإعادة شأنهم مرة أخرى.
  • قام المماليك باتخاذ قرار وهو إخراج الوالي العثماني الذي تم تعيينه بمصر، ونفيه إلى خارج البلاد.
  • تعيين علي باشا الكبير الوالي الجديد عليهم.
  • هو الذي رفض دفع الجزية عام 1769 للسلطان العثماني.

دخول العثمانيين مصر كان بمثابة انتصار عظيم لهم، وكانوا يريدون أن يقوموا باحتلالها إلى الأبد، ولكن الفترة التي حكم فيها على بيك لم تدم وقتاً طويلاً، وكانوا يبغون أن يسيطروا على مصر مرة ثانية، ولم تكن لديهم القوة الكافية لذلك، ولم يستطيعوا الحفاظ على مصر كولاية عثمانية على مدار التاريخ، وبعد الاحتلال البريطاني والفرنسي على مصر، أصبحت دولة قوية ومستقلة وتم تحريرها.

أ / سارة رزق

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *