كيفية التعامل مع مخاوف الطفل

ماريهان أحمد

يعتبر التعامل مع مخاوف الطفل في مختلف المراحل العمرية ومتابعة تأثير الخوف عليه لمعرفة ما إذا كان في حاجة للتدخل العلاجي من عدمه من أهم وأخطر الأمور التي تشغل فكر أولياء والتي ينصح المختصين بأخذها على محمل الجد حتى لا تؤثر سلباً على تكوين شخصيته أو تحصيله الدراسي ونموه الإبداعي.

بالإضافة إلى تأثير الخوف السيئ على الطفل من الناحية الاجتماعية وقدرته على الحد من الاستمتاع بطفولته والتأقلم مع المحيط الخارجي له وعدم القدرة على إقامة علاقات سليمة هو موضوع مقالتنا اليوم والتي تتناول بشكل تفصيلي مشكلة الخوف عند الاطفال اسبابها وعلاجها :

التعامل مع مخاوف الأطفال

التعامل مع مخاوف الاطفال

بالرغم من أن الأطباء النفسيين يرون أن الخوف the fear في حد ذاته شعور إنساني طبيعي ولا سيما لدى الصغار حيث يساهم في حمايتهم من الأخطار ومساعدتهم على التكيف ويطور نموهم العقلي ويوسع مداركهم ويدعم ملكة التخيل لديهم.

إلا أنهم يحذرون في المقابل من فقد الطفل القدرة على تحجيم مخاوفه وجهله بكيفية السيطرة عليها حتى لا تتحول من عابرة إلى خطر قائم نظراً لعدم إمتلاك عقله الخبرة والحكمة اللازمة لتقييم الوضع ويؤكدون على أهمية دور الأهل لمعاونته وتوجيه للتغلب على خوفه في حين أن بعض الحالات قد تحتاج لتدخل أستشاري و لنسهل عليكم اكتشافها يجب أولا تسليط الضوء على تعريف الخوف عند الاطفال و أنواع الخوف التي تصيب الاطفال :

ولا يفوتك أيضًا:-  كيفية التعامل مع مخاوف الطفل

ما هو الخوف عند الاطفال

الخوف عند الاطفال هو إحساس غير مريح وشعور سيء يسيطر على الطفل عند التعرض لموقف مؤثر أو تغير مفاجئ وينظر إليه المختصين على أنه رد فعل منطقي و استجابة حيوية يتم اللجوء إليها عند الخطر أو التهديد يترتب عليها تنبيه العقل للتعامل مع المخاطر ولكن يجب أن يبقى في إطاره الصحيح وإلا يتخطى المخاوف الطبيعية حتى لا يؤثر على شخصية الصغير ويعطل حياته.

وفي حال لاحظ الأهل أن خوف طفلهم مرضي وغير مبرر ينصح بالتوجه لطبيب مختص حتى يتم وضع خطة مناسبة لدعم الطفل وتعليمه كيفية مواجهة خوفه لذا من الضروري أن يكون الأباء والأمهات مدركين نوعية الخوف التي يعاني منها صغيرهم والمنقسمة إلى :

أنواع الخوف عند الأطفال

تتعدد وتتفاوت درجات ومستويات الخوف لدى الصغار وتتأثر مراحلهم العمرية بها ويتم تحديد مدى قدرتهم على مواجهتها وهل يحتاجون إلى مساعدة طبية لتخطيها من عدمه  بناء على  أنواع الخوف التي تصيب الأطفال  والمنقسمة إلى :

أنواع الخوف عند الأطفال

الخوف الطبيعي عند الأطفال

تعد المخاوف الطبيعية والمعروفة أيضاً تحت مسمى الخوف الموضوعي واحدة من السمات الملازمة للصغار بمرحلة الطفولة حيث تبدء من عمر ستة شهور وتزداد وتيرته وحدته مع نموه إلى أن يبدأ عقل الطفل بالنضوج وفي الغالب يكون ذلك بعد سن السادسة وينقسم الخوف الطبيعي لدى  الأطفال  إلى :

  • خوف حسي بسيط ينتاب الصغار للحفاظ على بقائهم وحماية ذاتهم من أمثلته الخوف من الغرباء أو الظلام أو العزلة أو الأصوات المرتفعة أو الأماكن العالية أو الخوف من الذهاب إلى المدرسة أو من الحيوانات المؤذية.
  • خوف غير حسي من أشياء ومواضيع غير ملموسة لا يمكن إدراك حقيقتها مثل الخوف من الأشباح أو الموت أو الجن أو سماع أصوات غريبة.

اقرأ المزيد:-  أعراض الانهيار العصبي وطرق علاجه

الخوف المرضي عند الأطفال

من المفترض أن يتخلص الأطفال من مخاوفهم كلما تقدموا في العمر ولكن أحياناً ما نجد الخوف يزداد لدى البعض منهم ويتحول إلى رهاب أو خوف مرضي يظهر في شعور الطفل بالقلق المستمر والذعر معظم الوقت من مواقف وأمور متباينة ومتعددة وفي بعض الحالات يكون بلا سبب محدد مما ينعكس على سلوكهم وتصرفاتهم اليومية وهنا من الضروري التوجه لمختص لوضع برنامج علاجي منظم.

