الأبراج في المسيحية

أ / جرمين خيرت فهيم

باتت الأبراج في عالمنا اليوم تتحكم في حياة الكثير من البشر وأصبحت محل اهتمام الكثير وهذ الأمر ليس جديد حيث يعود الاهتمام بالطالع والرغبة في التنبؤ ببعض الأحداث إلى عصور وحضارات قديمة الصينية والآشورية واليونانية والرومانية إلا أن أول من عرف الأبراج هم البابليون الذين كانوا يراقبون حركة القمر والشمس في السماء من أجل الأعداد لبعض الأحداث والتجهيز للحرب .

كما كان يتم الاستعانة بالمنجمين من أجل توقع بعض الأشياء واتخاذ بعض القرارات الهامة وتفسير الرؤى والأحلام الخاصة بالملوك، وتختلف نظرة الدين المسيحي إلى الأبراج ونستعرض من خلال السطور التالية نظرة وحكم المسيحية والكتاب المقدس إلى الأبراج وقراءتها.

حكم الأبراج في المسيحية

يحذر الدين المسيحي من مطالعة وقراءة الأبراج وتصديقها والاستماع إليها حيث أن من يقوم بذلك يساعد على إفساح مجال إلى الشيطان من أجل بث أفكاره وتوجيه حياة الناس وفق مكائده، ويدعو الإنجيل إلى ضرورة التسلح بالإيمان من أجل مواجهة مثل هذه الأفكار الشيطانية .

كما جاء في كتابه المقدس “البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد+ إبليس”(أفسس 11:6)، وذكرت الأسفار اليونانية المسيحية مثال عن جارية ربحت مال كثير بفضل ممارستها مهنة التكهن وصدقت بعض توقعاتها إلا أن الكتاب المقدس فسر ذلك بأنها كانت تحت تأثير قوة شيطانية تحركها كما جاء في سفر الأعمال”وحدث فيما كنا ذاهبين إلى مكان الصلاة،‏ أن جارية بها روح شيطان يمكنها من العرافة+ لاقتناء وكانت تكسب أربابها ربحا كثيرا+ بممارسة مهنة التكهن‏”(أعمال 16:16).

الأبراج في المسيحية

لا يفوتك أيضا: توقعات الأبراج عبير فؤاد 2024 : حظوظ الأبراج لعبير فؤاد

الكتاب المقدس والأبراج

ذكر الكتاب المقدس أن الأبراج الفلكية تعود إلى عصور وحضارات قديمة كما جاء في العهد القديم “وأزال كهنة الآلهة الغريبة الذين جعلهم ملوك يهوذا ليؤكدوا على المرتفعات في مدن يهوذا وما يحيط بأورشليم،‏ وأيضا الذين يوقدون للبعل،‏+ وللشمس والقمر والأبراج ولكل جند السموات.‏+”(ملوك الثاني 5:23)

وأشار الكتاب المقدس في ذكره للنجوم أنها مثال على عظمة وقوة الله كما رتبهم في ثلاث مجموعات هم ”الجبار، والدب، و”الحية الهاربة”وأشار الكتاب المقدس إلى استخدام القدماء إلى النجوم والكواكب بهدف معرفة الأزمنة وتحديد بدايات الفصول وليس من أجل التنبؤ بمصير البشرية.

تعرف علي: توقعات الأبراج في العمل والحياة المهنية 2024

حكم المسيحية على الابراج

يحذر الدين المسيحي من قراءة ومطالعة الأبراج بهدف التسلية أو الفضول بما يمثل في ذلك من مسايرة لإبليس وتنفيذ لمكائده ومعصية الله الخالق، وتدعو المسيحية إلى ترك الله يسير حياة البشر ويختار مصائرهم كما يشاء فسبحانه يختار الأفضل دائما وأن ينغمسوا في حياة الصلاة والعبادة ويعيشون حياة الطهارة والنقاء وذلك كما جاء في كتابه المقدس ”الأبرار يرثون الأرض،‏+ يسكنونها إلى الأبد‏ .+”(مزمور ٣٧:‏٢٩،‏ ٣٨).

نظرة المسيحية إلى المنجمين

ينهي الكتاب المقدس عن استخدام علم التنجيم بهدف تنبؤ المستقبل وأحداثه وينظر الدين المسيحي إلى المنجمين مثلهم مثل الشياطين حيث أن الشيطان يسعى إلى توجيه مصير وحياة البشر حسب إرادته وهكذا يفعل أيضاً المنجمين الذين يبثون في عقول البشر أفكار ومعتقدات معينة حيث ذكر الكتاب المقدس في سفر دانيال (20:1) أن نبي الله دانيال استطاع أن يحرج منجمين ملك بابل عن تفسير الحلم الخاص بالملك.

وحذر الكتاب المقدس في سفر إشعياء المنجمين من غضب الله وشدة عقابه، وحث الله البشرية في أنجيل يعقوب على النظر إلى النجوم كدليل على قوة الله وعظمته في إبداع الكون واستخدام علم التنجيم بهدف تحديد الأماكن ومعرفة الزمن ومحاربة من يستخدمها بهدف التهكم على إرادة الله ومشيئته.

أ / جرمين خيرت فهيم

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *