حديث من صام رمضان إيمانًا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

أ / سارة رزق

من أشهر الأحاديث المتعلقة بالشهر الكريم هو من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.. لذا فالعديد من الأشخاص يرغبون في التعرف على ما إن كان صحيحًا أم لا .

معنى ما تقدم من ذنبه وما تأخر يعني أن الله وفقه وغفر له
المقصود من إيمانًا واحتسابًا أي خالصةً لوجه الله وإيمانًا به

من صام رمضان إيمان ًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه

واحد من أكثر الأحاديث المنتشرة بين الناس.. وخاصةً مع اقتراب موعد الشهر الكريم، فعن أبو هريرة -رضي الله عنه- قال.. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه

من صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ “.

صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

[1]

البعض يشير إلى أن هذا الحديث له صيغة أخرى..

والتي وردت على النحو الآتي: عن أبو هريرة -رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ “.

صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.. مع العلم أن هذه الصيغة هي من الأحاديث الصحيحة التي وردت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

شرح حديث من صام رمضان ايمانا واحتسابا بالتفصيل

معرفة معنى الإيمان والاحتساب يجعل العبد يفهم بدقة ويطبق المطلوب وفقاً للمراد الذي يطلبه الشرع، ويمكن شرح الحديث تفصيليًا كالتالي:

من صام يراد به الشخص الذي يمتثل لأمر الله فيقبل على الصوم برغبة منه، منتظرًا الأجر من الخالق وحده دون غيره.
رمضان شهر جليل يأتي مرة واحدة كل سنة ليكون المنقذ للعباد، وفيه تصفد الشياطين ويعرف العبد قدره عند مولاه.
إيمانًا يراد به الإيمان والتصديق بأن الصوم أمر من الله وفرض منه، وأن العبد سينال الثواب من الرحمن فقط.
احتساباً أي يحتسب العبد أجره عند الخالق، وعليه ألا يصوم من أجل رضا الخلق، بل من أجل أن يرضى عنه رب العباد.

حديث من صام رمضان ايمانا واحتسابا

شرح حديث من صام رمضان

بين الحديث النبوي الشريف قيمة وأهمية الصيام في شهر رمضان دونًا عن سائر شهور العام الأخرى.. لما يتضمنه من الأجر والثواب، كما أشار من خلاله إلى أن الله -جل وعلا- يغفر سائر الذنوب والمعاصي في حال أن تم أداء العبادات فيه على النحو الأمثل.

شرح حديث من صام رمضان..

أما عن الشروط التي تُقيد تلك العملية.. فقد تمثلت في الإيمان التام بالله الواحد القهار ، وبأنه -سبحانه وتعالى- فقط القادر على كل شيء.. إلى جانب ذلك فعملية الإيمان ينبغي أن تشتمل كذلك على التصديق بأهمية ووجوب الصيام.

بالإضافة إلى ضرورة التصديق بأن ثواب الشهر الكريم الذي يتم الحصول عليه في مقابل أداء فريضة الصيام .. يتجلى في الحصول على المغفرة والثواب، والعتق من النار ومحو الذنوب والمعاصي التي وقع فيها العبد المسلم فيما مضى.

بالنسبة إلى الشرط الثاني لتتم تلك العملية على النحو المطلوبة.. فتتمثل في الاحتساب، أي أنه من المقرر على الفرد المسلم التحلي بالقدر الكافي من الصبر دون الجزع.. في سبيل نيل الثواب من الله -عز وجل-.

إلى جانب ذلك فمن المقرر أيضًا أن يحرص الفرد المسلم على أن تكون النية هي الحصول على الأجر والرضا من الله الواحد الأحد.. واليقين بأن الله -جل وعلا- هو القادر على منح فلانًا الثواب والمغفرة دون غيره من العباد.

لذا فمن الأفضل أن يتم تجديد النية بين الحين والآخر.. والحرص طوال الوقت على الحصول على رضا الله على الوجه الأمثل، وأداء الطاعات والعبادات على النحو المطلوب.. ما سيتيح لك فرصة الحصول على الأجر والثواب في المقابل.

اقرأ أيضًا:  دعاء رمضان للشيخ ماهر المعيقلي

شرح “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا”للأطفال

عقب الانتهاء من شرح الحديث السابق الإشارة له.. نشير إلى أن هذا الحديث النبوي الصحيح يهدف في الأساس إلى الحرص على طاعة الله وحده لا شريك له كذلك..

حديث من صام رمضان ايمانا واحتسابا

ويشير من خلاله الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى مدى الفضائل التي يشتمل عليها الشهر الكريم في مقابل الأيام الأخرى المعتادة.

في كلمة “من قام”دلالة على ليلة القدر.. التي تتنزل فيها الرحمات من الله -سبحانه وتعالى- على العباد في كل مكان، لذا فمن المقرر الحرص طوال الشهر الكريم على أداء الصلاة والدعاء والإكثار من الاستغفار.. لكي لا تفوق الأجر الذي تشتمل عليه هذه الليلة على وجه الخصوص.

حيث إنها الليلة التي أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم فيها على رسوله المختار -صلى الله عليه وسلم-.. كما أن الملائكة تتنزل بالخير في هذه الليلة على وجه الخصوص، ومن المقرر أن ترفع فيها العديد من الأعمال الصالحة التي يقوم بها العباد في سبيل الحصول على رضا رب المخلوقات والكون كله.

ناهيك عن أنها الليلة التي تعادل ألف شهر من داء العبادات.. لذا فقد أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- من خلال هذا الحديث بضرورة الحرص على أداء العبادات فيها والصيام والاحتساب على النحو الذي يجعل الفرد يحصل على الرغائب والأجر والثواب.

كما ينبغي فيها الإكثار من الدعاء.. وخاصةً

اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا “..

لأنه من الأدعية المستجابة التي يمكنها أن تجعلك تحصل على رضا الخالق -سبحانه وتعالى- وتنال الخير كل الخير.

اقرأ أيضًا:  دعاء اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان

من صام رمضان ثم اتبعه ستًا من شوال

من صام رمضان ثم اتبعه ستًا من شوال

عن أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال:

مَن صام رَمَضان ثم أتْبَعَه سِتًّا من شوَّالٍ، فكأنَّما صام الدَّهرَ

. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

البعض يشير إلى أن هذا الحديث النبوي الشريف موقوفًا من حيث الحكم.. إلا أنه من الأحاديث المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي من خلالها يتم الإشارة إلى مدى أهمية صيام الشهر الكريم.. والأيام المباركة التي تليه أو تسبقه على حدٍ سواء.

أما عن شرح وتفسير هذا الحديث بغض النظر عن حكمه أو إسناده.. فنجد أنه يشير إلى أن من صام الست أيام من شهر شوال الهجري، فله أجر وثواب الشخص الذي أمضى الزمن كله صائمًا.

ما يعني أن صيام الست أيام التي تلي شهر رمضان الكريم.. تعد من المتممات التي يكتمل بها الصيام والأجر الذي من المقرر أن يحصل عليه الفرد المسلم الذي يريد الحصول على رضا رب العالمين

مع العلم أنها من السنن النبوية المستحبة .. ما يجعلنا نشير إلى أنها ليست من العبادات المفروضة على المسلمين كما هو الحال في صيام الشهر الكريم.

إلى جانب ذلك فمن الممكن أيضًا صيام تلك الأيام متفرقة أو متتابعة.. بحسب ما يتناسب مع الفرد المسلم، فالبعض يحول العمل بينه وبين صيام الست أيام من شوال التي تلي صيام شهر رمضان، والبعض الآخر يمنعه التعب أو المرض.. وفي بعض الأحيان قد يكون السفر من الأسباب الواردة كذلك.

تجدر الإشارة إلى أن شرط من شروط صحة الصيام في تلك الأيام المباركة أيضًا يتمثل في الصبر والاحتساب.. ما يعني أن الشروط السابق الإشارة لها في صيام شهر رمضان وصيام ليلة القدر تنطبق كذلك على تلك الأيام المتتابعة.

لذا فلا يجوز أن يجزع الفرد المسلم أو يتأفف عند صيام هذه الأيام.. أو لا يلتزم بأداء الطاعات على الوجه الأمثل كما هو الحال في شهر رمضان؛ ظنًا منه بأنها ليست من العبادات المفروضة كما في رمضان.. وأن يصبر ويحتسب لكي ينال أجر صيام الدهر كاملًا في المقابل.

مقاصد مهمة لحديث من صام رمضان إيمانا

هنيئاً لمن لحق بقافلة الطائعين المهتدين في رمضان، فقد ينال العبد الفوز في الدارين بسبب رجوعه المستمر للخالق كلما ارتكب خطيئة، ويشتمل حديث من صام رمضان إيمانا واحتسابا على مقاصد مهمة، أبرزها ما يلي:

يُشترط تمامه يتعين على الصائم أن يكون قادر على إتمام العبادة، دون وجود مانع أو عائق يمنعه من كمالها.
رضوان الله لا يبتغي العبد من عبادة الصوم الشاقة على النفس سوي رضا الجبار، فقد أقبل على ذلك العمل ابتغاء نيل الثواب.
قيام لياليه وضح الحديث فضل قيام ليالي رمضان، وأن من يفعل ذلك مبتغيا وجه الرحمن يُغفر ذنبه كاملا.
مغفرة الذنوب يغفر الرحمن الصغائر التي ارتكبها العبد، حينما يخلص لله ويحتسب الأجر منه.
فضل الصوم والصلاة وضح الحديث أن الصلاة والصوم من أجل وأفضل العبادات التي يفعلها العبد متقربا بها للخالق جلت عظمته.

فضائل شهر رمضان

حديث من صام رمضان إيمانا واحتسابا يشير إلى فضل الصوم، والمنافع التي يكتبها المؤمن عند صومه ومن أقوى خصائص الشهر العظيم ما يلي:

محو الخطايا

  • يمحو الرحمن الخطايا لعباده الصالحين الذين يصومون الشهر المعظم احتسابا للخالق، وابتغاء لوجهه.
  • يكفر الله عن العباد الذنوب بسبب صيامهم المعتاد سواء في رمضان أو غيره.

عتق الرقاب

  • يعتق الرحمن رقاب القاصدين إياه والمقربين منه الذين يحبونه ويخافون عذابه.

الركن الرابع

  • أقيم الإسلام على خمس أركان وجاء الصوم كرن رابع لكافة الموحدين، فجاءت الشهادة في المقدمة والصلاة خلفا لها ثم الزكاة وإلى كل هؤلاء الصوم.

نزول القرآن

  • نزل القرآن ليكون هادي لأمة المختار، ومعين لها على معرفة الخالق وإبعادها عن الفتن والضلال.

أجر العمرة مختلف

  • العمرة التي يقوم بها المسلم في رمضان تُقدر بحجة، لذا يفضل أن يفعلها الموحد في هذه الأيام المباركات.

الليلة المباركة

  • تقع الليلة المباركة بين طيات شهر رمضان، فهنيئا لمن لحق بها وطال من خيراتها.

جنات النعيم

  • يفتح الله للعباد أبواب الجنة رحمة ورأفة بهم، علاوة على ذلك تصفد الشياطين ولا تستطيع الوسوسة للناس، بالإضافة إلى ذلك تغلق أبواب النيران.

صيام 6 شوال

  • المؤمن الذي يصوم رمضان ويعقبه بـ 6 من شهر شوال، يعادل ذلك صيام العام بالكامل.

اقرأ أيضاً:  حكم صيام القضاء قبل رمضان بأسبوع

أعمال مستحبة في رمضان

يمكن للفرد تطبيق الكثير من الأعمال التي تجعله مقبولا عند الله، علاوة على ذلك تيسر له فعل الطاعات عقب تولي رمضان وتجعله معتاد على فعل الخير، وهي كالتالي:

إفطار صائم يفضل إعداد وجبة زائدة عن حاجة المتواجدين في المنزل وتقديمها لفقير وقت الإفطار.
ختم القرآن يفضل ختم القرآن أكثر من مرة، علاوة على التدبر وفهم معنى كل آية ومحاولة الخشوع

واستشعار المقاصد الواردة في الآيات.

قلة الكلام يتعين على المسلم تقليل الكلام فيما لا يفيد

بالإضافة إلى عدم ترديد العبارات القبيحة والتخلي عن القيل والقال وذكر عورات الآخرين.

إخلاص النية يفضل استشعار النية من حين لآخر وإخلاصها للرحمن، علاوة على تجنب الرياء.
الاستغفار رمضان فرصة عظيمة لطلب المغفرة، لذا يجب على الموحد الإكثار من طلبه من الرحمن.

اقرأ أيضاً:  هل تعلم عن شهر رمضان المبارك؟

حديث من صام رمضان ايمانا واحتسابا يتضمن الكثير من المقاصد على سبيل المثال عصمة المتقين والأخذ بالأسباب علاوة على مغفرة الذنوب وبيان فضله، ومن الجيد أن يفعل المسلم عموم ما يستحب عمله خلال الشهر الكريم ويعتبر الاستغفار وإفطار الصائمين بالإضافة إلى إخلاص النية أفضلها، ومن الجيد أن يغتنم العباد مواسم الخير ويفعل فيها جميع الخيرات التي يقدر على عملها.

المراجع
  1. الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 2014 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (2014)، ومسلم (760)