اسباب الخوف عند الاطفال وعلاجه

بعد أن استعرضنا معاً الفرق بين الخوف العادي والخوف المرضي سوف نتناول كيفية علاج الخوف عند الطفل ولكن حتى نقوم بذلك بشكل صحيح علينا أولاً الوقوف على :

اسباب الخوف عند الأطفال

تتنوع مسببات الخوف عند الاطفال وتختلف وفقاً لطبيعة كلاً منهم وانعكاسات البيئة المحيطة بهم وأسباب عديدة أخرى منها :

  • أساليب تنشئة الأهل الغير سليمة التي تؤثر على نفسية الطفل بنفسه وتساهم في زعزعة ثقته بنفسه كما هو الحال في تهديد الأبوين المستمر له أو تخويفه من خلال سرد القصص المرعبة وبث الرهبة في نفسه من الطبيب أو خلق شخصيات خيالية مخيفة حتى ينصاع لأوامرهم.
  • الإستهزاء بالصغير ونعته بالجبن أو بألفاظ مثل خواف وغيره ينتج عنها ضعف في شخصية المنعوت ويجعله غير قادر على السيطرة على مخاوفه.
  • القسوة والانتقاد المتواصل يدفع الطفل نحو الخوف من الوقوع في الخطأ وكذلك التدليل الزائد يجعل منه شخص غير قوي وضعيف العزيمة لا يقدر على مواجهة المواقف أو يخشى التجارب الجديدة.
  • الخلافات العائلية تعد عامل رئيسي في عدم استقرار الطفل وشعوره بعدم الأمان وعادة ما ينجم عنها خوف ارتباطي يتم فيه توجيه مشاعر الخوف نحو شئ أخر مثلاً الظلام أو لعبة ما كنوع من الهروب من الإفصاح عن سبب الذعر الحقيقي من انفصال الأباء.
  • تعرض الطفل لتجربة مؤلمة أو معاناته من صدمة انفعالية ووقوعه تحت وطأة الألم الناتج عن حادث معين يظل عالق في ذهنه مثلما يحدث عند الإنزلاق  في البانيو فيصبح لديه عقدة من الإستحمام أو رؤية صراع بين القطط أو الكلاب فيخشى الأقتراب منهم.
  • التأثر بهلع الوالدين أو  أحدهما  حيث ينتقل الخوف للصغير ويتضح الأمر بصورة كبيرة عند إظهار الأمهات خوفهن من حيوان ما حتى ولو كان أليف فينشأ الطفل على الخوف من هذا الحيوان.
  • السماح للصغار بمشاهدة مقاطع عنف أو أفلام كرتون والعاب تحتوي على لقطات مخيفة.
  • الضعف الجسدي وعدم التوازن النفسي يجعله يخاف من الإختلاط أو التعرض للسخرية.

شاهد المزيد:-  أهم مبادئ الانضباط الذاتي

طرق التعامل مع خوف الأطفال

معظم حالات الخوف عند الاطفال تزول مع  الوقت دون الحاجة لعلاج والحقيقة أنها في الغالب تكون عابرة ومتقلبة وكل ما يحتاج إليه الطفل للتغلب عليها هو التوجيه والدعم من قبل أهله الذين يتوجب عليهم اتباع خطوات علاج الأطفال من الخوف التالية :

طرق التعامل مع خوف الاطفال

يجب أولاً معرفة أن الوقوف على سبب الخوف ومحاولة إزالته هي أسرع سبل العلاج وأكثرها فعالية.

  1. تفهم مخاوف طفلك وإظهار الاهتمام لمشاعره والإنصات الجيد له وعدم الاستهزاء به ومنحه حرية التعبير عما يشعر به لما لذلك من تأثير قوي في تقليل الخوف بداخله ومنحه شعورا بالاطمئنان.
  2. أختيار القصص التي تروى على مسامعه بعناية والبعد عن الأوهام والسحر والتخويف وتجنب متابعة البرامج والمشاهد العدوانية.
  3. عدم التشهير بمخاوف الطفل وامتداح قدرته على المقاومة خوفه وإلقاء الضوء على المرات التي اجتاز فيها مواقف مخيفة بمفرده.
  4. تعليم الأبناء كيفية التغلب على خوفهم وتعريفهم بآليات السيطرة عليها والتحكم في حدتها من خلال أخذ نفس عميق أو تحويل الشبح المرعب أضحوكة.

علاج مخاوف الأطفال

كما ينبغي على أولياء الأمور تطبيق ما يلي في خطة مساندتهم لأولادهم للقضاء على خوفهم والحصول على نتائج مثمرة وسريعة في معالجة الخوف لدى الاطفال :

علاج مخاوف الاطفال

  • الحذر من أبدء علامات الخوف والقلق أمام أطفالهم ومراعاة كونهم قدوة لهم لذا يجب إظهار الشجاعة في المواقف المختلفة وتعليمهم سلوكيات التعامل مع الأخطار بشكل عملي.
  • تحصين  الأولاد بالقرآن والأدعية والرقية الشرعية وإشاعة العبارات الإيجابية مثل أنت تستطيع وتقدر والبعد عن الجمل المحبطة على غرار خواف وجبان وغير قادر وفاشل إلى أخره واستبدالها بكلام مطمئن.
  • يمكن أيضاً الإعتماد على إستراتيجية التعايش مع أبنك الخائف لتقليل نسبة الخوف لديه مثال في حالة الرهبة من الظلام يبدأ الأب أو الأم بالجلوس مع الطفل وخفض النور تدريجياً  مع تهدئته ويردد عليه أنه معه بأمان.
  • أو عبر النوم في غرفته والباب مفتوح والبدء بالتدريج في غلقه كل يوم عن ذي قبل حتى يتعود أن ينام في العتمة.

ملحوظة : يجب التنويه أن مراقبة انفعالات وتصرفات طفلك بإستمرار مهمة جدا وخاصة عند التعرض لنوبة خطر أو خوف ومتابعة قدرته على تجاوز ما أصابه حتى تستطيعون التدخل في الوقت المناسب وتقديم الدعم اللازم له.