حكم الصائم الذي لا يصلي في رمضان

أ / سارة رزق

حكم الصائم الذي لا يصلي في رمضان، مع حلول شهر رمضان المبارك يبحث بعض الأشخاص عن إجابات بعض الأسئلة التي قد تستقبلها دار الإفتاء كل عام، والتي تدور في أذهان الكثير وهو حكم من صام رمضان وهو لا يصلي هل صيامه صحيح أم لا تقبل صلاته وهل يجازي على صيامه، وعلى الرغم من أن الأحكام واضحة إلا أن البعض يجهلها.

قد أقرت دار الإفتاء على أن من صام رمضان وهو لا يصلي، فإن صومه صحيحًا ولا يبطل؛ لأنها ليست شرطًا من شروط الصيام، ولكن من تركها فهو آثم لأنه ترك أمر معلوم من الدين بالضرورة، ويجب عليه الإسراع في توبته إلى الله عز وجل، كما أن النبي “ﷺ”قد شدد عليها حتى قال: “الْعَهْدُ الَّذِى بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ” ، والحديث فيما معناه: أنه شبه من لا يصلي بالكفار، لأن الفرق بين المسلم والكفار الصلاة، وأنه ليس بذلك قد خرج عن الدين، ولكن قد فعل كبيرة من الكبائر.

كما أن المسلم مأمور بجميع العبادات التي أمر الله تعالى بها من الصلاة والصوم والحج والزكاة وغير ذلك إن كان من أهل الوجوب فهو ملزم بها، وقد قال تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً” وقالوا في تفسير هذه الآية: أي ملتزمون بجميع الشرائع والآداب الإسلامية، ولا يجوز له أن يختار بينها.

إضافة إلى ذلك أن لكل من هذه العبادات الفرضية لها أصولها وشروطها الخاصة، ولا تتوقف هذه الأركان والشروط على أداء العبادات الأخرى، وإذا كان المسلم يؤدى العبادة بشكل صحيح مع تجاهل عبادة أخرى فهو صحيح، وقد برأت من ذمته، لكنه ارتكب إثم بإهماله في أداء عبادة أخرى.

جزاء من صام رمضان وهو لا يصلي

الثواب من عند الله تعالى، فلا يجوز لشخص أن يجازي ويعاقب لأننا جميعًا مأمورين فيترك أمره إلى الله عز وجل.

هل يصح قول لتارك الصلاة اتّرك الصيام

لا يصح له قول ذلك، ولكن تحدث معه عن الصلاة وأهميتها وضرورة الالتزام بها، والدعاء له بالهداية والتوفيق للصلاة مثلما وفقه الله عز وجل للصيام.

هل تارك الصلاة كسلا ينقص من أجر الصيام

من ترك الصلاة كسلًا فهو ذنب كبير ويعتبر إثم ولا شك في أنه ينقص من أجر الصيام، لقول النبي “ﷺ”“مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ”، فما بالك إذن بمن ترك الصلاة والتي هي ركن أساسي في الإسلام.

حكم صيام تارك الصلاة

يعتبر دين الإسلام كامل وشامل ترتبط أركانه ببعضها البعض، لذلك لا يليق بمسلم يتقي الله ويخشاه أن يأتي بعض الأركان ثم يترك البعض الآخر.

بالنسبة لصيام تارك الصلاة فهو بذلك يبني ركن من أركان الإسلام ويقضي على الآخر، لأنه مثل من يؤمن ببعض الكتاب ولا يؤمن بغيرها، وهؤلاء سوف ينالون العذاب الشديد يوم القيامة وقد توعدهم الله بذلك.

حكم من ترك الصلاة جحودا ويصوم

أجمع العلماء على من ترك الصلاة حجودًا يعتبر كافر وخارج عن الدين لأنه أنكر أعظم الأركان، وعلى هذا فإن من يصوم ويترك الصلاة حجودًا لا يقبل منه أي عمل سواء كان صيام أو غير ذلك من الواجبات والفرائض.

ماذا أفعل مع صديق يصوم ولا يصلي

عندما تدعو شخص للصلاة، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار حالته ومعرفة الطريقة التي ستؤتي ثمارها، ومنها:

  • ذكر أهمية الصلاة ومكانها في الدين، وفي ذات الوقت لفت انتباهه إلى عقوبة ترك الصلاة وأثرها في الصيام وغيرها من الأعمال، وأجر الذين يحفظون ويثّابرون، وكل ما أعده الله تعالى لعباده المطيعين، ينال سعادته في الآخرة.
  • استخدم أسلوب الموعظة الحسنة الود واللطف، واذكر له العديد من القصص المؤثرة حول الموضوع، أما اللجوء إلى الأساليب القاسية والتخلي عند مقابلته لا تجعله يستجيب لك.
  • أخبره بأن المسلم لا يجب أن يتخلص من الذنوب من أجل الصلاة، ولكن يجب أن يصلي مهما كانت ذنوبه، وفي نفس الوقت يستغفر الله ويطلب منه الهدايه دائمًا.
  • إضافة إلى ذلك، أنه ليس من السهل أن نؤدي الصلاة في وقتها، لكن مع الوقت والصبر والمجاهدة يوفقه الله تعالى.
  • ادعُ هذا الشخص للصلاة في المنزل أو حاول مرافقته إلى مسجد، وقد يكون هذا هو سبب التزامه على الصلاة.
  • الدعوة له بالهداية والصلاة والأفضل أن يكون بظهر الغيب، والتحقق من وقت الإجابة، كوقت السحر، وقبل الإفطار والجمعة.
  • قدم الهدايا له، وتقرب منه، والتعبير عن الحب والعطف له، وأخبره أن دعوته للصلاة فقط ما هي إلا خوفًا عليه لأن الله تعالى أعد عذابًا كبيرًا لتاركها.

في الأخير يعتبر حكم الصائم الذي لا يصلي في رمضان صومه مقبولًا وصحيحًا، ولكن يجب عليك أخي المسلم أن تلتزم بالصلاة، لأن أساس الإسلام هو الصلاة ولا فرق بين المسلم والكافر إلا بها.

عزيزي القارئ نتمنى أن نكون قد قدمنا كافة المعلومات لموضوع حكم الصائم الذي لا يصلي في رمضان عبر موقع محتوى ونحن على أتم الاستعداد للرد على إستفساراتكم في أسرع وقت.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *